نهضة مصرية في ظل تحديات إقليمية

تعالي الطموح أمر محمود، ومشروع، ويعزز مستويات التطلع، والأمل، لدى من يحمل في وجدانه الإيجابية، ويعي أن البناء، والنهضة، تقوم على تحديات، وتستلزم توافر عزيمة، وتستند على إرادة، وتعتمد على عمل جاد مضن، متقن، وتتناغم مع فلسفة العطاء، وتنسجم مع ماهية الولاء، والانتماء لتراب هذا الوطن، وهذا في مجمله لا ينفك عن لحمة، وتضافر، بين شركاء الوطن؛ حيث إن إحداث تنمية شاملة مستدامة، تقع دون مواربة على كاهل الجميع، دون استثناء.
رغم أهمية الأمن، والأمان، والاستقرار؛ كشرط رئيس للتنمية، وعامل أساسي؛ لجذب الاستثمارات، وداعم، ومعزز لبذل الجهود، وطمأنينة للعمل المستدام؛ إلا أن استنزاف القوى، واستهلاك الطاقات، وتأخير الخطط التنموية، لا يخلق فرص بلوغ الغايات، التي رسمتها سيناريوهات تحملها رؤية الوطن؛ ومن ثم تتخلف الدولة عن اللحاق بقطار التقدم، وتزداد الفجوة بينها، وبين الأقطار، التي حققت الريادة، في مجالاتها المتباينة.
مصر من الدول، التي تأبى أن تتدخل في شئون الدول العربية، والأجنبية على السواء، وفي المقابل لا تتقبل أن تمتد أيدي الآخرين في قضاياها، وقرارها سيادي، لا مجال للتعديل، أو التوجيه لمضمونه، كما أن مصالحها لا تنال من مصالح الآخرين، ولا تقوم عليها، ولا تحدث إرباكًا في شئون هذه الدول، وبناءً على ذلك لا تؤثر التوترات، والصراعات على استقلالية الدولة، في كل ما تتخذه من قرارات.
يشهد القاصي، والداني أن القطر المصري في وقت المحن، قد استوعب، واحتضن الأشقاء، وقت الأزمات، ومازال، ووفر لهم كرامة العيش، وتعامل معهم مثل أبناء الوطن سواء بسواء، كما لم يستشعر المجتمع المصري ارتباكًا في المشهد؛ لأن المؤسسات الوطنية، قامت بواجبها على الوجه الأكمل، ووفرت مقومات الأمن، والأمان، والرعاية اللازمة؛ ومن ثم لم يستشعر الجميع أن هناك ثمت تفرقة، وهذا ما أظهر سماحة هذا الشعب العظيم، ومحبته، وإيثاره، للأخوة من مختلف الدول المجاورة؛ لذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن قدر الدولة الأم، أن تتحمل، ولا تكل، ولا تمل، كونها الأم الحنون.
طموح النماء الاقتصادي في ربوع الدولة قد ساعد على تدشين المشروعات القومية، التي غيرت من صورة الاستثمار في جمهوريتنا الجديدة؛ حيث دشنت بنى تحتية، أبهرت العالم كله، ووضعت الدولة في قائمة الرواج الاقتصادي، وشجعت المستثمرين على الإقدام بمشاريع كبرى، تضمن نماء رأس المال في مناخ من الاستقرار، وهذا بالطبع ساعد على استكمال مسيرة التنمية، التي امتدت لكافة ربوع الوطن، كما فتح مسارات لتنويع مصادر الدخل القومي للبلاد.
انهيار المجتمعات كان السبب الرئيس وراء ضياع الأوطان، وهذا ما جعل الدولة المصرية، وقيادتها السياسية، ومؤسساتها حريصة أشد الحرص على تحسين مستويات المعيشة من خلال تعزيز فلسفة الاندماج الاجتماعي؛ حيث توجيه الرعاية اللازمة إلى الفئات الأكثر عوزًا، وتوفير المزيد من فرص العمل من خلال مشروعات الدولة القومية بغرض استثمارات الطاقات البشرية، وتوظيفها في بناء الوطن، ناهيك عن تقديم أفضل الخدمات، وأجودها لأصحاب الهمم، وغير القادرين على العمل، وبالطبع تكريم المرأة، التي تشكل لبنة هذا المجتمع؛ وذلك بإتاحة مشاركتها في ميدان العمل، والإنتاج، والتقدير عبر أطر الحماية، التي تحافظ على كرامتها، وتصون حقوقها.
مسار النهضة المصرية يقوم على فلسفة الاستقرار بأنماطه المختلفة، ويشكل السياسي منه أهمية قد أخذت في الاعتبار؛ حيث حرص الدولة على الاستحقاقات الانتخابية، التي تبرم في مناخ يتسم بالشفافية، والحيادية وتوفير تكافؤ الفرص أمام الجميع، تحت إشراف قضائي نزيه، وإقبال شعبي، منقطع النظير، وتمثيل لتنوع سياسي، يشمل كافة الايدولوجيات، بما يضمن ثمرة الفائدة، جراء أطروحات، وأفكار بناءة، تستهدف حل قضايا الوطن عبر آليات حوار وطني، تفاعلي، ينخرط فيه الخبراء، والمختصون، والمهتمون بالشأن العام؛ لتقدم رؤى، تسهم في صناعة، واتخاذ القرار، الذي يصب قطعًا في مصلحة هذا الوطن عظيم القدر، والمقدار.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus