ضربة قاتلة للإرهابية.. باحث فى شؤون الجماعات المتطرفة يكشف لـ"اليوم السابع" ماذا يعنى تصنيف أمريكا للإخوان منظمة إرهابية؟.. خبير علاقات دولية يؤكد: لن يسعفهم الدستور الأمريكى بمنظومة حرياته

يُشكل تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، تحولاً جذرياً في التعاطي الدولي مع الجماعة، ويؤكد على ضرورة مواجهة الفكر المتطرف بكل حزم، حفاظاً على الأمن والاستقرار العالمي، ويعد تصريح ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي، أن وزارته على وشك تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، فى غاية الأهمية وهو ما نوضح تبعياته فى السطور التالية.
باحث في شئون الجماعات المتطرفة يكشف معنى تصنيف أمريكا للإخوان منظمة إرهابية
التصنيف كمنظمة إرهابية يعني حظر نشاطها وتجريم كل من ينتسب لها ومعاقبته قضائيا ومصادرة أموالها وسحب كل المراكز والجمعيات التابعة لها وتجريم كل من يمولها أو يبث دعاية تخدمها، بهذه الكلمات استهل هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة تعليقه على الأمر، وفى الوقت ذاته رأى أنه مستبعد لأسباب كثيرة حيث أنه سيمثل ضربة قوية للتنظيم الدولى للإخوان لأن هذا التنظيم الخائن الإرهابي كانت له رئتان يعيش بهما الأولى مصر والمنطقة العربية وهذه تعطلت وتم اعطابها، والثانية رئة وجوده في أمريكا ودول أوروبا ولا تزال هذه تعمل لكن بشكل متفاوت بين دولة وأخرى.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة لـ "اليوم السابع" أنه إذا تم حظر الجماعة في أمريكا فهذا يمثل ثاني أكبر ضربة لها بعد الضربة الموجعة التي تلقتها في مصر أثناء وبعد ثورة يونيو.
وأوضح أن تصريح ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي، أن وزارته على وشك تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، فهو مكرر وهدفه فقط التلويح والضغط والاستهلاك الداخلي والخارجي.
وأشار إلى أن المسؤولون الأمريكيون يتحدثون منذ فترة طويلة بهذا الشأن ولا يحدث شيء على الإطلاق نظرا لأن الجماعة متغلغلة داخل مراكز قوى وداخل اللعبة السياسية ولعبة الانتخابات في أمريكا، ولها تحالف قوي مع اليسار الديمقراطي الذي يوظفها لأهداف سياسية ودينية خاصة بخدمة المشروع الصهيوني وزعزعة استقرار الدول العربية، فمن الصعب اتخاذ قرار بحظر النشاط ولدى الجماعة هذا النفوذ بالداوائر الأمريكية، وذلك بالإضافة إلى أن هناك تحالف ضمني بين الإخوان والأجهزة الأمريكية مبني على مصالح متبادلة حيث تعهدت الجماعة بعدم الأضرار بالداخل الأمريكي وبأن تمضي على الخط المرسوم لها في ملفات الشرق الأوسط مقابل أن تغض أمريكا عنها الطرف وعن نشاطاتها المتنوعة والتي تشمل مجالات الاستثمار والتجارة وإدارة المراكز والمساجد وما غير ذلك، كما تعهدت الإخوان الأمريكيين بالمساعدة في كبح وتحجيم نشاطات من يتبنون الإرهاب العالمي العابر للحدود الذي يستهدف عمق أمريكا، في حين تكون الجماعة مستعدة دائما للقتال والتفجيرات والاغتيالات واستهداف العمق العربي.
وأنهى حديثه بقوله: لا تزال جماعة الإخوان كما كانت دائما منذ تأسيسها تمثل أهمية قصوى لأمريكا كأداة وظيفية في ملفات تراها واشنطن من أولوياتها فالجماعة بمثابة عصا ضغط وتهديد وأداة تخريب وفوضى يتم إطلاقها في التوقيت المناسب وفي المكان المحدد سلفا بما يخدم مخطط ما معد سلفا، لذلك أرى أن اقدام واشنطن على تنفيذ هذه الخطوة مستبعدا.
خبير:ضربةً قوية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين
وقد علق الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، باقتراب تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بقوله: هذا يعني أن الحكومة هناك تعتبرها تهديدًا للأمن القومي الأمريكي و لمواطنيها، موضحا أنه يترتب على هذا التصنيف فرض عقوباتٍ تشمل تجميد الأصول المالية، وحظر التعاملات المالية، وتقييد السفر، بالإضافة إلى إمكانية ملاحقة الأفراد المرتبطين بها قانونيًا.
وأضاف "البرديسي" في تصريح لـ "اليوم السابع"، أنه يُمكن اعتبار هذا التصنيف ضربةً قوية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وذلك لأنه يُصعّب من قدرة الجماعة على جمع التبرعات والتواصل مع الداعمين في الولايات المتحدة وخارجها ،مما يؤثر على تمويلها وأنشطتها الدولية.
وأكد أنه يُعزز التصنيف من موقف الدول التي تعتبر الإخوان منظمةً إرهابية، وقد يدفع دولًا أخرى لاتخاذ مواقف مماثلة، مما يُضعف بل يقوض الجماعة على الساحة الدولية ويجعلها بعد فترة نسياً منسيا كتنظيم ٍ فاعل على الأرض وليس كأفكار نظرية وأطروحات فلسفية.
وأشار إلى أن هذه خطوة غير مسبوقة لها مابعدها ،وسيتم ملاحقة الأفراد المنتمين والمرتبطين للتنظيم الدولي ولن يسعفهم الدستور الأمريكي بمنظومة حرياته وحقوق الأفراد وراء الأطلسي لأنه ليس هناك أهم من منظومة الأمن القومي الأمريكي.

Trending Plus