جريمة حرب لتكميم الأفواة.. "الصحفيين" تدين اغتيال الاحتلال لـ" أنس الشريف ومحمد قريقع وتؤكد: شهداء الصحافة وناقلي الحقيقة يتستصرخون الضمير الإنساني للتحرك ضد جيش الاحتلال.. وسياسيون: محاولة لطمس الجرائم

أدانت نقابة الصحفيين المصريين وعدد من الأحزاب السياسية والنواب الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باغتيال 6 من الزملاء الصحفيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلي قناة الجزيرة) وإبراهيم ظافر ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، عبر استهداف مباشر لخيمةٍ للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء، مؤكدين أنها محاولة لإخفاء الحقيقة وطمسها مع ازدياد جرائمهم في ظل حرب الإبادة والتجويع.
نقابة الصحفيين تدين استهداف أنس الشريف وقريقع وظافر ونوفل وعليوة والخالدى
حيث أدانت نقابة الصحفيين المصريين بأشد العبارات الجريمة البشعة، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باغتيال 6 من الزملاء الصحفيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلي قناة الجزيرة) وإبراهيم ظافر ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، عبر استهداف مباشر لخيمةٍ للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء.
وقالت: "النقابة إذ تنعي استشهاد الزملاء الستة، فإنها تنعي في الوقت نفسه الضمير العالمي، الذي تُجرى عمليات دفنه يومًا بعد يوم مع شهود الحقيقة، وشهداء الإبادة الجماعية والتجويع المنظَّم، الذي تمارسه آلة الحرب الصهيونية بحق شعب غزة.
وأضافت: "بعد أكثر من عامين على استمرار هذه الجريمة البشعة، لا تزال الإبادة مستمرةً تحت سمع العالم وبصره، بينما يقف العجز الدولي والتواطؤ الأمريكي الفاضح، الذي وصل حد المشاركة في الجريمة حائلًا دون إنقاذ الأبرياء، ويتجلى الخذلان العربي في أقسى صوره.
وقالت، إن الجريمة البشعة بحق أنس وقريقع وظافر ونوفل'وعليوة، والخالدي، واعتراف جيش الاحتلال باستهداف خيمتهم، تأتي كحلقةٍ جديدةٍ ضمن حلقات أشد وحشية في سلسلة الإبادة الإعلامية والجريمة الأكبر الأوسع بحق الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد شهداء الإعلام 230 صحفيًا وصحفية، وهو رقمٌ يفوق شهداء الحقيقة في الحروب، التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية منفردةً، ويتجاوز إجمالي شهداء المهنة في حربي فيتنام والعراق مجتمعين، وتمتد الجريمة من الاستهداف بالقتل إلى أجساد الأحياء وأرواحهم، حيث أُصيب المئات من الزملاء بجروح خطيرة، بينما يقبع عشرات الصحفيين في معتقلات الاحتلال التعسفية، وتعرَّضت منازلهم للقصف المتعمد مما أدى إلى تشريد أسرهم، في جرائم منهجية لا تكتفي باستهداف حاملي الأقلام والكاميرات، بل تمتد لملاحقة عائلاتهم، بهدف إسكات صوت الحقيقة، وإخفاء فظائع الاحتلال عن أعين البشرية.
وأشار إلى أن الزملاء في غزة يدفعون ثمنًا باهظًا من دمائهم وحرياتهم، وأمنهم، وأمن عائلاتهم، وهم يواجهون أبشع أشكال التنكيل لنقل الحقيقة إلى العالم، مُجسِّدين أسمى معاني التضحية وسط ركام منازلهم، وغياب أحبتهم.
وتابعت لم يكتفِ المحتل المجرم بسلاح القتل المباشر والاعتقال التعسفي وتشريد العائلات، بل انتقل بوحشية فاقت فظائع النازية إلى استخدام التجويع كأداة وحشية للإبادة الجماعية، محوِّلًا حصار غزة إلى جحيم متعمد، حيث يُحرم الأطفال والنساء والمدنيون من قوتهم الأساسي تحت مرأى منظمات الإغاثة الدولية، التي تُعاقَب بدورها.
وأكملت أن هذه السياسة المقيتة، التي تُشكِّل جريمة حرب بكل المقاييس تُنفَّذ بمشاركة أمريكية فاعلة في التغطية والدعم والتزود بالسلاح، وتحت سقف من التواطؤ الدولي المخزي، الذي يحوِّل شعارات حقوق الإنسان إلى مجرد كلمات فارغة من المعنى، وضعفٍ عربي غير مسبوق يتجاوز حدود الخذلان.
