عصام عبد القادر يكتب عن خارطة الإعلام الوطني: الدعم الرئاسي.. المهنية والمعيارية.. بناء الإنسان والبنيان.. الحرية المسئولة

عصام عبد القادر
عصام عبد القادر

الاهتمام الرئاسي تجاه الإعلام، يقوم على مسلمة واضحة في الأذهان؛ حيث إنه أداة بناء عظيمة الغاية؛ تُوظف بحرفية؛ من أجل تنمية الوعي القويم في أنماطه ومناحيه المختلفة؛ فترى إنسانًا محبًا لتراب وطنه، يدرك حقوقه، وواجباته، ويقبل بإيجابية على المشاركة بكل صورها، ويؤدي المهام المنوطة به على أكمل وجه، ويتابع عن كثب، كل ما يحيط به، على كافة المستويات؛ إذ يمتلك الرشد، الذي يؤسس على معرفة صحيحة، يستلهمها من متلون منابر الإعلام الوطني للدولة.
من هناك نوقن الأهمية الكبرى لمنابرنا الإعلامية الوطنية، بكل أشكالها التي تدعم بناء إنسان، يستطيع أن يعمر ويرسم سيناريوهات مستقبلية مفعمة، بالحماسة، والعزيمة، والإرادة؛ ليسير على هداها نحو طريق مرصع بثمار الخير، منقوش عليه علامات الأمل؛ ومن ثم ينهمك بكل طاقته؛ ليحقق أهدافًا طال انتظارها، ويصل لطموحاتٍ، لم يكن للعقل أن يطمح في بلوغها، وفي المقابل يقدم اطروحات تفتح مسارات تتسم بالحداثة في شتى الميادين؛ لتصبح ساحات العمل متجددة، ويصير التطور من العادات الحميدة، التي نتمسك بها؛ كونها سلاح الريادة وضمانة للتنافسية في إطارها المشروع.


نثمن الدعم الرئاسي، من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يرغب في أن تتضمن الخريطة الوطنية الإعلامية الغايات النبيلة لهذا المجتمع؛ كي يصبح أبناء هذا الشعب في رباط، وتماسك، وتضافر، وتكافل، وتعاون؛ فلا تنفك اليد عن الأخرى، بل، تسارع في تعظيم مقدرات هذا الوطن، عبر عمل مضني، وجهود متواصلة؛ لنخرج من حالة العوز، إلى حالة الاكتفاء، ونمر من الأزمة والمحنة؛ لنصل إلى المنحة التي تبهج الأفئدة؛ ومن ثم يكون الإعلام على الطريق المستنير؛ من خلال رسالته السامية، التي تخاطب الوجدان المصري، وتغذيه بمتلون اتصافات الفضيلة، التي تربى عليها السلف، ويتمسك بها الخلف على الدوام.
دعم الرئيس للإعلام الوطني، يؤكد على المهمة، التي يمارسها بكل إخلاص، من يمسك بالقلم، ومن يؤدي دورًا يشاهده الجميع؛ فكلاهما يتطلب جهدًا مضنيًا، ويحتاج للتدريب المستمر، وخبرات عميقة؛ ليستطيع إيصال الفكرة، أو المعنى، أو المغزى المنشود للمتلقي؛ فيحدث الأثر الحميد، ويصقل الأذهان بما هو مفيد، ويعضد الإلهام، الذي يجعل الفرد منا قادرًا على استثمار ما لديه من مقومات، أو إمكانيات؛ ومن ثم يمكنه أن يحل المشكلات، بل، يصل لمستويات الابتكار والابداع، في خضم المجال، الذي ينتمي إليه، أو المحبب له.


إشارة السيد الرئيس إلى توفير المعلومات والبيانات للإعلام، نقرأ منها نزاهة التناول، والشفافية، والاستخدام، أو التوظيف المسؤول، الذي يخدم مصالح الدولة العليا، ويصب في بوتقة الإيجابية، التي تدعم السلوك القويم، وتدحر صور السلوكيات، التي لا تنسجم مع صحيح قيمنا، وأعرافنا التي تربينا عليها؛ ومن ثم نحافظ على العلاقات في إطارها المنضبط، ونقوض كل متلون الانحراف، التي تضير بالصغير والكبير على السواء؛ ومن ثم يصبح إعلامنا الوطني قادرًا على التأثير الإيجابي في وجدان الجمهور.


