فكر حسن البنا أساس كل تنظيمات "التكفير والتفجير".. قيادى منشق عن الإخوان يكشف محاولات الجماعة تغيير جلدها والعودة للمشهد ويرصد الانقسامات داخل التنظيم.. عماد على: الوجه الحقيقي للإرهابية ظهر بعد ثورة 30 يونيو

الفكر الداعشى لا يختلف عن الفكر الإخواني، بل أن فكر حسن البنا هو أساس كل أفكار التنظيمات التي تبع منهجية "التفكير ثم التفجير".. بهذه الكلمات سرد الشاب عماد علي القيادى المنشق عن جماعة الإخوان ، مؤكدا أن الفكر الداعشى أصله من الإخوان، فحسن البنا أسس لفكرة القوة والعنف من أجل التغيير إذا لم تكن هناك وسيلة غير العنف، والإخوان لديهم وسيلة الجهاد من أجل نشر الدعوة وهى نفس أفكار تنظيم القاعدة وجميع التيارات المسلحة، فالمادة الخام لدى كل الجماعات وعلى رأسهم الإخوان واحدة، ولكنها تختلف فى الحدة فقط، ولذلك تجد سهولة الانتقال من الإخوان لداعش، وأنا أرى أن أفكار حسن البنا هى المادة الخام التى انطلقت منها التيارات الإسلامية والتطرف، وأفكار الإخوان قابلة فى ظروف معينة أن تتحول إلى داعشية.
وبشأن تلخيص ماضي جماعة الإخوان في ضوء محاولاتها للسيطرة على المشهد السياسي؟، قال عماد علي القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه منذ تأسيس الجماعة وقد وضعت هدفًا رئيسيًا تسعى إلى الوصول إليه وهو الدولة الإسلامية الكبرى "الخلافة"، وذلك من خلال أهداف مرحلية وهي الفرد المسلم، الأسرة المسلمة، المجتمع المسلم، الحكومة المسلمة، تحرير الأوطان، الخلافة، لكن تاريخ الجماعة يشهد بأنها لم تستطع الوصول إلى ذلك الهدف الرئيسي، ولكنها ربما تكون حققت بعض المنجزات خلال تجربتها فيما يتعلق بالمراحل الأولى وهي الفرد والأسرة والمجتمع، حيث استطاعت التأثير ونشر أفكارها داخل شريحة من المجتمع، لكنها فيما يتعلق بالحكومة والدولة لم تنجح تجاربها في هذا الإطار، ويعود ذلك لعدد من الأسباب أهمها أن الهدف الرئيس الذي وضعته غير واقعي وبالتالي فهو غير قابل للتحقيق، بجانب أنه غير مطلوب شرعًا لأن الإسلام لم يفرض شكلًا معينًا للحكم أو الدولة؛ وقد نتج عن ذلك أن الجماعة طوال تاريخها دخلت في العديد من الصراعات والصدامات مع الأنظمة والتيارات الفكرية والسياسية الأخرى ومع شرائح من المجتمع، والأزمة أنها لم تدرك حتى اللحظة العيوب البنيوية الكامنة في مشروعها ولم تدرك أن ما تتعرض له من محن وأزمات بسبب هذه الأهداف غير الواقعية، ولذلك لاتزال تعمل حتى اليوم على تحقيقها وتصر على ذلك وهذا ما يسبب استمرار الصراعات والأزمات الناتجة عنها والتي تعود سلبًا على المجتمع كله.
وبالنسبة لأبرز الإخفاقات التي واجهتها الجماعة في العقود الأخيرة؟ أوضح على، أن الجماعة برغم قدرتها على الانتشار والتأثير في المجتمع، إلا إنها أخفقت عن تحقيق أهدافها، وأخفقت عن تقديم الإسلام بشكل يتماشى مع التطور في حركة المجتمع، على الرغم من أنها تدعي التجديد وتصف حسن البنا بأنه مجدد الإسلام في القرن العشرين، بينما ما تطرحه من أفكار وآراء لا يختلف عما هو موجود في كتب الفقه القديم التي تحتاج لكثير من التجديد.
