بتحتفظ بحاجات ملهاش لازمة.. اعرف كل حاجة عن اضطراب الاكتناز

يحرص العديد من الناس على عدم التخلص من أغراضهم القديمة، خوفا من الاحتياج لها بالمستقبل، أو لمجرد أنها تحمل ذكرى عزيزة عليهم، لكن في حالة الرغبة في عدم التخلص من أي شيء على الإطلاق مهما كان بسيطا، فقد يرجع ذلك إلى الإصابة بحالة تدعى "اضطراب الاكتناز".

ونشر موقع "CNN" قصص بعض الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة، بينهم كيم البالغة من العمر 53 عاما، والتي قالت إنها في البداية، كانت تقوم بتكديس الأشياء حول سريرها وفي جميع أنحاء غرفة نومها، ثم قامت في نهاية المطاف بتوسيعها إلى مناطق أخرى من منزلها، بما في ذلك غرفة المعيشة والشرفة.

لم تطلب كيم المساعدة إلا عندما أصبحت الأمور غير آمنة، وأصبحت الأشياء تتراكم، وتضيق الطرق، وتبدأ بالتعثر، عندها طلبت من والدتها المساعدة للتخلص من تلك الأغراض، والتي ساعدتها أكثر من 10 مرات، لكن الأمر كان يعود أسوأ في كل مرة.

وتدير كيم اليوم مجموعة دعم على فيس بوك تضم 2100 شخص يعانون من اضطراب الاكتناز.

ما اضطراب الاكتناز؟

صنفت منظمة الصحة العالمية اضطراب الاكتناز كحالة صحية نفسية عام 2018، بعد خمس سنوات من إدراجه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسى، ويتميز اضطراب الاكتناز بتراكم مفرط للممتلكات وصعوبة التخلص منها.

ويعاني ثلثا المصابين بهذا الاضطراب من حالة نفسية أخرى على الأقل، بجانب الأمراض الجسدية المصاحبة، مثل التهاب المفاصل والسكر، ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2024، يُعاني حوالي 14 مليون أمريكي من اضطراب الاكتناز، بمعدلات مماثلة في الدول الغربية الأخرى.

ويقول الخبراء إن الاكتناز قد يُسبب مضاعفات لا تُحصى، فقد تصبح الحمامات والمطابخ غير صالحة للاستخدام، مما يؤثر على النظام الغذائي والنظافة الشخصية، وقد تُهدد سلطات الإسكان بالإخلاء مما يؤدي إلى التشرد، وفي حالات متطرفة، تُبعد الخدمات الاجتماعية الأطفال.

وقد تشكل الأغراض المكدسة أيضا خطرا على الحياة، فعلى سبيل المثال الكتب والأوراق، تُشكل خطر حريق جسيمًا، وقد تعيق جهود الإنقاذ بسدها منافذ النجاة.

لماذا يقوم الناس بالتكديس؟

قد يكون جمع الأشياء جزءاً من حمضنا النووي، وفقاً للدكتور نيك نيف، أستاذ في قسم علم النفس بجامعة نورثمبريا في المملكة المتحدة ومدير مجموعة أبحاث الاكتناز في الجامعة، قائلا إنه لطالما كانت الممتلكات على مر التاريخ بالغة الأهمية، فقد رأينا أشخاصًا مدفونين مع مقتنيات قبورهم، وتعد الرغبة في جمع الأشياء جزء من شخصيتنا وثقافتنا، لذلك  فإن الاكتناز أمر طبيعي ، وجميعنا نمتلك أشياء لا نحتاجها.

وقال نيف إن ما يفصل بين الجمع المنتظم والاكتناز هو الصدمة في كثير من الأحيان، موضحا أن كل الأشخاص الذين التقى بهم ممن يمارسون التكديس كانت لديهم طفولة مؤلمة، سواء كان ذلك من خلال الإيذاء الجسدي، أو الإيذاء الجنسي، أو الإهمال، أو الخلفيات الفوضوية، أو عدم وجود الوالدين.

برنامج افتراضى لعلاج اضطراب الاكتناز

في كثير من الحالات، يكون التخلص من النفايات في الحياة الواقعية أمرا شديد الصعوبة، لذلك يعد التدرب على التخلص من الأشياء مهارة مهمة للغاية يجب تطويرها.

وأشار التقرير إلى برنامج العلاج الجماعي "مدفون في الكنوز" وهو مبادرة مدتها 16 أسبوعًا، وتُقام في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا، لتدريب المصابين بهذا الإضطراب على التخلص من الأشياء التي لا يحتاجونها.

وخلال التجربة طلب من تسعة مشاركين التقاط صور بزاوية 360 درجة لأكثر غرفة فوضوية في منزلهم، بالإضافة إلى 30 قطعة من ممتلكاتهم للتخلص منها، بعد إنشاء مكافئات افتراضية، تمكن المشاركون من التنقل فيها باستخدام سماعات الواقع الافتراضي وأجهزة التحكم المحمولة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضائقة كبيرة حتى عند محاولة التخلي عن ممتلكاتهم، من الجيد أن يتمكنوا من ممارسة النشاط في مساحة افتراضية بالإضافة إلى معالجة المشاعر الناتجة عنه.

وخلال هذه الجلسات التي تستمر لمدة ساعة واحدة، تعلّم المشاركون فهمًا أعمق لتعلقهم بالأشياء، وتدربوا على وضعها في صناديق افتراضية لإعادة التدوير، أو التبرع بها، أو التخلص منها في سلة المهملات، والتي كانت تُجمع بواسطة شاحنة قمامة افتراضية، ثم كُلّفوا بمهمة التخلص من القطعة نفسها في المنزل، ومع نهاية الدورة، غالبًا ما يشعر المشاركون بالأمل، وبأنهم لأول مرة تتاح لهم فرصة لتغيير أي شيء في واقعهم.