"احتلال غزة" مسمار جديد فى نعش نتنياهو.. عائلات الرهائن تدعو لإضراب عام للضغط على الحكومة.. زعيم المعارضة: دعوتهم لإغلاق الاقتصاد مبررة.. ومخاوف داخل جيش الاحتلال على حياة الرهائن وتعميق الأزمة الإنسانية

اشتعل الداخل الإسرائيلى، غضبا من قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلى، لاحتلال وفرض السيطرة العسكرية على مدينة غزة، واعتبر البعض أن هذه الخطوة ستكلف الرهائن حياتهم.
وزادت الاعتراضات على حكومة بنيامين نتنياهو، مطالبين إياه بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وإعادة الرهائن ضمن صفقة شاملة، وهذه المطالب دفعت عائلات الرهائن للدعوة لتنظيم إضراب عام للضغط على حكومة الاحتلال، وهى الدعوة التى أيدها زعيم المعارضة يائير لابيد.
ودعت جماعات تمثل عائلات الرهائن والجنود المقتولين، الأحد إلى إجراء إضراب عام فى 17 أغسطس الجارى للاحتجاج على استمرار الحرب فى غزة وخطة الحكومة للسيطرة العسكرية على مدينة غزة، والتى يخشون أن تكلف الرهائن حياتهم وتؤدى إلى مزيد من الإصابات فى صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلى.
الإضراب المخطط له، الذى حصل على دعم من شخصيات بارزة فى المعارضة، يتم تنظيمه من قبل مجلس أكتوبر، الذى يمثل العائلات المتضررة من هجوم 7 أكتوبر، ومع ذلك، لم يتضح على الفور ما إذا كانت المنظمة الرئيسية التى تمثل العائلات، منتدى الأسرى والعائلات المفقودة، ستدعم الإضراب، فى حين قالت الهيئة الرئيسية لنقابات العمال فى البلاد، الهستدروت، إنها ستبقى على الهامش.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام من تصويت حكومة الاحتلال على الاستيلاء على مدينة غزة المكتظة بالسكان، رغم اعتراضات الجيش بأن هذه الخطوة ستُعرّض الأسرى للخطر، وتُعرّض القوات للخطر بلا داعٍ، وتُعمّق الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وفى مؤتمر صحفى عُقد فى تل أبيب، مقابل قاعدة كرياه العسكرية التى تضمّ المقرّ العسكرى ووزارة الدفاع، حثّ المنظمون الشركات الخاصة والمنظمات ونقابات العمال والمواطنين عمومًا على أخذ يوم إجازة وإيقاف عجلة الاقتصاد.
وقالت ريوت ريشت إدرى، وهى أم لأحد القتلى فى هجوم 7 أكتوبر:"سنتوقف جميعًا يوم الأحد المقبل ونقول: كفى، أوقفوا الحرب، أعيدوا الرهائن، الأمر بأيدينا".
ومن جهتها استنكرت عنات أنجريست، والدة الرهينة ماتان أنجريست، قرار احتلال مدينة غزة، قائلةً إنه سيُعرّض حياة من بقى فى الأسر للخطر، وقالت: "قررت الحكومة احتلال قطاع غزة، وإرسال جنود للاقتراب من ماتان، إنهم يحاولون إعادته، لكنهم فى الواقع يُعرّضونه للخطر".
وتفتقر الدعوة إلى الإضراب إلى دعم اتحاد العمال النافذ "الهستدروت"، بعد أن منعته محكمة فى تل أبيب العام الماضى من الإضراب للضغط على الحكومة لإبرام اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة، ووصفت الأمر بأنه سياسى لا يتعلق بحقوق العمال.
وكان من المقرر أن يلتقى رئيس "الهستدروت"، أرنون بار دافيد، الاثنين بعائلات الأسرى بناءً على طلبهم إشراك منظمته فى الإضراب، ووفقًا لتقرير غير مؤكد من القناة 12، أبلغ الهستدروت المُنظّمين بالفعل بعدم مشاركتهم فى الإضراب.
وصرّح يانيف ليفى، المتحدث باسم الهستدروت، لموقع Ynet قائلاً: "فى هذه المرحلة، يعتقد أرنون أن الإضراب لا يُساعد الحملة ولا يُخفف من معاناة العائلات"، وأضاف أن إضراب الهستدروت "لن يُحقق الهدف".
وقال: "سنرى كيف يُمكننا المُساعدة"، لكنه شدّد على أن "الإضراب وسيلة وليس غاية، عند وجود مشاكل"، فى الوقت الحالى، لن يكون هناك إضراب عام".
ولكن زعيم المعارضة يائير لابيد أعرب عن دعمه للإضراب، ونشر على موقع إكس أن دعوة عائلات الرهائن "لإغلاق الاقتصاد مبررة وجديرة بالاهتمام، مضيفا: "سنواصل الوقوف إلى جانبهم".
وبالمثل، أيد يائير جولان، رئيس حزب الديمقراطيين اليسارى، الإضراب، داعيًا "جميع مواطنى إسرائيل" للمشاركة، ومجادلًا بأنه من المستحيل مواصلة الحياة الطبيعية بينما يوجد رهائن فى غزة.
وطُرحت فكرة الإضراب العام مساء السبت، عندما شارك عشرات الآلاف فى احتجاجات فى جميع أنحاء البلاد ضد قرار احتلال مدينة غزة، وحثوا الحكومة على التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.
وقبل أيان، وافق مجلس الوزراء الأمنى على مقترح نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة، متحديًا تحذيرات الجيش من أن العملية تُعرّض حياة الرهائن المتبقين للخطر، بالإضافة إلى احتمال تسببها فى كارثة إنسانية لسكانها.

Trending Plus