أوروبا الحديثة.. هل كانت اتفاقية فيردان وراء تقسيم القارة العجوز؟

تمر اليوم ذكرى انعقاد معاهدة فيردان، وهى معاهدة وقعت سنة 843م، قسم بموجبها أبناء لويس الورع الثلاثة الباقين على قيد الحياة الإمبراطورية الكارولنجية إلى ثلاث ممالك، حيث كان الابن البكر لوثر الأول قد أعلن الحرب على أخويه منذ وفاة والدهم في عام 840، وبعد هزيمته في معركة فونتيني 841م وتحالف بين أخويه المختوم في قسم ستراسبورج، صار لوثر على استعداد للتفاوض.
بقيت الإمبراطورية الكارولنجية بين عامي 800-888م وكانت إمبراطورية عظيمة يحكمها الفرنج في وسط أوروبا وغربها في أوائل العصور الوسطى، وبالتحديد كان ملوكها من سلالة كارولينجيان التي حكمت البلاد منذ بداية تأسيسها، وبلغت الإمبراطورية أوج ازدهارها في عهد الملك شارلمان، الذي توّجه إمبراطورًا البابا ليو الثالث، في محاولة لتعزيز وجود الإمبراطورية الرومانية في الغرب بعد أن كان مركزها في الشرق، وتعد الإمبراطورية الكارولنجية المرحلة الأولى في تأسيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والتي استمرت حتى حلول عام 1806م.
تعتبر المعاهدة نقطة تحول في تاريخ أوروبا، حيث أدت إلى تفكك الإمبراطورية الكارولنجية وتشكيل دول قومية حديثة، أدت إلى صراعات حدودية بين الدول الجديدة استمرت لقرون، حيث أدت إلى تفكك الإمبراطورية الكارولنجية وتشكيل دول جديدة، وضعت المعاهدة الأساس لتشكيل دول قومية حديثة مثل فرنسا وألمانيا، مهدت الطريق لتطورات سياسية واجتماعية واقتصادية في أوروبا الغربية.
وبسبب الاتفاقية، قسمت معاهدة فردان الإمبراطورية التي بناها شارلمان إلى ثلاثة أجزاء ، والتي سيحكمها أحفاده الثلاثة الباقون على قيد الحياة. إنه مهم لأنه لم يمثل فقط بداية تفكك الإمبراطورية ، بل وضع أيضًا الحدود العامة لما سيصبح دولًا – قومية فردية في أوروبا.
وبعد المعاهدة صار نصيب كل منهم كما يلي: حصل لوثر على الجزء الأوسط من الإمبراطورية، ولورين وألزاس وبورجونيا وبروفنسا وإيطاليا على الضفة الإمبراطورية الشرفية، واستلم لودفيش الجزء الشرقي وهو الجزء الأكبر، ما سيصبح لاحقاً ألمانيا تحت شكل الامبراطورية الرومانية المقدسة، واستلم شارل القسم الغربي وهو الجزء الأكبر ما سيصبح فرنسا.

Trending Plus