ازاي الزرافة مش بتعاني من ارتفاع ضغط الدم رغم بعدها عن الأرض.. اعرف السبب

على الرغم من طول الزرافة وارتفاع رقبتها الذي يصل إلى نحو ستة أمتار عن سطح الأرض، فإنها لا تعاني من أي خلل في ضغط الدم، بل تتمتع بتوازن فريد وقدرة عالية على الجري والنشاط، ما جعلها موضع اهتمام الزوار في حدائق الحيوان وأيضًا محور أبحاث طويلة لأطباء القلب والأوعية الدموية، الذين سعوا لفهم سر قدرتها على تجنب المشكلات الصحية التي يعاني منها البشر المصابون بارتفاع ضغط الدم.
فبينما يحتاج قلب الزرافة لضغط دم يصل إلى نحو 220/180 لضخ الدم إلى الدماغ والحفاظ على معدل طبيعي يبلغ 110/70، وهو مستوى ضغط قد يسبب للبشر قصور القلب أو الفشل الكلوي أو تورم الأطراف، فإن قلب الزرافة يتميز بزيادة في سُمك البطين الأيسر من دون أن يصاب بالتصلب أو التليف كما يحدث لدى الإنسان، وذلك بفضل طفرات في خمسة جينات مرتبطة بصحة القلب والأوعية، إضافة إلى اختلاف الإيقاع الكهربائي لقلبها وامتداد مرحلة ملء البطين لفترة أطول، ما يسمح بضخ كمية أكبر من الدم مع كل نبضة ويمنحها القدرة على الجري بقوة.
أما ساقا الزرافة النحيفتان فتحتويان على لفافة طبيعية من النسيج الضام الكثيف تعمل كجوارب دعم طبية تمنع تراكم السوائل وتحميها من التورم، كما أن أنثى الزرافة قادرة على تجاوز مضاعفات تسمم الحمل الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم بفضل جينات خاصة في المشيمة، وهو ما يفتح بابًا واسعًا أمام الباحثين لإمكانية الاستفادة من آليات جسم الزرافة في تطوير حلول علاجية مبتكرة للبشر المصابين بارتفاع ضغط الدم.

Trending Plus