من إيطاليا إلى فرنسا واليونان أوروبا تحترق.. وخسائر فى معالم تاريخية.. فيديو

يواصل رجال الإطفاء في إيطاليا، منذ الجمعة الماضية ، مكافحة حريق هائل يلتهم منحدرات بركان فيزوف القريب من مدينة نابولي جنوب البلاد، ما دفع السلطات إلى إغلاق جميع المسارات السياحية المؤدية إلى البركان حتى إشعار آخر، حفاظًا على سلامة الزوار ولتسهيل عمليات الإطفاء.
ووفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية، فقد انتشر الحريق في حديقة فيزوف الوطنية، مستنفرًا 12 دورية و6 طائرات إطفاء من نوع "كانادير"، إلى جانب دعم من فرق إطفاء من مناطق إيطالية أخرى. وكان البركان قد جذب أكثر من 620 ألف زائر في عام 2024، بينما بات دخان الحريق مرئيًا حتى من موقع بومبي الأثري القريب، الذي ظل مفتوحًا أمام السياح.
وفي فرنسا، يواجه رجال الإطفاء في إقليم "أود" جنوب البلاد أصعب حريق تشهده المنطقة في نصف قرن، حيث أتى على نحو 16 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في قلب الموسم السياحي، متسببًا في وفاة شخص وإصابة آخرين. وعلى الرغم من توقف تمدد النيران، إلا أن السلطات تتوقع استمرار بؤر الاشتعال لأسابيع، وسط درجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية، ورياح جافة تزيد من مخاطر عودة الحريق للاشتعال. وقد تم حشد نحو 1300 رجل إطفاء لمواجهة الخطر.
وفي إسبانيا، نجت مسجد-كاتدرائية قرطبة التاريخية من كارثة شبيهة بحريق كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2019، بعدما اندلع حريق محدود داخل إحدى كنائسها الفرعية، مما تسبب بانهيار سقفها وتضرر بعض الأعمال الفنية. وتمت السيطرة على الحريق سريعًا، وأعيد فتح المعلم التاريخي المدرج على قائمة التراث العالمي أمام الزوار في اليوم التالي، باستثناء المنطقة المتضررة.
أما في اليونان، فقد تحولت مناظر الزيتون الخلابة في بلدة "بالايا فوكايا" جنوب أثينا إلى أراضٍ سوداء وجدران رماد، بعدما اجتاحها حريق عنيف مدفوع برياح قوية. وأجبرت النيران السكان على الفرار، فيما عاد البعض ليتفقد ما تبقى من منازلهم، وأكد سكان محليون أن الغابة المحترقة كانت قديمة وتتمتع بقيمة بيئية خاصة، بينما عبر آخرون عن أملهم في أن تتجدد الطبيعة من تلقاء نفسها.
هذه الحرائق المتزامنة في عدة دول أوروبية تأتي وسط تحذيرات من علماء المناخ بأن ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الحر بات يجعل القارة، خاصة حوض البحر المتوسط، أكثر عرضة لكوارث بيئية مدمرة.

Trending Plus