خيانة على أعتاب العدو وصمت عن مذابحه.. باحث فى شؤون الجماعات المتطرفة يكشف لماذا صمت الإخوان عن سيطرة الاحتلال على غزة واكتفوا بالهجوم على مصر؟.. وخبير علاقات دولية: الجماعة أصبحت أداة منحطة فى يد أعداء الأمة

فى مشهد يندى له الجبين وتخجل منه الوطنية، خرجت عناصر جماعة الإخوان الإرهابية فى تظاهرة أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، ليس لمهاجمة الاحتلال الإسرائيلى الذى أعلن سيطرته على غزة، ولا لنصرة أهل القطاع الذين يتعرضون لأبشع أنواع القتل والتجويع، بل للهجوم على مصر الدولة الوحيدة التى فتحت معبرها وقدمت المساعدات وتحملت عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية.

تجاهل الإخوان قرار الاحتلال بالسيطرة على غزة، وغضّوا الطرف عن جرائم إسرائيل، ولم نسمع لهم صوتًا يدين المذابح أو الحصار، ليؤكدوا من جديد أن عداءهم الحقيقى ليس مع العدو الصهيونى، بل مع الوطن الذى لفظهم.

باحث يكشف لماذا صمت الإخوان عن سيطرة الاحتلال على قطاع غزة واكتفوا بالهجوم على مصر؟

وفى هذا الإطار علق هشام النجار الباحث فى شؤون الجماعات المتطرفة، على صمت جماعة الإخوان الإرهابية على فكرة سيطرة الاحتلال على قطاع غزة فى حين وقفوا محتجين أمام السفارة المصرية فى تل أبيب مهاجمين الدولة المصرية فى مشهد عبثى، بقوله: أنا أرى أن هناك تحالف واشتباك ممنهج على المستوى الاستراتيجى بين إسرائيل وأمريكا من جهة وبين الإخوان وعموم ما يعرف بتيار الإسلام السياسى من جهة أخرى حيث أن هذا التيار خاصة الإخوان وأفرعه هى ركن أساسى من خطة تغيير خريطة الشرق الأوسط وتعديل الموازنات لصالح إسرائيل، فلولا الإخوان ومن معها من جماعات ضالة خائنة ما استطاعت أميركا أولا - بالطبع لصالح إسرائيل - أن تصرف النظر عن الجهاد ضد المحتل الحقيقى وهو إسرائيل وتحرير فلسطين لتأخذ الإخوان وكل المضللين معها والمأجورين للقتال فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتى السابق، وتسبب ذلك فى أن تأخرت قضية فلسطين ولم تعد الأولوية وتم غض الطرف عن إسرائيل وما ترتكبه من جرائم وما تنفذه من خطط توسع، وأيضا تم توجيه السلاح العربى والإسلامى لخدمة الأهداف الأمركية والغربية.

وأضاف "النجار" فى تصريحه لـ "اليوم السابع" أنه لولا الإخوان ومن معها من جماعات خائنة ضالة لما استطاعت إسرائيل الوصول إلى هذه المرحلة من الغطرسة والاستكبار والعلو والافساد فى الأرض خاصة بالنظر لجهود هذه الجماعة فى إضعاف الدول العربية الرئيسية وتقويض جيوشها ومؤسساتها من العراق إلى سوريا.. إلخ فصارت المنطقة بعد ضربات الإخوان والقاعدة فى العمق العربى ضد الجيوش العربية وأجهزة الأمن ساحة شبه فارغة تسرح وتمرح فيها إسرائيل وأجهزتها وجهازها الاستخبارى كما تشاء.

واستطرد حديث قائلا: لولا الإخوان ومن معها من جماعات خائنة ما استطاعت إسرائيل محو غزة والتجرؤ على إخراج ملف التهجير من الأدراج والتحمس لتصفية القضية بعد أن أدت مهمتها هى وأفرعها وحلفاؤها الاقليميين فى منح إسرائيل المبرر لذلك تحت زعم التهديد الذى شعرت به بعد عملية طوفان الأقصى المريبة.

