أدلة جديدة تكشف عودة الناجين لمدينة بومبي بعد ثوران بركان فيزوف المدمر

كشفت حفريات جديدة في بومبي أن المدينة سكنها الناجون لقرون بعد ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلادي، ويتحدى هذا الاكتشاف، الذي أعلنته حديقة بومبي الأثرية، الاعتقاد السائد بأن المدينة هُجرت نهائيًا بعد الكارثة، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
كشفت الحفريات عن آثار مستوطنة مؤقتة داخل أسوار المدينة المتداعية، قال الباحثون إن الموقع ظلّ نابضًا بالحياة حتى القرن الخامس الميلادي على الأقل، مما يُقدّم رؤية جديدة لفصلٍ من تاريخ المدينة طال إغفاله.
الناجون شكلوا مجتمعًا هشًا
من المرجح أن بعض العائدين كانوا من السكان السابقين غير القادرين على إعادة بناء حياتهم في مكان آخر، وانضم إليهم وافدون جدد يبحثون عن مأوى أو يأملون في العثور على مقتنيات ثمينة تركها سكان المدينة الأصليون، وشكّلوا معًا مجتمعًا مرتجلًا في ظل الدمار.
أُعيد استخدام الطوابق العليا من المنازل المتضررة للسكن، بينما تحولت الطوابق الأرضية المدفونة بالرماد إلى أقبية مجهزة بأفران وطواحين حبوب،افتقرت هذه المساكن العشوائية إلى البنية التحتية الأساسية.
لم تكن هناك مياه جارية، ولا شبكة صرف صحي، ولا تجارة منظمة، وهي سمات كانت سائدة في الحياة الحضرية الرومانية، أُعيد استخدام العديد من الغرف المليئة بالرماد البركاني كمخازن.
وصف جابرييل زوختريغل، مدير منتزه بومبي الأثري، المنطقة المُعاد احتلالها بأنها مستوطنة هشة تُشبه مخيمًا أو حيًا عشوائيًا، ووصفها بأنها "تكتل هش" بُني بين أطلال المدينة القديمة التي لا تزال ظاهرة.
وفقًا لزوختريغل، أولت الحفريات السابقة الأولوية للكشف عن الفلل واللوحات الجدارية السليمة، وغالبًا ما أزالت آثارًا خفية من الاحتلال اللاحق دون توثيقها، وهي ممارسة ساهمت في تأجيج رواية الهجران التام، وقد استحوذ الدمار الهائل للمدينة عام 79 ميلادي على الذاكرة.
استمرت الحياة اليومية وسط الأنقاض والمخاطر
تشير الأدلة الأثرية إلى أن السكان بنوا ملاجئ مؤقتة بين الأعمدة المنهارة والجداريات الباهتة، وبحثوا بين الأنقاض عن المجوهرات والأدوات والأغراض المنزلية، رغم خطر العثور على بقايا متحللة.
كان عدد سكان بومبي حوالي 20 ألف نسمة قبل الانفجار البركاني، وتشير التقديرات إلى أن 15 إلى 20% من سكانها لقوا حتفهم، معظمهم بسبب الصدمة الحرارية، عندما اجتاحت سحابة قاتلة من الغاز الساخن والرماد المدينة، ثم دفنت الأنقاض البركانية المنازل والمباني والجثث، محتفظةً بها بتفاصيل مذهلة.
اكتشف علماء الآثار بقايا ما يقرب من 1300 ضحية منذ بدء الحفريات الرسمية في عام 1748، ولا يزال ثلث مساحة الموقع البالغة (54.4 فدانًا) غير محفورة.
بومبى استقبلت 4.17 مليون زائر في 2024
أُعيد اكتشاف بومبي في أواخر القرن السادس عشر، واكتشفت تدريجيًا على مدى أكثر من 300 عام من التنقيب واليوم، تُصنف بومبي، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، كثاني أكثر الوجهات السياحية زيارةً في إيطاليا بعد الكولوسيوم، وفي عام 2024، استقبلت حوالي 4.17 مليون زائر.
وقد تؤدي الاكتشافات الأخيرة إلى تحويل التركيز العام من الفيلات الفخمة واللوحات الجدارية المحفوظة إلى أسطح متواضعة وأفران مؤقتة وسلالم مرقعة - وهي تذكيرات بالبقاء على قيد الحياة والنضال والمثابرة الهادئة لأولئك الذين عادوا.

Trending Plus