أنس الشريف وقريقع.. مما يخاف المحتل ؟

سحر طلعت
سحر طلعت
سحر طلعت

فى مخالفة صارخة للمواثيق والقوانين الدولية، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلى خيمة الصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء الطبي، بشكل مقصود ومتعمد، لينتج عن ذلك استشهاد عدد من صحفيي غزة على رأسهم الزملاء الصحفي "أنس الشريف" و"محمد قريقع"، بخلاف استشهاد  مصورين صحفيين ظافر ونوفل وعليوة والخالدي، وغيرهم، ورغم ذلك يعتبر جريمة جديدة تضاف لسجلهم الإجرامى الحافل الذى طال الأرض والأطفال والنساء والشيوخ، إلا أنه يظل الأكثر دونية، لعدد من الأفراد يقومون بعملهم، فى نقل الحقائق، والمجازر التى يقوم بها المحتل فى حق أهل غزة، وسط صمت مطبق ومستمر من العالم.

من ناحيتها، أدانت نقابة الصحفيين المصرية الحادث المأساوى، ونعت الشهداء، والذى اعتبرته حلقة ضمن حلقات أشد وحشية في سلسلة الإبادة الإعلامية والجريمة الأكبر والأوسع بحق الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد شهداء الإعلام 230 صحفيًا وصحفية، وهو رقم يفوق شهداء الحقيقة في الحروب، التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الأولى، بهدف تكميم الأفواه ومنع الحقيقة من الظهور.

عقلية ونفسية المحتل كما هى لم ولن تتغير مهما تقدم الوقت، واختلفت الظروف، سيظل بداخله خوف مبهم من قلم وورقة، كاميرا وميكرفون، سيظل يرتكب جرائمه ويصول ويجول، لكن مجرد مراقبته وتتبعه ونشر فضائحه مرئيا أو مقروأ أو مسموعا لهو الخوف الأكبر والهاجس الدائم لديه.

ولذا ستظل الكلمة هى الأقوى، ستظل الصورة واللقطة هى سيدة الموقف، افعل ما تفعل فكله مسجل ومشهود، هل استهدفت خيمة الصحافيين؟ هل قتلت معظمهم؟ هل يخيفك كاحتلال طاغٍ لهذه الدرجة ما تنقله وتسربه كاميرا صغيرة وميكرفون يمسكه أحدهم، لنقل جرائمكم وأفعالكم المشينة وتصديرها للعالم، الذى بالطبع لا تخفي عليه.

ما حدث يعد اعتداء صارخا على حرية التعبير والصحافة، والتى اعتقد جيش الاحتلال أنه أخرصها، بل واعترفوا بها من خلال بيان رسمى أعلنوا فيه مسئوليتهم واستهدافهم لمحيط مستشفى الشفاء الطبي، استهدافا وإسكاتا للصحفيين، الذين يعملون فى ظروف مرعبة لا تقل خطورة عن وضع جميع الفلسطينيين الذين باتوا بين المطرقة والسندان، قهر وصمت العالم من ناحية، وتدمير المحتل وجبروته وسط تجويعهم ومنعهم من الإعانات من جهة أخرى.

قصف خيمة الصحفيين ليس إعلان هزيمة، إنما علامة وإشارة أن ما قدموه ويقدمه كل صحفي وإعلامي مهتم بالشأن العربي لهو أمر هام ومؤذٍ ويؤذى المحتل ويضربه فى مقتل وإن لم يظهر ذلك.

لن تسكت أبواق الإعلام والصحافة، لن تتغاضى عن أداء أدوارها وعملها المقدس، فهى مهنة البحث عن المتاعب منذ القدم، فلا استهداف صحفيين يخيف، ولا إسكاتهم لحظات يعجزهم، مهنة محفوفة دائما بالتعب والمشقة لكن نتاجها عظيم وكبير.

تحية لروح شهداء محيط مستشفى الشفاء، من أخلصوا لعملهم وأفنوا حياتهم حتى النهاية رغم الصعاب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدفى الفلوس.. تيك توكر بملابس نسائية أمام جهات التحقيق

تزامنًا مع ذروة الموسم الصيفي وفعاليات مهرجان العلمين.. وزير الطيران المدني يتفقد مطار العلمين الدولى لمتابعة انتظام حركة التشغيل واستقبال الوفود السياحية.. والحفني: المطار ركيزة أساسية لتنمية الساحل الشمالى

قافلة "زاد العزة" الـ13 تحمل 3450 طن مساعدات غذائية وطبية إلى غزة

رئيس الوزراء يلقى كلمة خلال حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة

تنسيق المرحلة الثالثة.. أماكن شاغرة بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان


غدا سامو زين يطرح "انهيار" ثالث أغانى ألبوم "باب وخبط"

زراعة وعلوم وآداب وحقوق.. كليات متاحة لطلاب علمى بتنسيق المرحلة الثالثة

تنسيق المرحلة الثالثة.. 11 كلية حقوق بها أماكن متاحة لطلاب النظام الحديث

القبة الحرارية السبب.. الأرصاد تكشف تفاصيل الموجة شديدة الحرارة وتأثيرها

استئناف الدعاية للمرشحين بجولة الإعادة لانتخابات الشيوخ اليوم


مروان عطية "معلم" وسط الأهلى يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"27"

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء.. ريال مدريد ينهي تحضيراته بمواجهة تيرول

اليوم.. آخر موعد لاستقبال طلبات الطعون لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية

الجيش الباكستاني يعلن تصفية 3 مسلحين جنوب غربي البلاد

تنسيق المرحلة الثالثة.. الأماكن الشاغرة لطلاب الشعبة الأدبية

نتيجة تنسيق المرحلة الثانية بالدرجات.. للشعبة العلمية

أماكن سحب كراسات التقديم بالمعهد الصحية الشرطية

فيلسوف الفن وصانع البهجة المسرحية.. ذكرى رحيل سناء شافع اليوم

الأهلي يرحب بانتقال أحمد عبد القادر للدوري الليبي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى