هل سينجح لبنان فى حصر السلاح؟.. الجيش يواجه تحديا حتى 31 أغسطس.. حزب الله يصعد: لن نسلم "إبرة" من سلاحنا.. دخول إيران على الخط يزيد المشهد تعقيدا.. لبنان يستنكر تصريحات مستشار الخمينى.. ولاريجانى يزور بيروت

يمر لبنان بمرحلة دقيقة تعيد رسم توازنات داخلية تنعكس على وضعه الإقليمى، حيث تتجه الحكومة لحصر القوة المسلحة فى يد الجيش وهو القرار الذى اتخذته الحكومة فى اجتماعها الخميس الماضى؛ وأعطت مهلة للجيش اللبنانى بتقديم آلية تنفيذية بنهاية أغسطس الجارى، مما يعنى إنهاء وجود سلاح حزب الله، وهو ما يقابله الحزب بالرفض وإبداء استعداده للتصعيد.
يزداد المشهد الداخلى فى لبنان تعقيدا فى ظل تدخل إيران، التى تدعم حزب الله للمرة الاولى بشكل معلن وواضح، بعد أن كانت تتركه للمواجهات منفردا، باتت طهران تسعى للانخراط المباشر فى الساحة الداخلية بلبنان.
تصعيد من الحزب
ويتأخذ موقف حزب الله منحى تصاعديا، حيث اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إيهاب حمادة أن ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية، لافتا إلى أن الشعب سيسقطها ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية المقبلة، وقال أن المقاومة لن تسلم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل.
إيران تجدد دعمها
من جانبها، جددت إيران تأييدها لموقف حزب الله بامتلاك السلاح، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن من حق لبنان الدفاع عن نفسه ضد إسرائيل وهذا لا يمكن أن يتم دون سلاح، وذلك، فى إشارة إلى ملف نزع سلاح حزب الله.
وتأتى تصريحات الخارجية الإيرانية، بعدما استنكر وزير الخارجية اللبنانى يوسف رجى، تصريحات أدلى بها على أكبر ولايتى مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى، أعلن فيها معارضة طهران مساعى نزع سلاح حزب الله، وقال أن طهران لا تزال تدعم "المقاومة" فى لبنان.
واعتبر الوزير اللبنانى تصريحات ولايتى تدخلًا سافرًا فى شؤوننا الداخلية وغير مقبولة بأى حال من الأحوال.
وعلى صعيد متصل، يزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني على لاريجانى بيروت، الأربعاء المقبل، وذلك عقب زيارة بدأها اليوم الاثنين إلى العراق.
وأوضح لاريجانى، أن زيارته ستنقل رسائل إلى بيروت، مؤكدا أن لبنان بلد مهم وفاعل تربطه بإيران روابط حضارية وتاريخية، وتعاون واسع فى القضايا الإقليمية.
وأضاف أنه سيجرى محادثات مع مسؤولين وشخصيات لبنانية مؤثرة حول الظروف الراهنة، والوحدة الوطنية، واستقلال البلاد، وتعزيز العلاقات التجارية، والتطورات الأمنية، مشيرا إلى أن هذه المشاورات يمكن أن تسهم فى إرساء الاستقرار بالمنطقة".
وأضاف لاريجانى أن هناك جذورًا حضارية مشتركة بين إيران ولبنان، ولهذا السبب فإن تعاوننا مع الحكومة اللبنانية له تاريخ ونطاق واسع"، مضيفًا أن هناك تشاور بين البلدين.
وقال لاريجانى أيضًا ردًا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارات تحمل رسالة: "هناك رسائل سننقلها".
وأضاف: "مواقفنا فى لبنان واضحة، ورأينا أن الوحدة الوطنية قضية مهمة يجب الحفاظ عليها، استقلال لبنان مهم لنا دائمًا، وتُعد زيادة العلاقات التجارية بين البلدين قضية مهمة".
لبنان يرفض التدخل الإيرانى
أعرب لبنان عن استنكاره هذه التصريحات الإيرانية، واعتبرها تدخلا سافرا وتعديا على سيادته.
وقد سبق أن أعربت وزارة الخارجية والمغتربين بلبنان، الأسبوع الماضى، عن رفضها التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى فى وقت سابق، والتى تناول فيها مسائل لبنانية داخلية لا تعنى الجمهورية الإسلامية بأى شكل من الأشكال، هى مرفوضة ومدانة وتشكل مساسًا بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، وتعدّ تدخلًا فى شؤونه الداخلية وقراراته السيادية، وفق الوكالة الللبنانية للإعلام.
وشددت "الخارجية" ـ فى بيان لها ـ على أن العلاقات بين الدول لا تبنى الا على أساس الاحترام المتبادل والنّية، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية، والالتزام الكامل بقرارات المؤسسات الدستورية الشرعية.
ومن غير المقبول على الإطلاق أن توظّف هذه العلاقات لتشجيع أو دعم أطراف داخلية خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها وعلى حسابها".
وكانت إيران قد أعلنت تأييدها لموقف حزب الله ؛ حيث قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، أن إيران تدعم حزب الله فى قراراته، بعد أن رفض حزب الله خطة الحكومة اللبنانية لتجريده من سلاحه، وأن أى قرار فى هذا الشأن سيعود فى نهاية المطاف إلى حزب الله، مضيفًا: "نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل فى قراراته".
وأضاف عراقجى: أن حزب الله "أعاد بناء" قدراته بعد النكسات التى تعرض لها فى الحرب مع إسرائيل العام الماضى السعى لنزع سلاح حزب الله ليس موضوعًا جديدًا، فقد جرت محاولات مماثلة فى السابق، وأسبابها معروفة، إذ أثبت سلاح المقاومة فعاليته للجميع فى ساحة المعارك.

Trending Plus