أثر العابرين.. طه حسين عميد الأدب العربي

طه حسين لم يكن مجرد أديب أو كاتب عابر فى الحياة الأدبية، فقد كان أحد أهم الشخصيات البارزة فى الحركة الحداثية فى الأدب المصرى، ولقب بعميد الأدب العربى، وتشمل كتاباته باللغة العربية الروايات والقصص والنقد والمقالات الاجتماعية والسياسية، وذلك بالإضافة إلى اهتمامه بالترجمة، وعبر سلسلة أثر العابرين والتى نستعرض من خلالها سيرة ومسيرة العديد من الشخصيات التي تركت أثرًا واضحًا على الواقع الثقافى والفكرى فى مصر نستعرض لمحات من حياته.
وُلِد طه حسين في 14 نوفمبر 1889م، في ظروف متواضعة، وأصيب بالعمى بسبب المرض في سن الثانية، وفي عام 1902 أُرسِل إلى الأزهر في القاهرة، وفي عام 1908 التحق بجامعة القاهرة التي افتُتحت حديثًا، وفي عام 1914 كان أول من حصل على الدكتوراه هناك، وقد أطلعته دراسته الإضافية في جامعة السوربون على ثقافة الغرب.
وبعد عودته من فرنسا، عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية، وفي 1942 عين مستشارا لوزير المعارف، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية، وفي عام 1950 أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل في تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية، وفي 1959م عاد إلى الجامعة بصفة "أستاذ غير متفرغ" وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة "الجمهورية".
أثرى المكتبةَ العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات، وكان يكرِّس أعمالَه للتحرر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية؛ عربيةً ومصرية وقد اصطدمت أطروحاته ببعضِ الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مُؤلَّفاته النصيب الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حد رفع الدعاوى القضائية ضده، وعلى الرغم من ذلك، يبقى في الذاكرة كتبه المهمة "في الأدب الجاهلي"، و"مستقبل الثقافة في مصر" والعديد من عيون الكتب والروايات، فضلًا عن روايته "الأيام" التي روى فيها سيرته الذاتية.

Trending Plus