المهنية الإعلامية التي ينشدها فخامة الرئيس، لا تخرج عن الاهتمام بالقضايا التي ينشغل بها الرأي العام المصري، وما يستجد من أحداث على الساحة؛ ومن ثم ينبغي الإعداد الجيد لها، وفق مسلمات رئيسة منها: الاستعانة بأصحاب الفكر الرشيد، وذوي الخبرات العميقة في مجالاتها، ومن يمتلكون متلون الثقافة، ومن يحوز مهارات التحليل والنقد، ويظهر بواطن الأمور، وفق الشواهد والأدلة، التي لا تقبل التشكيك؛ كي تصبح الرسالة الإعلامية ذات أثر ممتد، ولا تفتح المجال لأصحاب المنابر المشبوهة، الذين يبثون السموم، ويشوهون الرؤى، ويزيفون الوعي، ويحرفون الحقائق، ويقللون من الجهود، إلى غير ذلك من المآرب الخبيثة، التي يحاولون بها أن يستقطبوا جمهورًا يتبّع أكاذيبهم، التي تذاع على مدار الساعة، عبر منابرهم الممولة.


ما ينشده سيادة الرئيس، أن يستند إعلامنا الوطني صاحب المهنية، على بيانات ومعلومات موثوقة، حيال قضيةٍ ما، واعتقد أنه يجب توافر البيانات والمعلومات بصورتيها الكمية والكيفية، سواءً أكانت مكتوبةً، أم مصورةً، أم مسجلةً، وهنا نستقرأ مغزى المهنية في منحى الانتقائية، التي تخدم القضية محل الاهتمام أو التناول؛ فأرى دون مواربة أن تشخيص الواقع من المعطيات الأساسية، التي تخدم قضايانا، وهنا نتلزم بمعيارٍ رئيسٍ، يتمثل في تحديدٍ دقيقٍ لنقاط القوة بغرض دعمها، وحصر لنقاط الضعف أو المشكلات بغرض علاجها.


الرئيس عبد الفتاح السيسي، يرغب في أن يصبح إعلامنا المهني، شريكًا في صناعة القرار، وهذا يتطلب نوعًا من الحرفية في العمل الإعلامي، أو الصحفي؛ فعبر البرامج التي تتضمن حوارات نقاشية، تقوم على الاحترام، وتبادل الخبرات، وتراعي الآداب، التي يؤمن بها مجتمعنا المصري؛ فإن المخرجات تحقق الغايات المنشودة منها، وعندما نعرض دراما مجتمعية، تتناول ظاهرة مجتمعية ما؛ فإن المنشود منها عصف الأذهان؛ كي تصل لحلول تجعلنا نتخلص من سلبيات، ونسيطر على ممارسات، لا تتقابل مع نبيل قيمنا؛ ومن ثم تقدم العلاجات، التي تصحح المسار المجتمعي، وتحافظ على ماهية الاندماج في إطاره القويم، الذي يقوي النسيج، ويحافظ على الهوية المصرية.


بناء الإنسان والبنيان، يؤكد عليه فخامة الرئيس دومًا، ويدفع به عبر آليات تنفيذية تحقق هذا الهدف النبيل؛ لذا يُعد إعلامنا الوطني صاحب رسالة واضحة المعالم في هذا الشأن؛ فتناول القضايا التي يركز عليها المجتمع مقدم عن قضايا أخرى، كما أن عزوف إعلامنا المحتوى الرائج أو ما يمسى بالترند (The trend) الذي يتناول صورةً سلبيةً عن بعض الأحداث هنا أو هناك؛ ورعايته للمحتوى الرائج الذي يعزز صور الابتكار والابداع والإيجابية؛ فالفارق ندركه جيدًا؛ حيث إن بناء الإنسان يتطلب القدوة ومتابعة الممارسة في إطارها الصحيح؛ ليصبح الفرد قادرًا على تقييم أفعاله، وتصويب ما قد يقع فيه من خطأ، وهذا ما يلبيه المحتوى النافع في مضمونه وفق الرسالة التي يحويها.


