أكثر من 70 مفتيا من دول العالم يؤكدون من بالقاهرة: نصرة أهلنا في فلسطين فريضة دينية ووطنية مصيرية لا يجوز التهاون فيها.. وإطلاق برامج توعية لتثقيف الجمهور حول مخاطر الاعتماد على الفتاوى غير الموثوقة

بمشاركة أكثر من 70 دولة انتهت فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء لمناقشة "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي نظمته دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية-، تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"،والذى عقد علي مدار يومين ،حيث يعد المؤتمر منصة دولية لمناقشة مستقبل صناعة الإفتاء في ظل الثورة التقنية، وفرصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في وضع أطر ومعايير علمية لتأهيل المفتي المعاصر، القادر على الجمع بين عمق التأصيل الشرعي وفهم الواقع الرقمي، واستيعاب التحديات والفرص التي تطرحها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتناول المؤتمر خمسة محاور رئيسية، يأتي المحور الأول بعنوان: "تكوين المفتي الرشيد العصري"، بينما يناقش المحور الثاني قضية "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي"، فيما يطرح المحور الثالث موضوعًا بعنوان: "المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي"، إلى جانب محور رابع يناقش "الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي"، ومحور أخير لمناقشة "تجارِب مؤسسات الفتوى في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".
وانتهى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات الأساسية، وجاء أبرزها على النحو الآتي:
أولا: نؤكد على مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها قضية العرب والمسلمين جميعاً، وأنّ نصرة أهلنا في فلسطين تمثل فريضةً دينيةً ووطنيةً مصيرية لا يجوز التهاون فيها. مع الدعوة إلى تكثيف المؤسسات الدولية والحكومات لإغاثة شعبنا الفلسطيني وتقديم، وتقديم الدعم الإنساني العاجل دون عوائق، حمايةً للأرواح البريئة ونصرةً للقضية العادلة.
ثانيا: نشدد على وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الخلافات، والالتفاف حول الثوابت الجامعة؛ إدراكًا منا للتحديات الكبرى التي تواجه الأمة، والتأكيد المتكرر على أن وحدة الكلمة وصلابة الصف من أهم ضمانات الثبات أمام التحديات، فالأمّة تواجه اليوم تحدياً كبيراً في تحقيق وحدتها والمحافظة على كيانها؛ لذا نهيب بعلماء الأمتين العربية والإسلامية أن يعيدوا الصُّلة بينهم ويشدّدوا عرى الأخوّة الإسلامية، فإنّ حفظ هذه الوحدة هو ضمان لمستقبل الأمّة وثباتها.
ثالثا: ندعو المؤسسات الإفتائية والعلمية إلى تبنّي أعلى معايير الحيطة والدقة في عصر الفتوى الرقمية. وضرورة ترسيخ ضوابط فقهية وأخلاقية تحكم الفتاوى المنشورة عبر الوسائط الرقمية، نظرا لسرعة الانتشار والتداول الواسع، ما يجبرنا على مزيد من التدبّر قبل الإفتاء، فالانتشار الهائل للفتوى ينذر باضطرابات قد نخطئ في تحكيمها، وإنّ الأحكام الشرعية التي نُبلِّغها يجب أن تُستنبَط من معين علمي راسخ، حتى لا تتحوّل الفتوى إلى باب فتنة داخل المجتمعات؛ لذا فإنه من مسؤوليتنا ترسيخ الضوابط التي تحكم كل فتوى تُنشر عبر وسائل الاتصال الرقمي، لحفظ وحدة مبادئنا وعدم تفتيت مجتمعاتنا.
رابعا: نؤكد على أن المؤسسات الإفتائية الرسمية هي الحصن المنيع لحماية الشرع من الفتاوى المغلوطة، وكذا حماية المجتمعات من الخلل الفكري مما يزيد من مهمة توحيد جهودها وآليات عملها.
خامسا: يدعو المؤتمر إلى وضع أطر أخلاقية صارمة للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مصدرها النموذج المعرفي الإسلامي. فنحن نعلمُ أن الإسلام يكد على أهمية العلم ولا يقف ضد التقنية وكل مستجدات العصور بل يوجّه استخدامها لخدمة الإنسان، ومن أعظم هذه الضوابط: مراقبة الله تعالى، والصدق والأمانة في نقل المعلومات، وصيانة خصوصية الأفراد، ورفض أي تزييف أو تحريض قد يمسّ بالأمن والاستقرار المجتمعي والإنساني.
سادسا: يؤكد المؤتمر أن التطور وتقدّم العلم أمرٌ إلهيٌّ يجب استثماره في مصالح الناس، وعليه ندعو العلماء إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث والدعوة بتطوير تطبيقات تيسّر وصول الناس إلى المصادر الموثوقة والمرجعيات الصحيحة، وتعزيز القدرة على استخراج الأحكام من مصادرها، وبذلك تتحول النوازل المعاصرة إلى سوابق فقهية مدروسة، من خلال اجتهاد علمي يقوده المتخصصون.
سابعا: يؤكد المؤتمر على أهمية الاستشراف الفقهي لمواجهة مستجدات العصر، وذلك بإنشاء برامج بحثية موسعة لدراسة قضايا المستقبل بهدف استباق المستجدات بحلول شرعية راسخة، فواجب المفتي ألا يغلق باب الاجتهاد قبل أن يعرف ما قد تثيره التكنولوجيا والعلوم الحديثة. وبناءً على ذلك، نهيب بدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات العلمية أن تضع برامج بحثية موسعة لدراسة قضايا الغد؛ كالتقنيات الغامضة والحرب الإلكترونية وغيرها؛ كي نكون سبّاقين في استنباط الأحكام الصحيحة واستخراج حكم الله على المستجدات.
ثامنا: نشدد على أهمية التأهيل المزدوج للمفتين شرعيًا وتقنيًا، مع إدراج مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي والوسائط الرقمية ضمن مناهج إعداد المفتين وبرامج تدريبهم، بحيث يجمع المُفتي بين رسوخ العلم الشرعي والإلمام الوافي بأدوات التكنولوجيا الحديثة.
تاسعا: تعزيز العمل المؤسسي الرقمي في دور وهيئات الإفتاء، من خلال تطوير البنية التحتية الإلكترونية، ودعم إنشاء المنصات الرقمية التفاعلية لإصدار الفتاوى، وتفعيل قواعد بيانات وشبكات الاتصال بين الهيئات الإفتائية عالميًا لتسهيل التواصل وسرعة الاستجابة.
عاشرا: تعميق التعاون بين هيئات الإفتاء ومراكز البحث والمنظمات الدولية، بهدف تبادل الخبرات وإثراء الدراسات المشتركة حول القضايا المستجدة، وإقامة شراكات إستراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية والتقنية لتطوير أدوات الإفتاء وبيان الأحكام الشرعية.
حادي عشر: مواجهة خطاب الكراهية والتطرف الرقمي بحزم، من خلال تطوير آليات رصد المحتوى المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي، وإطلاق مبادرات توعوية لنشر قيم التسامح والاعتدال والعيش الآمن على مستوى العالم.
ثاني عشر: دعم التنوع الثقافي وترسيخ التعايش السلمي، واحترام الخصوصيات المحلية للمجتمعات وترسيخ قيم الحوار بين الأديان والثقافات وجعل الفتوى جسرًا للتواصل بين الشعوب؛ تعزيزًا للسلم المجتمعي، وتأكيدًا على عالمية رسالة الإسلام في تحقيق السلم والوئام.
ثالث عشر: تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الفتوى المعتدلة، وتشجيع الابتكار في البرمجيات الإفتائية وتطبيقات الهواتف والمنصات الرقمية، مع ضرورة توفير الدعم الفني والمالي للمبادرات التي تيسر الوصول إلى الفتوى الصحيحة بلغات متعددة، وذلك بهدف تنقية الخطاب الديني من الشبهات والأفكار المغلوطة، وتيسير الوصول إلى الفتوى المعتبرة بلغات متعددة وفي الوقت المناسب.
رابع عشر: الحث على تشجيع البحث العلمي التطبيقي في مجال الإفتاء الرقمي، مع دعم الدراسات التي تبحث في تكامل العلوم الشرعية مع التكنولوجيا الحديثة لضبط الممارسة الإفتائية.
خامس عشر: إطلاق برامج توعية لتثقيف الجمهور حول مخاطر الاعتماد على الفتاوى غير الموثوقة عبر المنصات المفتوحة وطلب الجواب الشرعي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي لا تخضع للمراجعة والتقييم، وحث الجمهور على الرجوع إلى المؤسسات المعتمدة.
سادس عشر: إدماج قضايا المناخ في أولويات المؤسسات الإفتائية وإشراك القيادات الدينية في معالجة قضايا التغيُّر المناخي، من خلال تفعيل دور العلماء والمفتين في التوعية بمبادئ الحفاظ على البيئة وفق تعاليم ديننا الحنيف، إضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المعنيّة لإبراز البعد الأخلاقي والديني في جهود مكافحة تغير المناخ.

وزير الاوقاف

الحضور فى المؤتمر

الحضور

الدكتور نظير محمد عياد

الحضور

الكتور أسامة الأزهرى

جانب من الحضور

كلمة الدكتور أسامة الأزهرى

كلمة مفتى الجمهورية

مؤتمر صناعة المفتي الرشيد
.jpg)
مؤتمر صناعة المفتى الرشيد
.jpg)
من فعاليات مؤتمر صناعة المفتى
.jpg)
حضور مؤتمر صناعة المفتى الرشيد
.jpg)
السلام الجمهورى فى بداية المؤتمر
.jpg)
مؤتمر صناعة المفتى الرشيد بعصر الذكاء الاصطناعى
.jpg)
مؤتمر صناعة المفتى الرشيد بعصر الذكاء الاصطناعى
.jpg)
الدكتور أحمد نعينع
.jpg)
منصة مؤتمر صناعة المفتى الرشيد

Trending Plus