بسبب الفظائع فى غزة.. افتتاحية إندبندنت: الإسرائيليون ينقلبون على نتنياهو

تحت عنوان "الشعب الإسرائيلي ينقلب على نتنياهو"، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى افتتاحيتها إن حكومة بنيامين نتنياهو ربما بإمكانها الصمود أمام الاستنكار العالمي لـ"خطتها ذات النقاط الخمس" للسيطرة على مدينة غزة، ولكن هل تستطيع الصمود أمام غضب الإسرائيليين.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ليس من النوع الذي يبدو عليه الانزعاج في كثير من الأحيان، لقد صمد بنيامين نتنياهو أمام عواصف لا تُحصى خلال سنوات حكمه، حيث كانت حكوماته الائتلافية المتعاقبة على حافة الهاوية مرات عديدة.
وخرج نتنياهو أمس الأحد، للقتال مرة أخرى، وظهر، في وقت قصير، أمام وسائل الإعلام الدولية للدفاع عن خطته لتوسيع العمليات العسكرية في غزة لتشمل مدينة غزة، مُلقيًا باللوم على حماس في كل تهمة وُجهت إلى إسرائيل، وقال إن هدف إسرائيل ليس احتلال غزة، بل تحريرها، إسرائيل لا تريد إطالة أمد الحرب، بل إنهائها.
ورغم الثقة التي بدا عليها نتنياهو، إلا أن ظهوره عصر يوم أحد، ودحضه المفصل لكل اتهام تقريبًا وُجه لإسرائيل، بدءًا من منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وصولًا إلى تقارير عن تجويع الأطفال وإطلاق النار على مَن يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، كان بحد ذاته إقرارًا بأن الغضب الوطني والدولي الذي أثارته خطته الجديدة قد وصل إلى مسامعه.
وخصص بعضًا من أشد تعليقاته انتقادًا لمن تعهدوا بالاعتراف بدولة فلسطينية، مثل السير كير ستارمر وإيمانويل ماكرون، متهمًا إياهم بالوقوع في فخ الأكاذيب القديمة والمخاطرة بقرب الحرب القادمة. كما أعرب عن استيائه الشديد من قرار ألمانيا تعليق شحنات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة - فتاريخ ألمانيا حافلٌ بمقاومة أي خطوة من شأنها أن تُشير إلى أي استنكار علني لإسرائيل.
ومع ذلك، فإن الإدانة الدولية أمرٌ لا لبس فيه، وقد تعززت بعبارات لا لبس فيها في جلسة لمجلس الأمن الدولي، بدعم من جميع الأعضاء باستثناء الولايات المتحدة وبنما. ولكن التصريحات والتهديدات التي أطلقها الزعماء الأجانب، حتى حلفاء إسرائيل المخلصين حتى الآن مثل المملكة المتحدة وألمانيا، قد لا تمثل الشكل الأكثر جدية أو فعالية للمعارضة التي تواجه حكومة نتنياهو حالياً ــ أو في الواقع، المعارضة التي كانت حاضرة في أذهانه خلال مؤتمره الصحفي.
واعتبرت الافتتاحية أن هذه المعارضة أقرب إلى الداخل، فقد أثارت خطة الحكومة الإسرائيلية المكونة من خمس نقاط لتوسيع العمليات في غزة، والتي أُقرت الأسبوع الماضي بعد جلسة ماراثونية لمجلس الوزراء استمرت عشر ساعات، بعضًا من أكبر الاحتجاجات العامة وأكثرها حماسة منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، حيث نزل الآلاف إلى شوارع تل أبيب ومدن أخرى.
ولا تقتصر المخاوف الرئيسية على مصير الرهائن المتبقين لدى حماس، والذين يُعتقد أن عشرين منهم ما زالوا على قيد الحياة، بل تشمل أيضًا المزيد من الخسائر الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن أحد المواضيع البارزة في الاحتجاجات الأخيرة يتجاوز مصير الرهائن، ليشمل نظرة الإسرائيليين لأنفسهم وبلدهم. قال شقيق أحد الرهائن: "الإسرائيليون يريدون السلام. الإسرائيليون يريدون الخروج من غزة. هذا ليس باسمنا". كما وُجهت نداءات غير عادية إلى أفراد القوات المسلحة بعدم إطاعة الأوامر في حال نشرهم في هجوم جديد على غزة.
الأمر الأكثر دلالةً هو أن معارضة توسيع الحملة لتشمل مدينة غزة تأتي من جنود سابقين وشخصيات عسكرية رفيعة المستوى، حيث نُقل عن شخصيةٍ لا تقل أهميةً عن رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي تحذيره من أن أي محاولةٍ لاستكمال السيطرة العسكرية الكاملة على غزة قد تتحول إلى فخ. بمعنى آخر، كانت مخاطرةً بأمرٍ لا يستحق المخاطرة.

Trending Plus