7 أعوام على افتتاح متحف سوهاج.. 8 قاعات تضم 1110 قطعا أثرية.. نقش يمثل القائد وني وتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني من الجرانيت الأحمر .. مصحف مذهب من العصر العثماني.. و"طاسة الخضة" أبرز المقتنيات.. صور

متحف سوهاج القومي

سوهاج أحمد عبدالعال

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 05:00 م

في مشهد تتداخل فيه أنفاس الحاضر بنبضات التاريخ، تحتفل محافظة سوهاج بمرور سبع سنوات على افتتاح متحفها القومي، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مثل هذا اليوم 12 أغسطس 2018، بعد ثلاثة عقود من وضع حجر الأساس له في مايو 1990. ومنذ لحظة افتتاحه، أصبح المتحف منارة ثقافية وأثرية بارزة، ووجهة مفضلة للزوار والباحثين ومحبي الحضارة المصرية القديمة.

يقع المتحف في موقع استراتيجي على الضفة الشرقية لنهر النيل بضاحية مدينة ناصر، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 5600 متر مربع، وصُمم ليحاكي من الخارج واجهة معبد سيتى الأول بأبيدوس – العرابة المدفونة – في تصميم معماري يربط بين التراث الفرعوني والحداثة المعمارية هذا التصميم الفريد يمنح الزائر شعورًا بأنه يخطو إلى الماضي منذ لحظة دخوله باحة المتحف.

يضم المتحف ثماني قاعات عرض متحفي، تحتوي على ما يزيد عن 1110 قطعة أثرية تم جمعها من مواقع متعددة بمحافظة سوهاج، وهو ما يعكس ثراء هذه المنطقة بالتاريخ الممتد عبر آلاف السنين ويعتمد العرض المتحفي على الأسلوب الموضوعي، بحيث تروي كل قاعة حكاية مختلفة مرتبطة بموضوع محدد، مستخدمةً قطعًا أثرية من عصور تاريخية متنوعة لخدمة هذا الموضوع.

تتنوع موضوعات العرض ما بين الملوك والشخصيات البارزة في الدولة المصرية القديمة، والحياة الاجتماعية والأسرية، ومظاهر الحياة اليومية من حرف وصناعات، بالإضافة إلى النسيج والحرف التراثية التي ازدهرت عبر العصور المختلفة.

وهناك قاعات مخصصة لتوثيق طقوس الحج ومعتقدات البعث والخلود والتحنيط، إلى جانب عرض فريد لمقبرة وني، أحد حكام الأقاليم البارزين في عصر الدولة القديمة، والتي تمثل شاهدًا حيًا على فنون العمارة والدفن في ذلك الزمن.

ويحتوي المتحف على مجموعة من القطع الأثرية النادرة، أبرزها نقش يمثل القائد وني، وتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني من الجرانيت الأحمر، وتمثال مزدوج للكاهن ون نفر وابنه مري، ومفتاح الدير الأبيض المصنوع من الحديد المكفت بالبرونز، ومذبح من الكوارتز للملك سيتى الأول، ودينار ذهبي بخط كوفي، ومصحف مذهب من العصر العثماني، بالإضافة إلى "طاسة الخضة" النحاسية الشهيرة، وكل قطعة من هذه القطع تحمل قصة وتاريخًا يربطان الحاضر بالماضي.

الاحتفال هذا العام جاء ليؤكد أن المتحف ليس مجرد مبنى يضم آثارًا، بل هو مركز إشعاع ثقافي وتعليمي القائمون على المتحف أكدوا أن هذه المناسبة السنوية تمثل رسالة قوية لتذكير المجتمع بأهمية حماية التراث، وتشجيع السياحة الثقافية، وتعريف الزائرين بما تمتلكه سوهاج من كنوز أثرية فريدة ومع تزايد الاهتمام بالمتحف عامًا بعد عام، يظل متحف سوهاج القومي شاهدًا حيًا على حضارة عريقة، ورمزًا لالتقاء الماضي بالحاضر في قلب صعيد مصر.