نتنياهو واحتلال غزة.. بين المناورة والخداع

لاشك أن نتنياهو يعتمد على استراتيجية الخداع الاستراتيجي، وأسلوب المنارة في ظل حربه العدوانية على قطاع غزة، وعلى كل مواجهاته العسكرية سواء في جنوب لبنان أو سوريا أو مع إيران، وهو ما يؤكده تصرفه وإصراره على إدخال كلمة احتلال على خطة احتلال غزة قبل موافقة الكابنيت بلحظات، نقول هذا في ظل حديث متسع للإعلام بأن نتنياهو ذهب – كالعادة – إلى اتباع سياسة التضليل، فهناك تقارير إعلامية تتحدث أن الكابنيت منح الجيش شهرين كاملين حتى يستعد للاحتلال، أي عمليات وحصار لكن دون احتلال، الأمر الذي جعل الوزير المتطرف سموترتش يقول إن شيئاً لم يتغير في سياسة نتنياهو .
وتقارير إعلامية أخرى تتحدث أن الهدف الآخر من وراء هذا الخطة، خدمة أهداف نتنياهو السياسية، والشخصية، فهو يحتاج إلى إطالة أمد الصراع حتى يبقي على حكومته، لأنه يعرف أن وقف الحرب سيفتح ضده الحرب الأساسية التي يخشاها، وهي الحرب الداخلية لإسقاط حكومته، فضلا عن أن زامير – رئيس الأركان الحالي- درس هذه الخطة بعمق وتدخل في تفاصيلها وأقرها بالتنسيق والتفاهم مع نتنياهو، لكنه اصطدم بواقع مختلف على الأرض بعدما التقى ضباط ، أكدوا له أخطارها واستشعر أوضاع الجنود وإحباطهم من هذه الحرب، وبالتالي تراجع ووضع خطة بديلة يتم فيها فرض حصار على الفلسطينيين في 3 مناطق ودفعهم إلى الجنوب لتشجيع الترحيل والقيام بضربات محدودة لقوات «حماس»، بقضم مناطق سيطرتها ولكن من دون الاحتلال الشامل.
وختاما نستطيع القول، إن نتنياهو يتبع كل شيء من أجل تحقيق كل شيء ، ونجاح خطة الاحتلال يتوقف ومرهون على ردود الفعل العربية والدولية والأمريكية، صحيح حصل نتنياهو على ضوء أخضر من ترامب، لكنه لو نجحت الضغوط العربية والدولية سيتراجع وتفشل الخطة، لذا، نكرر ضرورة أن يكون هناك إرادة عربية موحدة للضغط بشكل مختلف عن الضغوط السابقة على الأقل بالتلويح بورقات ضغط أخرى تفهمها واشنطن على أنها تهديد لمصالحها، فضلا عن ضرورة مراجعة حركات المقاومة مواقفها والنظر إلى ما آلت إليه الأمور وتقديم الوحدة وحماية الشعب على أي شيء على الأقل في الوقت الراهن..

Trending Plus