‏دولة الشعب

عندما يصبح اهتمام الدولة منصبًا على بناء الإنسان، الذي يستكمل بسواعده نهضته، ويرقى بمقدراته، ويصون تراب وطنه، ويعزز تراثه الثقافي؛ فإن هذا دون مواربة، يؤكد على أن الدولة ملك للشعب، وأنه سيد القرار، ومخول به أن يفوض قيادته الرشيدة؛ لإدارة شئونها على الوجهة الصحيحة، التي تحقق غاياتها؛ ومن ثم تصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة، التي يغيب عن أبنائها العوز؛ إذ يمتلكون مقومات الصحة البدنية والنفسية على السواء، ولا يعانون من أمراض مزمنة؛ ومن ثم يتمتعون بصحة عامة، تجعلهم قادرين على العطاء في صورته المستدامة.

إننا قد شاهدنا بأعيننا، في ظل هذه القيادة الرشيدة، وسائل فاعلة في القضاء على الأمراض المتوطنة، التي خورت قوى الأجساد، وأصابتها بالعطب، كمبادرة 100 مليون صحة، التي أطلقها فخامة الرئيس في ربوع مصر؛ حيث عانى الشعب المصري طوال عقودٍ مضت، من مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي سي (C)، والذي انتشر انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة في أرجاء المحروسة، ونظرًا للنتائج المبهرة التي تمخضت عن هذه المبادرة؛ فقد منحت منظمة الصحة العالمية شهادة المستوى الذهبي للدولة المصرية على مسار القضاء على فيرس سي (C)؛ ليعلن رسميًا القضاء عليه. ناهيك عن متابعات متصلة للحد من آثار بعض الأمراض المتوطنة كالسكر والضغط وضمور العضلات.

الشعب صاحب الدولة، له سكن يليق بآدميته، لا يصح أن يقبع في عشوائيات، لا تحترم إنسانيته؛ ومن ثم وفرت مؤسساته الوطنية، بتوجيه ومتابعة حثيثة من فخامة الرئيس، السكن اللائق به، كون أن السكن عماد الحياة الكريمة، التي تعضد الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن، ويحفظ ويصون الكرامة، ويورث العزة في النفوس، ناهيك عما قُدم من خدمات جليلة للقادرين باختلاف، وكبار السن، ومن يعانون من العوز؛ ليصبح المجتمع في أشد ترابطه، لا ينفك، وثاقه ولا ينفرط عقده في بلد ملك له.

مصر ملك لشعبها؛ فلم تترك الغارمين فريسة تأكلهم سباع البرية المنتشرة في زمن العوز، وقدمت لهم يد المساعدة؛ لتخرجهم لبر الأمان سالمين؛ ليستكملوا رحلة الحياة رافعي الهامة، لا يتعثرون في مسيرتهم، ويقبلون متفائلين نحو مستقبلهم المشرق، وهذا دون شك ينسدل تحت ميثاق الحماية الاجتماعية، التي تؤكد على ماهية الشمول والمشاركة، وتعضد فلسفة الاتصاف القيمي، الذي تعنيه العدالة والمساواة بين أبناء هذا الشعب، الكادح المحب للخير وصور العطاء.
عندما نطلع على الجهود والإنجازات التي سطرتها المبادرة الرئاسية المعروفة بحياة كريمة؛ فإنه يتأكد في وجدان المنصفين أن الدولة ملك دون منازع للشعب المصري؛ فهناك تمويل حكومي يزداد يومًا تلو الآخر، وهناك مؤسسات مدنية تتسابق من أجل المشاركة في إنجاح مشروعات هذه المبادرة التي تهتم ببناء إنسان يحافظ على وطنه، وهناك سرعة في الأداء تمخضت عن سيولة وسهولة ويسر في الإجراءات، وهناك روح معنوية مرتفعة رصدناها ممن يقع على عاتقهم طواعية تنفيذ مشروعات المبادرة في شتى ربوع الوطن الحبيب.

الشعب الذي يمتلك وطنًا حرًا تتولى شئون قيادته سياسية شريفة رشيدة، تسارع في تقديم حزم الحماية الاجتماعية التي تصونه، وهنا نشاهد أن الرئيس على مسافة الصفر من هموم وآلام ومطالب شعبه، ويعمل بكل جهد على تنمية مقدرات هذا الوطن ليخرج من حالة العوز لواحة الاكتفاء، في ضوء اقتصاد قومي يقوم على مشروعات قومية نتاجها مستدام، بما يتطلب من الجميع العمل بكل طاقة وجهد من أجل النهوض من حالة الركود والصعود لقطار التنمية المتسارع.

دولة الشعب بها جيش عظيم له مفاخر وبطولات عديدة ومواقف نبيلة؛ فلم يكن يومًا منحازًا إلا لضمير هذا الشعب ورأيه الجمعي؛ فالوطنية لديه من رحم مجتمع تربى على قيم وأخلاق فضيلة، ورسالته تشربها من أصول حضارة عريقة وتراث ثقافي يتباهى به أمام العالم كله، وما علينا إلا أن نذكر بأن مصر وشعبها وقيادتها وجيشها وكافة مؤسساتها الوطنية على خطِّ تماسٍ واحدٍ، أبدَ الدهر، وأمده.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.