أكرم القصاص: الشاعر إبراهيم داود شجرة توت

قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة صحيفة اليوم السابع، إن الشاعر إبراهيم داود ليس مجرد صديق عزيز، بل هو رمز ثقافى بارز من رموز مصر، سواء فى الشعر أو النثر أو الأدب والنقد بشكل عام، وطالما شبّهته بشجرة التوت؛ تلك الشجرة التى تمنحك ثمرًا شهيًّا، وتظللّك بظلها، وتستضيفك تحت أغصانها كرفيقة عمر، إنه واحد من حراس الثقافة المصرية، بل من حراس مصر والقاهرة ذاتها.
وأوضح "القصاص"، خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون أن شخصية إبراهيم داود متعددة الجوانب، كلما اقتربت منه من زاوية، خرج إليك من أخرى، محمّلًا بالمعانى ومفاجئًا برؤيته، آخر كتبه "عناد الثيران" عنوان يعبّر بدقة عن جوهر شخصيته، فهو يجسد "العناد الشريف" فى الدفاع عن الشعر والكتابة والثقافة والجمال، لافتًا إلى أن والاحتفاء به هو احتفاء بجزء أصيل من القوة الناعمة المصرية، ومن تراثها الثقافى الحي، فهو حارس للأدب والنقد، وراوٍ للحكايات الشعبية، وحامل للذاكرة، وصاحب "خلطة خاصة" لا تتكرر كثيرًا.
وتابع "القصاص"، بيننا قصص وذكريات، فنحن أصدقاء مقربون تربطنا درجة عالية من التفاهم، وفكرة الفلاح التي ينتمي إليها في داخله "حقيقية"، إنه يعيش التصالح ويمتلك تفاؤلًا طبيعيًا، ورضا داخليًا يجعله لا ينشغل بالمقارنة مع الآخرين، هو دائم الزرع، يلقى البذور دون انتظار الحصاد، يفعل ذلك فى أرض غيره كما فى أرضه.
وأضاف "القصاص"، يمتلك إبراهيم داود أيضًا حسًّا صوفيًا نادرًا، وفى مجالس المتصوفة نرى النفحة الروحية تنتقل بلا حواجز، فهناك دائما ولىٌّ يعطى مريدًا، ومريد يمنح وليًّا، وإبراهيم يجمع بين المقامين، فهو الشيخ والمريد فى آن واحد، وفى مجالس الكبار، كان إبراهيم داود دائم الحضور إلى جوار أسماء كبيرة مثل خيرى شلبى وإبراهيم أصلان، يتعامل معهم على قدم المساواة، وفى الوقت نفسه يفتح المجال للشباب للجلوس معهم، كان حلقة وصل بين الأجيال.
وتابع، أتذكر بدايات معرفتى به فى أوائل الثمانينيات، حين كنت طالبًا، صعدت إلى مكتب "أدب ونقد" بشارع عبد الخالق ثروت، حيث كان يجلس مع فريدة النقاش، حلمى سالم، وصلاح عيسى، أعطيتهم قصة قصيرة ثم انصرفت، وبعد فترة سألته عنها، فأشاد بها معتقدًا أنها نُشرت، وكذلك فريدة النقاش، كانت سعادتى بتقديرهم أكبر من أى رغبة فى النشر، وهذا يعكس إنصاف إبراهيم وحرصه على التشجيع، مثلما فعل الدكتور عبد القادر القط حين نشر قصيدته الأولى بلا وساطة.
وأشار إلى أن إبراهيم داود مثقف "طبيعى" وسيط بين العوالم الثقافية، يجمع بين دور المؤلف والناقد والشاعر، قصائده حكايات، وحياته اليومية تمتد بين المقاهى الشعبية وشوارع القاهرة التى يعرفها عن ظهر قلب، مثل فلاح يعرف رائحة الخبز ونكهة الطعام، وإنه مزيج من شخصيات كثيرة فى شخص واحد، ولهذا أسميه "حارس القاهرة"، مثله مثل أبناء الريف الذين يسكنون العاصمة لكنهم يحتفظون بجذورهم، فهو يختزن مصر كلها فى قلبه.
وفى ختام حديثه قال "القصاص"، إبراهيم داود نموذج لمصر التى لا تتوقف عن العطاء، رغم الحديث عن "أجيال الزمن الجميل"، أؤمن أن مصر لا تكف عن إنتاج مثقفين كبار، هنا، حتى المواطن العادى مثقف بالفطرة، والفلاح حكيم قادر على إسداء النصيحة، وهذه شهادتي، التى أراها واجبة، لصالح إبراهيم داود، ولصالح الثقافة المصرية، ولكل مثقفيها الذين يمثلون قيمة لا تقدّر بثمن.

الشاعر الكبير إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون

الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة اليوم السابع

الكاتبة علا الشافعي رئيس تحرير اليوم السابع

أحمد إبراهيم الشريف وخالد إبراهيم خلال ملتقى اليوم السابع

الكاتب أكرم القصاص والشاعر إبراهيم داود

الاحتفاء بالشاعر إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون

الكاتب هشام أصلان

الناقد الدكتور هيثم الحاج على

الناقد محمد الروبى

تكريم الشاعر إبراهيم داود خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون

خلال ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون

Trending Plus