وأوضحت أن دماء شهداء الصحافة وناقلي الحقيقة الفلسطينيين تستصرخ الضمير الإنساني عسى أن يتحرك من جموده العميق، وأن يعيد للإنسانية حيويتها، وأن يُوقف الإبادة الممنهجة، ويؤكد للجميع أن ثمن صمود الصحافة الفلسطينية وشجاعتها، الذي لا يزال يُرسل إشارات أمل تتحدى القتل والتجويع والاعتقال، وتشريد الأسر فاق كل الحدود، وتجاوز كل احتمال، وهو ما يستوجب التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجريمة الممتدة قبل أن تتحول كلمات الإشادة بالصمود إلى مشاركة من نوع مختلف في الجريمة، خاصة عندما تقترن بالعجز عن الفعل المستمر منذ ما يقرب من عامين، وكأننا نُزكِّي استمرار القتل والإبادة والتجويع، بدلًا من محاكمة القتلة.
وقالت النقابة، إننا ونحن نشجب هذه الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية والحقيقة، نطالب المجتمع الدولي بمحاكمة عاجلة لمجرمي الحرب الصهاينة ومطاردتهم دوليًا، ونُحيِّي هذا الصمود الأسطوري، الذي يؤكد أن دماء الشهداء، وشجاعة المراسلين، وسجون المعتقلين، وأنين المشردين ستظل سجلًا حيًا يدين الاحتلال وأعوانه إلى أن تتحرر فلسطين.
كما نشدد في الوقت نفسه على أن هذه ليست معركة الصحفيين وحدهم، إنها معركة إنسانية ضد آلة إبادة ترفض حتى السماح للضحايا بنقل روايتهم، وتستوجب محاسبةً تُنهي عصر الإفلات من العقاب قبل أن تُدفن غزة وضمير العالم معًا، مضيفة: "لا تزال الإبادة مستمرة.. ولا يزال العجزُ مستمرًا، بينما تتضاءل الكلمات أمام وحشية الجريمة المستمرة بحق الصحفيين والمواطنين في غزة، خلال عامين من التواطؤ الدولي والعجز العربي.
المستقلين الجدد: استهداف الإحتلال الصحفيين في غزة محاولة لطمس الجرائم التي ترتكبها في ظل حرب التجويع والحصار
ومن جانبة أكد حزب المستقلين الجدد، إدانته لما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة من استهداف الصحفيين والإعلاميين، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أربعة من أطقم الصحافة أثناء عملهم.
وأكد الدكتور هشام عناني رئيس الحزب، أن إسرائيل تحاول طمس معالم الجرائم التي ترتكبها في غزة في ظل حرب التجويع والحصار الذي تمارسه، وذلك في إطار حرب إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف عناني أن هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث تستهدف قوات الاحتلال كل ما ينقل الحقيقة. فقد سبق استهداف العديد من الصحفيين وذويهم دون احترام لأي مواثيق دولية تكفل حماية الأطقم الصحفية أثناء أي صراع حربي أو مسلح.
ويؤكد الحزب أن قوات الاحتلال لا تلتفت لما سجلته كافة المنظمات العالمية من أن إسرائيل في حربها على غزة تستخدم أعلى معدل استهداف وإصابة للأطقم الصحفية شهدته العصر الحديث أثناء الحروب.
وكيل حقوق النواب: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان
وأدان النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بأشد العبارات استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين، والتي كان آخرها استهداف الشهيدين أنس الشريف ومحمد القريقع، مراسلي شبكة الجزيرة في غزة، عبر قصف مباشر أثناء قيامهما بواجبهما المهني في نقل الحقيقة إلى العالم، مؤكدًا أن هذه الممارسات تمثل اعتداءً سافرًا على حرية الصحافة وحق المجتمع الدولي في معرفة الحقائق.
وأكد أبو العلا أن ما جرى يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، ولمبادئ حقوق الإنسان التي تكفل لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمان، وضمان حرية التعبير والعمل الصحفي دون تهديد أو استهداف، وهي مبادئ أساسية يفترض احترامها وصونها في جميع الأوقات، وخاصة في مناطق النزاعات.
وشدد وكيل لجنة حقوق الإنسان على أن موقف مصر ثابت وداعم للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من التزامها التاريخي بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب استمرارها في المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وتكثيف جهودها الإنسانية والدبلوماسية لحقن دماء الأبرياء.
وطالب أبو العلا المجتمع الدولي، ومنظمات حماية الصحفيين، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، والعمل الفوري على توفير الحماية الكاملة للإعلاميين في مناطق النزاع، مؤكدًا أن الصمت أمام هذه الانتهاكات يشجع على تكرارها ويقوّض مبادئ العدالة وحقوق الإنسان عالميًا.

Trending Plus