واشنطن بوست: الصدام حول خطة غزة كشف عن خلاف بين نتنياهو وكبار القادة العسكريين

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الصدام حول خطة السيطرة الكاملة على غزة كشف عن خلاف بين رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار القادة العسكريين.
وذكرت الصحيفة، في سياق تحليل نشرته اليوم /الاثنين/، أن نتنياهو ظل في منصبه لفترة أطول، ودخل في خلافات مع جنرالاته أشد من أي رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين ومستشارين حكوميين، تحدثوا - شريطة عدم الكشف عن هويتهم- أنه بموجب الخطة التي أُعلن عنها يوم الجمعة الماضي، سيغزو الجيش الإسرائيلي، الذي يسيطر حاليا على ثلاثة أرباع غزة، مدينة غزة، آخر مركز حضري لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية؛ ويستولي على 10% إضافية من أراضي القطاع؛ ويدفع سكان غزة بالكامل إلى الـ 15% المتبقية من الأرض.
وبحسب الصحيفة، خلال الأسبوع الماضي، وصفت تسريبات شبه يومية في الصحافة الإسرائيلية نتنياهو ووزراءه وهم يضغطون على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، للسيطرة على القطاع بأكمله، وزامير ينتقد مجلس الوزراء بشدة بشأن المخاطر التي قد تشكلها على الجنود الإسرائيليين أو مخاطر إدارة الجيش لغزة.
وقال أحد مستشاري نتنياهو إن رئيس الوزراء الإسرائيلي اختار زامير لقيادة الجيش قبل ستة أشهر، معتقدا أنه سيتبنى نهجا "أكثر عدوانية تجاه غزة"، وبدا لفترة أنه يسير على هذا النهج، لكن الجنرالات من حوله تمكنوا من إقناعه بأن هذا غير قانوني وخطير.
وأشارت الواشنطن بوست إلى أن في إسرائيل تُعد الصدامات بين القادة المدنيين والعسكريين أمرا شائعا. وغالبا ما ينتصر القادة العسكريون.
وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة، تصاعدت التوترات بشكل مطرد بين نتنياهو وكبار مسؤولي الأمن الذين غالبا ما ينتقدهم اليمين الإسرائيلي باعتبارهم وسطيين أو ليبراليين.
وبحسب الصحيفة، في عام 2023، قبل اندلاع الحرب في غزة، كان لمسؤولي المخابرات والجيش السابقين،وخاصة من سلاح الطيران، دور أساسي في قيادة حركة احتجاج شعبية ضد إصلاحات نتنياهو القضائية ، وبعد اندلاع الصراع في وقت لاحق من ذلك العام، مع هجمات حماس في 7 أكتوبر، دخل نتنياهو في خلاف مع وزير دفاعه ورئيس أركان جيشه، اللذين جادلا بأن الحملة العسكرية قد استنفدت أغراضها، وأقالهما في النهاية.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير سابق، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المناقشات داخل المؤسسة الأمنية، إن ما اختلف الآن هو القلق المتزايد لدى بعض الضباط من أن الحرب المطولة "تُلحق ضررا طويل الأمد بمكانة إسرائيل الدولية".
وأضاف المسؤول السابق أن كبار المسؤولين العسكريين شعروا بالقلق الأسبوع الماضي عندما أعلنت ألمانيا، الحليف الوثيق، أنها ستوقف تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة لأنها ستشمل المحركات المستخدمة في دبابات ميركافا الإسرائيلية ومركباتها المدرعة. وتوقعوا أن الجيش الإسرائيلي قد يقاوم، قدر الإمكان، أوامر الحكومة المتطرفة.
وأشار إلى أن "هذا لا يعني أن الجيش لن يتصرف وفقا لقرارات مجلس الوزراء، لكن الجيش يتمتع بحرية المناورة".

Trending Plus