استخدامات الشباب العربي لمواقع التواصل الاجتماعي

أثارت نتائج دراسة إعلامية حديثة الاهتمام برصدها العلاقة بين استخدامات الشباب العربي لمواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق الذات والهوية، مؤكدة النمو الهائل في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بين جمهور الشباب في الوطن العربي.
وما يرتبط بها من رؤية الشباب والإعلام وتحقيق الذات وبصفة خاصة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة مما جعل الباحثين في مجال دراسات الاستخدامات والإشباعات يزيدون من اهتماماتهم في دراسة التحول من كيف يستخدم الشباب هذه الوسائل الجديدة إلى دراسة الأسباب والدوافع التي تدفعهم لاستخدامها، وكيف يبني الشباب سلوكه الاتصالي على أهدافه بشكل مباشر، وعلى الاختيار من بين البدائل الاتصالية، فما يستخدمه لكي يشبع احتياجاته.
ورغم تعدد الأدوار والأسباب التقليدية التي يستخدم على أساسها الشباب هذه الوسائل، وفي مقدمتها الحصول على المعلومات والمعرفة والترفيه وخلافه، فإن المدخل السيكولوجي لقياسات استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي يطرح نفسه كبديل لتفسير الهوية الذاتية له محفزة لفضاء افتراضي اجتماعي يحمل بين طياته استراتيجيات للتمرد والتغيير للذات وللمجتمع المحيط إحيانا، لاستخدامه لهذه الشبكات الاجتماعية توثق تجارب بينية مقارنة بين أنماط التغيير المختلفة، وفقا لخصوصية المجتمعات بما لا يدعو للشك بأن استخدام الشباب لتلك الوسائل من شأنه أن يساهم بشكل كبير في إحداث التحقق الذاتي لهؤلاء الشباب بديلا عن أنماط توعوية تقليدية في تنشئة الشباب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا على حد سواء،
ومدى ما تحققه لهم هذه الشبكات من فائدة فيما يتعلق بقيم تحقيق الذات علي المستويين الخاص والعام وحجم ونوع التغيير الناتج عن تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي في مصفوفة تحقيق الذات لديهم حيث يتعامل معها الشباب علي إنها عالمهم الجديد الذين يعتمدون عليه في الحصول علي المعلومات والمعارف بل ويستخدمونه لإشباع احتياجاتهم المختلفة الطقوسية منها والنفعية، حيث اختبر الشباب قوة عالمهم الافتراضي الجديد في مواقع التواصل الاجتماعي في مدي التغيير الذي أحدثته في المجتمعات العربية سياسيا وثقافيا واجتماعيا .
كما كشف نمط التغيير المرتبط بالذات علي قدرة هذه المواقع في المساهمة في اكتشاف أنماط تحقيق الذات وملامح الشخصية لدى الشباب ودورها في المعاونة في تحقيق الذات لدى الشباب، وإن ظهرت سلبيات مثل انتهاك الخصوصية، والشائعات، وبث روح الاكثئاب واليأس في المجتمعات، فضلا عن فوضى الحرية وعدم وجود احترام لقيم المهنية فيما يقدم فيها.
وهي كلها مؤشرات تدعو أصحاب القرار في المؤسسات ذات الصلة بملفات الشباب والإعلام والتعليم والثقافة وببناء الإنسان في بصفة عامة إلى وضع هذه النتائج في دائرة التنفيذ، من خلال دراسة سبل تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي فيما يقدم من أنماط وتطبيقات الاعلام الجديد وتعزيز مفهوم المسئولية الاجتماعية داخل المجتمع، أمام السيطرة المتزايدة لوسائل الإعلام الجديد وتأثيراتها الكبيرة على مختلف قطاعات الجمهور مع تنوع تصنيفاتهم الديموجرافية في ضوء تطور الاستخدامات والاشباعات في إشباع تحقيق الذات والوصول بها إلي درجة التحقق التي تمكن الشباب من تطبيق مفهوم جودة الحياة.
ومن هنا تأتي الأهمية نحو بناء رؤية لإعلام موجه للشباب العربي يساهم في رفع تقديرهم الإيجابي لذاتهم وتعزيز قدراتهم علي إعادة إنتاج المحتوي الإعلامي بداخلها والمشاركة فيه بشكل أكثر ابداعية وحرية والتعبير عن انفسهم باستقلالية أكثر وانتهاج المنهج الديمقراطي في ذلك.
وفقا للبناء النفسي لديه من خلال تبني مداخل الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والقواسم المشتركة التي من شأنها إحداث حراك مجتمعي متجانس مكمل لدعم عمليات النهضة والتغيير الايجابي في المجتمع وتشكيل صور ذهنية جديدة له مستفيدا من هذه الشبكات الاجتماعية بتأثيرها اللامحدود وتخطيها الحواجز الجغرافية والمكانية ربما يمثل أفضل وسيلة في الإعلام الدولي الجديد مع السيطرة علي سلبيات المغردين والمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي لتشكل الوعي المجتمع وتعكس صوت الجماهير بدون قيود أو تفريط في الحراك الثقافي التفاعلي الموجود في وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن ثم ترشيده ومعالجة أدائه والارتقاء بلغته من أجل مزيد من رفع الوعي الإعلامي لدى الشباب العربي في التعامل مع وسائل الإعلام الجديد في تحقيق ذاته في معادلة الحفاظ على الهوية العربية وهو يصنع المستقبل العربي القادم.

Trending Plus