وبشأن محاولة الجماعة تغير جلدها ومحاولة إعادة إنتاج نفسها أو التنبؤ بمستقبلها، قال عماد علي القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة اليوم منقسمة إلى ثلاث مجموعات أو جبهات، جبهتي تركيا ولندن كلاهما ليس لديهما جديد يقدمانه، وهما ينتظران تغييرًا يحدث لسبب أو لآخر في الواقع المصري يسمح لهما بالعودة مرة أخرى إلى المشهد وفق أي صيغة، أما المجموعة الثالثة وهي التي تُسمى تيار التغيير والتي تقدم نفسها اليوم بشكل جديد تحت اسم "حركة ميدان" هذه هي التي تحاول إعادة تقديم نفسها بشكل جديد، وتضع مشروعًا للتغيير يتضمن تأصيلًا فكريًا وأهدافًا وآليات ووسائل تسعى لتحقيق هذه الأهداف من خلالها، وهي تصنف نفسها بأنها تيار إسلامي ثوري، وهو ما يعني أنها تضع الثورة الأداة الرئيسية للتغيير، وتتضمن آلياتها العمل السياسي واستخدام القوة.
وقال، إن هذه المجموعة التي تسمى "حركة ميدان" تعتقد أنه بإمكانها استنساخ النموذج السوري وتطبيقه في مصر، فما حدث في سوريا من سقوط لنظام بشار وصعود لحركة إسلامية للحكم أعطى هذه المجموعة ومعها إسلاميون من تيارات أخرى قبلة الحياة، ومنحهم الأمل في التغيير في مصر على النموذج السوري، وهم يعولون على عدة متغيرات ربما يترتب عليها إحداث تغيير في المشهد السياسي المصري، وأهم هذه المتغيرات التوترات القائمة في العلاقة بين مصر من جانب وبين إسرائيل وأمريكا من جانب آخر بسبب الحرب في غزة وقضية التهجير، حيث تأمل هذه المجموعة في أن رفض الدولة المصرية للتهجير يؤدي إلى خلافات بين مصر وأمريكا وبالتالي تتدخل من أمريكا لإحداث تغيير في مصر، وتكون هذه المجموعة هي البديل كما حدث في سوريا، لكن من وجهة نظري أن هذا السيناريو صعب التحقق في مصر.
وأكد أنه لاشك أن هذه الانقسامات أثرت على قوة الجماعة بشكل كبير، وجعلتها أكثر ضعفًا، وهو الأمر الذي ساهم في فقدانها قدر كبير من التأثير، فمن جانب جعلها غير قادرة على وضع تصور موحد لمواجهة الأزمة التي تعيشها منذ 2013، كما ساهم الانقسام في تفتت الأعضاء بين الجبهات الثلاثة، بجانب أن أعضاء كثيرون تركوا الجماعة أو جمدوا عضويتهم فيها وهذا لا شك أضعف من قوتها حيث إن مصدر قوة الجماعة الرئيس في عدد الأفراد الذين ينتمون إليها وتستطيع تحريكهم بسهولة، كما أن الخلافات والانقسامات أفقدتها القدرة على ضم وجذب أفراد جدد إليها، وساهم في تشويه صورتها بسبب الاتهامات التي وجهها كل منهم للآخر.
وبالنسبة لأبرز الجرائم التي ارتكبتها الجماعة ضد الشعب المصري، قال إنه بجانب ما قامت به الجماعة من أعمال عنف بعد 2013، فإنها ارتكبت في حقه جرائم أخرى أهمها الأفكار التي رسختها في المجتمع وأثرت سلبًا على العقل المصري، وتسببت في الانقسام والاستقطاب داخل المجتمع، كذلك الجهد الذي تبذله ليل نهار من خلال بث الشائعات التي تضر بالدولة وتؤثر على استقرارها، وتساهم في دخول الدولة والمجتمع في دائرة مغلقة من الصراعات والخلافات والأزمات التي تعطله عن قضايا أهم.

Trending Plus