وأكد الباحث فى شؤون الجماعات المتطرفة، أن الإخوان ضالعة تماما فى مشروع الشرق الأوسط الجديد صحبة إسرائيل وأميركا وتطمع فى جائزة ترضية ومكافأة، فبعد أن تنال إسرائيل ما تريد من تصفية القضية ومن تهجير حينها تنال الإخوان جزءا من الأرض تحكمه بتصوراتها الرجعية تحت عنوان زائف وهو الحكم الإسلامى، لكنه حكم مرضى عنه من راعيتها أميركا فهو بلا جيش يردع وبلا امتلاك أى مقدرة على رد أى عدوان أو توسع إسرائيلى بالعمق العربى، حيث ترضى الإخوان بحكم شكلى عبارة عن تسيير إدارى كحكم بلدية من البلديات تقتصر على إدارة الشؤون الصحية والتعليمية والنظافة والنفايات مقابل نيل الرضا والدعم الغربى والإسرائيلي.

وأشار إلى أن هذا واضح تماما من تحركات الإخوان ليس الآن فقط بل منذ بداية تأسيس الجماعة مرورا بالستينات والثمانينات إلى ما بعد أحداث يناير إلى ما بعد إسقاط الجماعة وعزلها عن السلطة إلى ما بعد عملية طوفان الأقصى إلى اليوم، وأيضا واضح تماما من بيانات وتصريحات الإخوان ونشطاؤها الهاربون ويكفى فقط إلقاء نظرة والاستماع لما يطرحونه من خيانات علنية.

خبير علاقات دولية: الجماعة أصبحت أداةً منحطةً فى يد أعداء الأمة

فيما أكد الدكتور طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية، أنه يُثير الصمت المطبق المريب لجماعة الإخوان المسلمين تجاه قرار حكومة الاحتلال بإعادة السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة تساؤلاتٍ مشروعةً حول دوافعهم الحقيقية وبوصلة ولاءاتهم المشبوهة!.

وأوضح "البرديسي" فى تصريحه لـ "اليوم السابع" أنه فى الوقت الذى تتعرض فيه غزة لعدوان مستمر، وتُرتكب فيه انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، يختار الإخوان توجيه سهامهم نحو مصر، الدولة التى لم تدخر جهدًا فى دعم القضية الفلسطينية.

وشدد على أن هذا الموقف المتخاذل يُفسر على أنه محاولة لتشويه صورة مصر ودورها المحورى فى دعم القضية الفلسطينية. فمصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تتوانَ عن تقديم الدعم الإنسانى والسياسى لغزة، ورفضت محاولات التهجير القسرى، وفتحت معبر رفح لإدخال المساعدات، فى حين يسعى الإخوان إلى تقويض هذه الجهود من خلال تحركاتٍ مريبةٍ فى توقيتها.

وأكد أن التحركات الأخيرة للإخوان تكشف عن تنسيق محتمل مع الاحتلال الإسرائيلى، خاصةً فى ظل سماح السلطات الإسرائيلية لهم بالتظاهر، هذا التواطؤ يُظهر أن الجماعة قد أصبحت أداةً منحطةً فى يد أعداء الأمة، تسعى لتحقيق مصالحها الإجرامية على حساب القضايا الوطنية والقومية.

وشدد على أن تصرفات الإخوان الأخيرة تُعد خيانةً للقضية الفلسطينية، وخيانةً للأمتين العربية والإسلامية وعارًا وشنارًا وتؤكد أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، بعيدًا عن تطلعات وآمال الشعوب الحرة،ففى الوقت الذى تتعرض فيه غزة للعدوان، يختارون مهاجمة مصر، الدولة التى وقفت دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطينى، فأهدافهم تتعارض مع مصالح الأمة وتتقاطع مع مخططات إسرائيل.

وأضاف أنه على الشعوب العربية والإسلامية أن تكون على وعى تام بهذه التحركات المشبوهة، وأن تدرك أن دعم القضية الفلسطينية لا يكون من خلال المتاجرة بها، بل من خلال مواقف صادقة ومخلصة، كما تفعل مصر.
وأنهى حديثه بقوله أن الإخوان، بتصرفاتهم هذه، يُظهرون أنهم ليسوا سوى ثلة من الشداد الخونة، يجب الحذر منهم، والعمل على فضح مخططاتهم التى تستهدف استقرار وأمن المنطقة.