مجوهرات وصندوق منحوت عليه عقارب وثعابين بمقبرة فتاة عمرها 3000 عام فى إيران

اكتشف علماء الآثار في إيران قبرًا فخمًا لمراهقة عاشت قبل أكثر من 3000 عام، عندما كانت المنطقة جزءًا من حضارة خراسان الكبرى، وفقا لما نشره موقع" livescience".

توفيت الفتاة عن عمر ناهز 18 عامًا، ويُرجَّح أنها توفيت لأسباب طبيعية، وتشير مقتنياتها الثمينة، بما في ذلك مجوهرات ذهبية، إلى أنها تنتمي إلى عائلة ثرية ذات مكانة اجتماعية متوارثة، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "إيران" .

قبر فتاة مراهقة عمرها 3000 عام

المقتنيات الجنائزية

وقال علي وحدتي ، عالم الآثار بوزارة التراث الثقافي الإيرانية، إن القبر الموجود في موقع تبة جالو الأثري في مقاطعة خراسان الشمالية النائية شمال شرق إيران، هو أحد أغنى القبور التي تم العثور عليها على الإطلاق من حضارة خراسان الكبرى .

كان من بين أكثر المقتنيات الجنائزية إثارة للاهتمام صندوق مستطيل الشكل مصنوع من الحجر الأسود الغني بمعادن "الكلوريت"، وقد تم تزيينه بنقوش على شكل ثعابين وعقارب.

استُخدم الصندوق لحفظ مستحضرات التجميل أو "الكحل"، وهو معدن أسود مطحون يُستخدم عادةً ككحل للعينين في العصور القديمة، وكتب مؤلفو الدراسة أن رسومات الثعبان والعقرب "ربما كانت تُستخدم لأغراض طقسية أو وقائية".

موقع تيبي تشالو

تمكن وحدتي لأول مرة من تحديد موقع تيبي تشالو ("تلال تشالو" بالفارسية) في عام 2006 أثناء مسح أثري لحوض نهر قريب، لكنه لم يتمكن من العودة للتنقيب فيه حتى عام 2011.

وقد تم اكتشاف ما مجموعه 48 قبرًا هناك حتى الآن، بعض القبور يعود تاريخها إلى وقت سابق، من العصر الحجري النحاسي المتأخر في الألفية الرابعة قبل الميلاد، عندما تم الاستقرار في تيبي تشالو لأول مرة.

وقال وحدتي إن قبر المرأة المراهقة - المعروف باسم "القبر 12" - تم اكتشافه في عام 2013، لكن الدراسة الجديدة هي المرة الأولى التي يتم فيها وصفه بالتفصيل.

ولم يعرف بعد العمر الدقيق للقبر، لكن يعتقد أن الفتاة المدفونة هناك عاشت في أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، بحسب مؤلفي الدراسة.

وكتب الباحثون في الدراسة أنه تم دفنها في وضع القرفصاء ومستلقية على جانبها الأيمن، وكان وجهها متجهًا إلى الجنوب الشرقي، فيما يبدو أنه كان تقليدًا قديمًا في موقع تيبي تشالو.

صندوق من الحجر الأسود

صندوق مستحضرات التجميل

وبالإضافة إلى صندوق مستحضرات التجميل المزخرف، احتوى القبر على قرطين ذهبيين، وخاتم إصبع من الذهب، وعدة دبابيس مصنوعة من العاج والبرونز، بما في ذلك دبوس على شكل يد، ومرآة برونزية، والعديد من الأواني الفخارية، وختم برونزي يصور أقدام بشرية.

وقال وحدتي إنه تم العثور على أختام مماثلة في مواقع أثرية تعود إلى العصر البرونزي في جنوب إيران، وأنها كانت واحدة من عدة أختام وجدت في القبر والتي تدل على الدور النشط للمرأة ومكانتها الاجتماعية في مجتمعها.

وأضاف أن الدبابيس العاجية وحبات اللازورد تشير إلى أن مجتمعها كان لديه علاقات تجارية طويلة المدى مع مناطق قديمة أخرى، بما في ذلك ما يعرف الآن بأفغانستان ووادي السند.

قالت وحدتي إن المرأة المدفونة في القبر كانت شخصيةً بارزةً، لكنها كانت صغيرةً جدًا عند وفاتها لتحظى بهذه المكانة، بل يُرجَّح أنها ورثت مكانتها الاجتماعية وثروتها من عائلتها، إما بالولادة أو بالزواج.