ارتفاع الحرارة يدفع بأزمة الكهرباء فى لبنان للواجهة.. انقطاع التيار فى أنحاء البلاد.. مؤسسة الكهرباء: عطل بالمحطة الرئيسية بسبب موجة الحرارة.. انخفاض القدرة الإنتاجية في المعامل.. والمرافق الحيوية لم تتأثر

عادت أزمة الكهرباء تطل برأسها مجدداً فى لبنان؛ حيث شهد خلال الساعات الماضية انقطاعا للكهرباء بكافة أنحائه؛ وبالرغم من أن أزمة الكهرباء ليست جديدة فى الدولة، حيث يعاني لبنان من أزمة تأمين التيار الكهربائي للمنازل والمؤسسات بشكل دائم بسبب نقص الوقود اللازم لتغذية معامل إنتاج الطاقة الكهربائية ويعد معملا "الزهرانى" و"دير عمار" المعملين الأساسين لإنتاج الكهربا، ويؤدى هذا النقص إلى انقطاع التيار الكهربائى لبضع ساعات يومياً.
إلا أن هذه المرة انقطاع التيار جاء مدفوعاً بالارتفاع الكبير فى درجات الحرارة والرطوبة؛ حيث حدث عطل فى المحطة الرئيسية (محطة الذوق )بسب الارتفاع فى الحرارة والرطوبة.
ولجأ اللبنانيون منذ انقطاع التيار إلى الاعتماد بشكل كلى على المولدات الخاصة المنتشرة في الأحياء المختلفة؛ حيث يتم الاعتماد عليها فى الحصول على الكهرباء بشكل يومى لعدد من الساعات بسبب ضعف شبكات ومحطات توليد الطاقة ما يجعل الاعتماد على المولدات عنصر أساسى فى حياة اللبنانيين.
وأوضحت مؤسسة كهرباء لبنان ـ فى بيان لها ـ أن مثل هذه الأعطال قد تحدث في فصل الصيف عند تخطّي نسب الرطوبة المعدلات المعتادة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، بالتوازي مع انخفاض القدرة الإنتاجية في معامل الانتاج الكهربائية، ما يزيد من احتمال حصول أعطال على منشآت التوتر العالي، علماً بأن المؤسسة تعمل على تشغيل المعامل بما يتوافر من كميات المحروقات المتاحة، حرصًا على الحفاظ على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية، وأكدت الاستمرار في إمداد مطار رفيق الحريري الدولي وكافة المرافق الحيوية بالتيار الكهربائي بشكل منتظم، وهناك جهود ومحاولات مستمرة للحفاظ على استمرارية التغذية الكهربائية وتطوير الشبكة لمواجهة التحديات فى ها القطاع.
وأشارت إلى أن سبب حدوث العطل هو انخفاض عزل أحد عوازل جسور التوصيل لأحد محولات التوتر العالي في محطة التحويل الرئيسية بمعمل الذوق الحراري بسبب الرطوبة والحرارة العالية، وأن هذا الانقطاع الشامل المتكرر للشبكة قد أدى الى حصول جهد حراري على المجموعة البخارية في معمل دير عمار، ما أثّر على محور المجموعة، وأعاق عملية الدوران.
وأكدت أن العمل جارٍ على إعادة ربط المجموعات الغازية في معملي الزهراني ودير عمار ـ المسئولان عن إنتاج الطاقة الكهربائية ـ والمحركات العكسية بالذوق والجية تدريجيًا على الشبكة، بالإضافة إلى إجراء أعمال الصيانة والتبريد من قبل فرق الصيانة لإعادة ربط المجموعة البخارية في معمل دير عمار ، وتعمل الفرق الفنية للمؤسسة على معالجة سبب العطل في محطة الذوق وإعادة ربط المجموعات الانتاجية على الشبكة الكهربائية.
وأكدت المؤسسة أن الفرق الفنية المختصة تعمل حاليًا على إصلاح الخلل في أسرع وقت ممكن، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإعادة التيار تدريجيًا إلى مختلف المناطق اللبنانية وضمان استقرار الشبكة وفق الطاقة الإنتاجية المتاحة والمرتبطة بكميات المحروقات المتوفرة.
موجة حر تضرب لبنان
وفى إطار التغيرات المناخية التى تحدث بالعالم ، يشهد لبنان موجة حر شديدة حيث تلامس حرارة الطقس في بعض المناطق 45 درجة مئوية فيما وصلت نسبة الرطوبة نحو 80 %، وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل حيث تنحسر تدريجياً. وفق مصلحة الأرصاد الجوية بالمديرية العامة للطيران المدني.
ويشتد تأثير الكتل الحارة في الأيام المقبلة يومى الثلاثاء والخميس بحيث ستشهد السواحل والمناطق الداخلية الساحلية ارتفاعا بدرجات الحرارة.
وهناك تحذيرات من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية كما أن هناك احتمالا خفيفا لتشكل سحب ممطرة شرق البلاد بسبب الحمل الحراري.
أزمة الكهرباء
تمثل الكهرباء أزمة مزمنة فى لبنان، ففى أغسطس العام الماضى، شهد لبنان انقطاعا شاملا للتيار الكهربائي؛ خرجت محطة الكهرباء الوحيدة العاملة في لبنان عن الخدمة بعد نفاد الوقود لدى "مؤسسة كهرباء لبنان" التي تديرها للدولة، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد. ترك انقطاع الكهرباء السكان والمؤسسات الرسمية الأساسية، مثل المطار ومحطات ضخ المياه وأنظمة الصرف الصحي والسجون، دون الكهرباء التي تؤمنها الدولة لأكثر من 24 ساعة، ما اضطرها إلى الاعتماد على مولدات الديزل الخاصة المكلفة للغاية وشديدة التلوث.
وأدى الانقطاع إلى نقص واسع النطاق في المياه بسبب عدم قدرة شركات المياه اللبنانية على ضخ المياه بكميات فعالة، فضلاً عن توقف العديد من المؤسسات الأساسية في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي والموانئ والمطارات السجون.

Trending Plus