معركة الصالحية.. ما يقوله الجبرتي عن مطاردة المماليك بين الفرنسيين والفلاحين

محمد عبد الرحمن
الإثنين، 11 أغسطس 2025 09:00 م
في مثل هذا اليوم قبل 227 عامًا، وقعت معركة الصالحية في 11 أغسطس 1798، بين قوات الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وقوات المماليك في منطقة الصالحية بالشرقية، وذلك بعد أن تمكن الفرنسيون من دخول القاهرة قادمين من الشمال، عقب سلسلة معارك بدأت بمعركة الإسكندرية.
بدأت المواجهات عندما تصدّى حاكم الإسكندرية محمد كريم للفرنسيين، ثم تلتها معركة إمبابة، حيث واصل نابليون تقدمه نحو العاصمة. ومع استقرار الحملة في القاهرة، اتجه الفرنسيون شرقًا لسببين: مطاردة المماليك الذين انسحبوا عبر سيناء نحو الشام لإعادة تجميع صفوفهم، تأمين الجبهة الشرقية وضمان السيطرة على طرق العبور.
تحرك جيش نابليون نحو بلبيس وسيطر عليها، وهناك اصطدم بالمماليك الذين تمكنوا من حشد جزء من قوتهم. ثم التقى الطرفان في الصالحية ودارت معركة شرسة، شارك فيها فلاحو الشرقية الذين هاجموا معسكرات الفرنسيين بأسلوب يشبه حرب العصابات، مما أخر حسم المعركة لصالح الفرنسيين رغم تفوقهم العسكري.
يروي الجبرتي أن قادة المماليك، مراد بك وإبراهيم بك، استهانوا بالفرنسيين في البداية، قائلين: "سنطأهم تحت سنابك خيولنا"، لكنهم فوجئوا بالمدافع ("القنبرة")، فارتبكوا وقال الناس: "يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف".
ويشير الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إلى أن الحملة الفرنسية لم تواجه مقاومة قوية في الوجه البحري مقارنة بما واجهته في صعيد مصر، حيث الطبيعة الجبلية وتماسك القبائل، إضافة إلى الإمدادات القادمة من الجزيرة العربية ودعوة السلطان العثماني للجهاد ضد "الفرنجة". أما المماليك فكان صراعهم مع الفرنسيين بدافع الحفاظ على الحكم، لا حبًا في الدفاع عن مصر.
ويذكر الكاتب أحمد عبد ربه أن نابليون، بعد دخوله الإسكندرية، تقدم نحو القاهرة وهزم المماليك في شبراخيت، ثم خاض معهم معركة إمبابة التي انتهت بانتصار فرنسي رغم المقاومة القوية، حيث تكبد المماليك آلاف القتلى بينما قُتل وجُرح نحو 300 من الفرنسيين.
أما في معركة الصالحية، فرغم شراسة المماليك ومساندة الفلاحين، حسم التفوق التنظيمي والتسليحي الفرنسي المعركة، مما دفع المماليك إلى مواصلة الانسحاب نحو الشام.

Trending Plus