"من الدعوة إلى العنف".. الإخوان وتوظيف الذكاء الاصطناعى للفتنة.. باحث يكشف تحولات التنظيم منذ النشأة حتى الآن.. منير أديب: حسن البنا رسخ لحمل السلاح 1938.. ويؤكد: الجماعة تحالفت مع تل أبيب ضد مصر لتحقيق أهدافها

في قراءة معمقة لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين وتحولاتها عبر ما يقارب القرن من الزمان، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، أن التنظيم استطاع على مدار تاريخه تغيير جلده أكثر من مرة، متنقلًا بين الشعارات الدينية المزعومة والعمل السياسي الملوث، وصولًا إلى تبني العنف كأداة رئيسية، وحتى استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي كسلاح جديد في معركته ضد الدولة والمجتمع.
واستشهد أديب بكلمات مؤسس الجماعة، حسن البنا، الذي اعترف صراحة أمام أعضاء التنظيم في مؤتمره الخامس عام 1938 بأن الإخوان "سيستخدمون القوة حين لا يجدي غيرها"، في إقرار واضح بأن العنف جزء أصيل من عقيدتهم السياسية، وليس خيارًا عابرًا.
وأوضح أن هذا التصريح جاء بعد عشر سنوات فقط من تأسيس الجماعة عام 1928، حيث بدأت كتنظيم دعوي يزعم الإصلاح ونشر الأخلاق، قبل أن ينقلب على شعاراته، ويدخل غمار السياسة بأساليب وصفها أديب بـ"القميئة" التي أساءت للدين واستغلت قدسيته لخدمة أهداف تنظيمية بحتة.
وأضاف الباحث أن التنظيم مر بمراحل خطيرة، من "التنظيم الخاص" الذي نفذ عمليات اغتيال وتفجير، إلى مرحلة "التقية" التي أخفى فيها حقيقته خلف واجهة العمل الخيري، وصولًا إلى حقبة ما بعد 2013 حين عاد الإخوان إلى العنف المسلح صراحة، لكن بثوب جديد وصفه أديب بـ"إخوان الفرانشايز"، أي نسخة معدلة تتكيف مع متطلبات المواجهة وتحاول التسلل عبر قنوات حديثة.
وأشار أديب إلى أن الجيل الحالي من الإخوان يوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تزييف الواقع والتحريض، مستشهدًا بفيديو مزور استهدف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وظهر فيه وكأنه يدعو للتظاهر وإسقاط الدولة، وهو نموذج واضح لأسلوبهم في تشويه الرموز والمؤسسات.
وكشف الباحث عن مفارقات خطيرة في سلوك الجماعة، إذ بينما تدّعي العداء لواشنطن وتصفها بالدولة الكافرة، تسعى للتقارب معها حين تقتضي مصالحها ذلك، وهو ما فعلته أيضًا مع إسرائيل، حيث حصلت على إذن من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للتظاهر أمام السفارة المصرية، في مشهد وصفه أديب بأنه "عرض خدمات" من الإخوان لتل أبيب، من أجل الضغط على الدولة المصرية وربما دعم مخططات التهجير.
وأشار أديب إلى أن فهم الإخوان يتطلب قراءة دقيقة ومتعمقة لبنيتهم الفكرية والتنظيمية وتحولاتهم التاريخية، مشددًا على أن المواجهة الفعالة لا بد أن تكون واعية وقادرة على فضح تناقضاتهم وتفكيك أفكارهم المتطرفة، مؤكدًا: "التنظيم لن يتوقف عن محاولاته، لكن كشف حقيقته للناس هو الضمانة الأكبر لشل قدرته على التأثير".
وأضاف :" وهنا استخدم الإخوان الجدد ما يسمى بالذكاء الاصطناعي في تزييف الواقع وفي إظهار شيخ الأزهر وهذا كان في تسجيل مرئي مؤخرا وكأنه يدعو إلى التظاهر وإلى إسقاط الدولة ومؤسساتها وخلافه. وكما أن الإخوان نفاجأ بهم نفاجَؤُ نفاجأ بهم في الغرب يقومون بالتقارب مع واشنطن التي يدعون أنها دولة كافرة وأنها تقف مع الدولة المصرية لأنهم يرون مصالحهم تتسق معها.
وتابع:" كما فعلوا ذلك مع واشنطن أيضا فعلوه مع دولة إسرائيل عندما أخذوا إذنا من الوزير الإسرائيلي المتطرف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مدعين إذنا للتظاهر أمام السفارة المصرية، وكأنهم يقدمون أنفسهم إلى إسرائيل نحن سوف نكون معكم، سوف نكون حلفاءكم، نحن نضغط على الدولة المصرية من خلال الوقوف أمام هذه السفارة المصرية حتى نشارككم الأهداف التي تبغون تسعون إليها وقد يكون منها فكرة التهجير وخلافه. إذا نحن أمام جيل مختلف من الإخوان يختلف تماما عن الجيل السابق على يد مؤسس التنظيم وعلى يد مرشدي الإخوان في العقود الماضية. هذا يستلزم منا أن نقرأ التنظيم قراءة دقيقة، أن نعي التنظيم بحجم تغيراته وتحولاته حتى نستطيع مواجهته مواجهة واعية، قوية، مؤثرة، تنجح في تفكيك التنظيم وتفكيك أفكاره.

Trending Plus