نريد إعلامًا وطنيًا حرًا له رسالة إعلامية مسئولة عن البناء، تقضي على مظاهر السلبية، وتعزز الإيجابية في نفوس أبناء هذا المجتمع؛ لصبح قادرًا على الإنتاج، قابلًا للنقد البناء، فاعلًا في ممارساته، يسعى بكل دأب ومثابرة نحو تحقيق طموحاته، لا تنال منه تحديات، أو أزمات، أو صعوبات، بل، يتجاوز كل هذا بنظرة تفاؤل، وأمل، وطموح، يساهم الإعلام في تعزيزه، بآليات مبتكرة، وفنون تحمل رسالةً ساميةً.


نأمل في إعلام هادف، يمد الشعب بالمعلومات والبيانات الصحيحة، من مصادرها الموثوقة، عبر أجهزة ومؤسسات الدولة الوطنية؛ كي لا يلجأ البعض للمنابر المشبوهة، ويتشرب منها ما يروى وجدانه، ويحدث لديه صراعًا يجعله لا يتقبل الآخر، بل، يحثه على زعزعة الاستقرار، والخروج عن نظام وفر له الأمن والأمان، وجعل سفينة الوطن تبحر في محيطات النهضة.


نتطلع إلى خارطة الإعلام الوطني، التي تبعث فينا مزيدًا من الأمل؛ لنستكمل مسيرة بناء جمهوريتنا الجديدة، التي أبهرت العالم، وتؤكد على تعزيز الاصطفاف خلف الوطن، والقيادة السياسية، والمؤسسات الوطنية؛ لتصبح مصر في أمن وأمان واستقرار، بفضل وحدة هذا الشعب، الذي اجتمع على حب البلاد، ورفض شتى المحاولات المغرضة، التي بادرت بها جماعات الظلام؛ فما زالت المخاطر تحدق بنا، وما زالت المآرب غير السوية صوبنا؛ لذا الأمل معقود على وعي أبناء الأمة المصرية، الذي به نصل لمرادنا المستحق.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

زلزال بقوة 5.6 يضرب سواحل المكسيك

زلزال بقوة 5.6 يضرب سواحل المكسيك الإثنين، 11 أغسطس 2025 06:00 ص

الأكثر قراءة

فيريرا يضع شرط التألق لحل أزمة حراسة المرمى فى الزمالك

مظلة لحماية كبار السن والمرأة المطلقة والمعيلة والفتيات القصر بقانون الإيجار القديم..7 سنوات انتقالية واستثناءات لصالح الفئات الأكثر احتياجًا.. توفير وحدات بديلة جاهزة التسليم واستثناء من الاشتراطات

زلزال بقوة 5.6 يضرب سواحل المكسيك

15 عاما على عرض الجزء الأول من مسلسل "الكبير أوى"

تركيا تسجل 20 هزة ارتدادية بعد زلزال بقوة 6.1 درجات وانهيار 10 مبان


تألق الزمالك وظهور باهت للأهلى وبيراميدز وتفوق المدربين الشباب.. فيديو

وصية الصحفى الفلسطينى أنس الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين

موعد مباراة الأهلي أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أزمة بين أهلي "حسام البدري" والهلال بسبب الـVAR في الدوري الليبي

الاتحاد الليبى فى طريق المصرى بالكونفدرالية


حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 فى مصر

استشهاد الصحفيَّين أنس شريف ومحمد قريقع في غارة للاحتلال على خيمتهما بغزة

كاف يعلن جدول مباريات مسار فى بطولة شمال أفريقيا للسيدات المؤهلة لدورى أبطال أفريقيا

برشلونة يدك شباك كومو برباعية فى الشوط الأول بكأس خوان جامبر.. فيديو

نتنياهو: أمرنا الجيش بالسيطرة على المعاقل الأخيرة لحماس

حبس السائق المتسبب فى حادث الشاطبى بالإسكندرية والتحفظ على السيارة

نادية الجندى بإطلالة شبابية مبهجة على البحر فى الساحل الشمالى

إخلاء سبيل التيك توكر "شاكر" في قضيتي المخدرات والسلاح النارى

مندوب فلسطين بمجلس الأمن: إسرائيل تقتل كل ما هو فلسطيني بقطاع غزة

رحلة المصيف تحولت لمأتم.. صور تذكارية تنهى حياة شخصين وإصابة 7 فى حادث كورنيش الشاطبى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى