رائحة الفم الكريهة تكشف عن الإصابة بـ9 حالات صحية.. لا تتجاهلها

رائحة الفم الكريهة ليست دائمًا مجرد مشكلة صحية؛ بل قد تكون مؤشرًا خفيًا على مشاكل صحية خطيرة. في حين أننا غالبًا ما نربط رائحة الفم الكريهة بسوء العناية بالأسنان أو اختيارات الطعام، تُظهر الأبحاث الحديثة أن بعض الروائح في أنفاسنا قد تكون بمثابة علامات تحذيرية لأمراض مثل السكري، أو الفشل الكلوي، أو حتى السرطان. يحمل أنفاسك مركبات كيميائية تعكس ما يحدث داخل جسمك، مما يجعله أداة تشخيصية محتملة. إن الانتباه جيدًا للروائح غير العادية أو الدائمة، خاصةً عندما تكون مصحوبة بأعراض أخرى، يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض وتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل.
فيما يلى.. 9 حالات صحية قد تسبب رائحة الفم الكريهة:
سرطان الرئة
في حين أن فحوصات التصوير والخزعات تُعدّ معيارًا لتشخيص سرطان الرئة، تشير أبحاث جديدة إلى أن اختبار التنفس قد يُقدم بديلًا غير جراحي وفعال من حيث التكلفة، واستخدمت إحدى الدراسات جهازًا يُعرف باسم "الأنف الإلكتروني" للكشف عن المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) المرتبطة بسرطان الرئة، وكانت النتائج واعدة، حيث تمكّن الجهاز من تحديد السرطان بدقة لدى المدخنين وغير المدخنين على حد سواء، ومع استمرار تطور هذه التقنية، قد يُصبح تحليل التنفس أداة للكشف المُبكر عن سرطان الرئة - قبل ظهور الأعراض بوقت طويل.
السكتة القلبية
اكتشف الباحثون أن بعض العلامات الكيميائية الموجودة في التنفس، مثل الأسيتون والبنتان، يمكن أن تساعد في تشخيص قصور القلب، ويمكن قياس هذه المركبات، التي تزداد عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة، باستخدام مطياف الكتلة، كما ارتبطت المستويات المرتفعة منها بنتائج أسوأ مع مرور الوقت، إذا أثبت فحص التنفس فعاليته على نطاق واسع، فقد يصبح أداة فعالة لمراقبة تطور المرض والاستجابة للعلاج.
مرض السكري والحماض الكيتوني
الأشخاص الذين يعانون من سوء إدارة مرض السكري معرضون لأمراض اللثة وجفاف الفم، وكلاهما قد يسبب رائحة الفم الكريهة، ولكن من العلامات المثيرة للقلق بشكل خاص رائحة الفم الكريهة أو رائحة الأسيتون، والتي قد تشير إلى الحماض الكيتوني السكري (DKA)، وهو من المضاعفات التي قد تهدد الحياة، وفي حالة الحماض الكيتوني السكري، يقوم الجسم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة، مُطلقًا الكيتونات الحمضية في الدم، ويمكن أن تُعطي هذه الكيتونات رائحة تُشبه طلاء الأظافر، فإذا لاحظت هذه الرائحة وظهرت عليك أعراض مثل التعب أو الغثيان أو الارتباك، فاستشر الطبيب، حيث يُمكن للعلاج الفوري أن يمنع الجفاف الشديد وفشل الأعضاء والغيبوبة، مما يجعل التعرّف المُبكر على هذه الرائحة المميزة أمرًا بالغ الأهمية لمرضى السكري.
الفشل الكلوي
قد تشير رائحة النفس الكريهة التي تشبه رائحة السمك أو الأمونيا إلى خلل في وظائف الكلى، وفي حالة الفشل الكلوي، يعجز الجسم عن التخلص من الفضلات والسموم، مما يؤدي إلى تراكمها في الدم، ويمكن أن تفرز هذه المواد عبر الرئتين، مسببةً رائحة كريهة، ويُعرف هذا العرض طبيًا باسم "النفاخ اليوريميّ"، وغالبًا ما يظهر في المراحل المتأخرة من مرض الكلى، وقد يصاحبه تعب وتورم وتغيرات في التبول.
انقطاع التنفس أثناء النوم
رائحة الفم الكريهة الصباحية شائعة، ولكن إذا كانت قوية ومستمرة بشكل خاص، فقد تشير إلى اضطراب في النوم مثل انقطاع النفس النومي، وغالبًا ما يتنفس المصابون بانقطاع النفس عبر أفواههم ليلًا بسبب انسداد مجرى الهواء، مما يؤدي إلى جفاف الفم وزيادة نمو البكتيريا، حيث يُقلل التنفس عبر الفم من تأثير اللعاب الطبيعي على التطهير، مما يسمح للبكتيريا المُسببة للرائحة بالنمو، وإذا اقترنت رائحة الفم الكريهة بالشخير أو النعاس أثناء النهار، فقد يلزم إجراء دراسة نوم.
مرض الارتجاع المعدي المريئي ومشاكل الجهاز الهضمي
يمكن أن يُسهم ارتجاع الحمض ومرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) في رائحة الفم الكريهة، فعندما يرتجع حمض المعدة إلى المريء، قد يحمل معه طعامًا مهضومًا جزئيًا أو غازات معوية، مما يُنتج رائحة حامضة أو مُرة، وقد يلاحظ أطباء الأسنان أيضًا علامات ارتجاع المريء، مثل تآكل مينا الأسنان أو احمرار والتهاب الحلق، في بعض الحالات، رُبطت بكتيريا الملوية البوابية "جرثومة المعدة"، وهي بكتيريا تُسبب القرحة، برائحة الفم الكريهة المستمرة.
الحساسية والتنقيط الأنفي الخلفي
يمكن أن تؤدي التهابات الجهاز التنفسي والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى رائحة الفم الكريهة من خلال زيادة إنتاج المخاط، ويسمح التنقيط الأنفي الخلفي للمخاط بالتجمع في الجزء الخلفي من الحلق، حيث يمكن أن يغذي البكتيريا ويسبب رائحة كريهة، وقد يُجبر احتقان الأنف أيضًا على التنفس عبر الفم، مما يزيد من جفاف الفم وتفاقم الرائحة، فإذا كنت تعاني من احتقان متكرر ولاحظت رائحة فم كريهة مستمرة، فقد يكون من المفيد إجراء تقييم لمشاكل الجيوب الأنفية أو الحساسية.
تسوس الأسنان وأمراض اللثة
لعل إهمال نظافة الأسنان هو السبب الأكثر شيوعًا لرائحة الفم الكريهة، إذ قد يؤدي إلى أمراض اللثة (التهاب اللثة)، وتسوس الأسنان، والالتهابات، وكلها تُسبب رائحة كريهة، لأنه عندما تُحلل البكتيريا جزيئات الطعام العالقة في التجاويف أو جيوب اللثة، تُطلق مركبات كبريتية كريهة الرائحة، لذل يُعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وزيارة طبيب الأسنان بانتظام أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط لصحة الفم، بل أيضًا للكشف عن المشكلات الجهازية الأكثر خطورة التي قد تظهر في الفم أولًا.
سرطان المعدة
على الرغم من ندرته، يُمكن أيضًا اكتشاف سرطان المعدة من خلال التنفس، فقد طوّر باحثون أدوات لتحليل التنفس تُحدد بعض المركبات المرتبطة بسرطانات المعدة والمريء، وفي إحدى الدراسات، حققت هذه التقنية دقة بلغت 85% في التمييز بين مرضى السرطان والمصابين بأمراض حميدة، ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث، قد تُوفر اختبارات التنفس يومًا ما خيارًا أكثر أمانًا وسرعة وسهولة في الفحص المبكر للسرطان.

Trending Plus