حرائق الغابات المميتة تجتاح أوروبا.. وبدء عمليات إخلاء آلاف السكان

أُجبر آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم مع استمرار حرائق الغابات المميتة في عدة دول فى جنوب أوروبا وسط إستمرار موجة حر قياسية.

وعمل رجال الإطفاء طوال الليل لاحتواء حريق اندلع بالقرب من العاصمة الإسبانية مدريد، ولقى رجل في منطقة تريس كانتوس، قرب العاصمة، حتفه في المستشفى بعد إصابته بحروق طالت 98% من جسده.
واندلعت حرائق أخرى في عدة أقاليم إسبانية، ومن بينها قشتالة وليون، وقشتالة-لا مانتشا، والأندلس، وغاليسيا.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة "ما قبل الطوارئ"، واضعة الخدمات الوطنية في حالة تأهب لدعم فرق الإطفاء، فيما يشارك نحو ألف فرد من القوات المسلحة في عمليات المكافحة.

ويتوقع خبراء الأرصاد أن تصل درجات الحرارة في بعض مناطق البلاد إلى 44 درجة مئوية.
وفي البرتغال، يعمل أكثر من 700 رجل إطفاء على السيطرة على حريق في مدينة ترانكوزو، الواقعة على بعد نحو 350 كيلومتراً شمال شرقي لشبونة، فيما كانت حرائق أصغر تشتعل في مناطق أبعد شمال البلاد.
وقال رئيس بلدية فيلا ريال، ألكسندر فافايوس: "نحن نُطهى أحياء، هذا الوضع لا يمكن أن يستمر"، في إشارة إلى حريق في المدينة مستمر منذ 10 أيام.

كما واجه رجال الإطفاء في تركيا عدة حرائق غابات، اليوم الثلاثاء، من بينها حرائق في مقاطعة جناق قلعة شمال غربي البلاد، ما أجبر مئات السكان على إخلاء منازلهم، إذ تسببت الحرائق في الإغلاق المؤقت لمطار جناق قلعة، وكذلك لمضيق الدردنيل أمام حركة الشحن البحري.
وفي اليونان، أجبرت حرائق الغابات السلطات على إخلاء عدة قرى وفندق في جزيرتي زاكينثوس وكيفالونيا السياحيتين في البحر الأيوني، إضافة إلى أربع مناطق أخرى في البر الرئيسي.

وقال رئيس بلدية زاكينثوس، يورغوس ستاسينوبولوس، للتلفزيون الحكومي اليوناني (ERT): "الرياح قوية والحريق خارج عن السيطرة".
وأصدرت إيطاليا وفرنسا تحذيرات باللونين الأحمر والبرتقالي من موجة الحر.
وسجلت يوم الاثنين أرقامًا قياسية جديدة في درجات الحرارة بجنوب فرنسا، حيث بلغت 41.6 درجة مئوية في مدينة بوردو مقارنة بالرقم القياسي السابق البالغ 41.2 درجة في عام 2019، كما تم تسجيل أرقام قياسية مطلقة في مدن بيرجيراك وكوي وسان جيرون، بحسب هيئة الأرصاد الوطنية "ميتيو فرانس".

ويقول العلماء إن الاحترار العالمي يجعل صيف منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر حرارة وجفافاً.
وتشير خدمة التغير المناخي في برنامج "كوبرنيكوس" التابع للاتحاد الأوروبي إلى أن أوروبا تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من أي قارة أخرى، حيث تزداد بمعدل ضعف المتوسط العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي. ووفقاً لوكالة الرصد، كان العام الماضي الأكثر حرارة في سجلات المناخ في أوروبا وعلى مستوى العالم.