اللواء أحمد جمال في حوار لـ"اليوم السابع": التيك توكرز تجاوزوا الخطوط الحمراء وتقنيات متطورة لضبطهم.. الابتذال وغسل الأموال والمخدرات في مرمى الرصد.. والمواطنون استقبلوا سقوط "سوزي وطليق هدير عبد الرازق" بفرحة

في زمن أصبح فيه المحتوى الرقمي متاحًا بضغطة زر، خرج بعض صانعي الفيديوهات عن نطاق الترفيه المباح، وسقطوا في فخ الابتذال والإسفاف، تحت وهم "التريند" والمشاهدات، وباتت بعض الصفحات منصةً لبعض التجاوزات الأخلاقية والسلوكية التي تصطدم بالقيم والمبادئ والذوق العام.
وزارة الداخلية بدورها لم تصمت، وشنّت حملات أمنية مكثفة لرصد وضبط من يروج لهذا الابتذال، وعلى رأسهم عدد من مشاهير التيك توكرز، أمثال موكا، أم مكة، أم سجدة، أوتاكا، وسوزي، وغيرهم ممن تحولوا إلى "ظاهرة سلبية" أثارت غضب المجتمع.
حول جهود الداخلية، وخطورة هذه الجرائم، وكيفية مواجهتها، كان لنا هذا الحوار مع اللواء أحمد جمال الخبير الأمني.
وإلى نص الحوار:
ما تعليقكم على جرائم التيك توكرز التي غزت المنصات مؤخرًا؟
للأسف، أصبحت بعض منصات التواصل، وعلى رأسها تيك توك، ساحة خصبة لترويج محتوى خادش للحياء، بعيد كل البعد عن الإبداع أو حتى النقد البناء، نحن لا نتحدث عن حرية رأي، بل عن سلوكيات تشوه الوعي، وتخدش الحياء العام، وتُشكل خطرًا حقيقيًا على النشء، ما يُقدمه بعض التيك توكرز ليس إلا تكسّبًا فوضويًا من فيديوهات صادمة، تحت عناوين براقة تخدع البسطاء.
.jpg)
اللواء أحمد جمال في حوار لـاليوم السابع (1)
كيف تتعامل وزارة الداخلية مع هذا النوع من الجرائم؟
الوزارة تتعامل بمنتهى الحسم، هناك حملات يومية من قطاع مكافحة جرائم الإنترنت ومباحث الآداب، وبتنسيق كامل مع جهات التحقيق، فرق الرصد الإلكتروني تتابع عن كثب كل ما يُنشر، وتُحلل المحتوى وتُحدد المخالفين، ثم تتحرك فرق الضبط بناءً على إجراءات قانونية دقيقة، الداخلية لا تتحرك عشوائيًا، بل وفق أدلة وبلاغات وتحريات دقيقة.
ماذا عن أبرز الضبطيات الأخيرة؟
تم ضبط عدد من صانعي المحتوى الذين تجاوزوا كل الخطوط، مثل موكا، أوتاكا، أم مكة، أم سجدة، وسوزي، وآخرين، هؤلاء ليسوا فقط من يقدمون محتوى مبتذلًا، بل تم ضبط بعضهم بحوزته مخدرات وأسلحة نارية، والبعض الآخر وُجهت لهم تهم غسل أموال، الأمر لم يعد مجرد إسفاف لفظي، بل تطور إلى جرائم متشابكة تشمل التحريض، الاتجار، واستغلال الأطفال أحيانًا.
.jpg)
اللواء أحمد جمال في حوار لـاليوم السابع (2)
كيف استقبل المواطنون هذه الحملات الأمنية؟
بفرحة غامرة، الشارع المصري كان يئن من هذا التلوث الأخلاقي البصري، تلقت الشرطة مئات البلاغات من مواطنين غاضبين من المحتوى الذي يُنشر أمام أطفالهم وأسرهم، الناس يشعرون أن الداخلية تعيد ضبط ميزان الأخلاق، وتفرض هيبة القانون في فضاء بدا وكأنه بلا ضابط، وهناك إشادة واسعة على مواقع التواصل بجهود الوزارة، خاصة بعد ضبط عدد من "التريندات السامة".
هل لدى الداخلية أدوات حديثة للرصد الإلكتروني؟
بالتأكيد. الوزارة استثمرت بقوة في تحديث البنية التكنولوجية، هناك وحدات كاملة تستخدم تقنيات تحليل المحتوى، ورصد البيانات، وتتبع المواقع والحسابات حتى لو كانت تُدار من خارج مصر، الداخلية تستخدم الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات لكشف أي محتوى مخالف، كما نرصد أساليب التمويه التي يلجأ لها البعض.
.jpg)
اللواء أحمد جمال في حوار لـاليوم السابع (3)
كيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة مجتمعيًا؟
الوعي هو السلاح الأهم، القانون وحده لا يكفي، نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول، وأسرة يقظة، ومؤسسات تعليمية فاعلة، لابد من توعية الأبناء بخطورة الانجرار وراء الترندات الزائفة، وتوجيههم لاستخدام الإنترنت بشكل إيجابي، للأسف بعض الأسر تتعامل مع أبنائها كأنهم يعيشون في عالم منفصل، في حين أن المؤثرين الرقميين أصبحوا أقرب إليهم من آبائهم.
هل يمكننا القول أن جرائم التيك توكرز تشمل أبعادًا اقتصادية أيضًا؟
نعم، وهذه النقطة خطيرة جدًا، كثير من التيك توكرز المتهمين يتم التحقيق معهم في قضايا غسل أموال، إذ يتم تحويل أرباح المشاهدات والهدايا الرقمية إلى أموال تُستخدم في شراء ممتلكات أو تمويل أنشطة أخرى. كما تم ضبط بعضهم بحوزته مخدرات وأسلحة، ما يدل على تشابك هذه الظاهرة مع جرائم منظمة، لذلك، نعمل على تتبع كل مصادر الدخل غير المشروعة وربطها بالقضايا محل التحقيق.
.jpg)
اللواء أحمد جمال في حوار لـاليوم السابع (4)
كلمة أخيرة توجهونها للرأي العام؟
لا تنخدعوا ببريق "التريند"، فليس كل من يظهر على الشاشة قدوة، ولا كل من حصد المشاهدات يستحق المتابعة، القانون يلاحق كل من يظن أن الشهرة تمنحه حصانة، والأمن لا يغفل عن أي محاولة لتمرير الإسفاف تحت ستار الحرية. وأؤكد أن وزارة الداخلية مستمرة في مهمتها لحماية الأخلاق والقانون والمجتمع.

Trending Plus