عصام عبد القادر يكتب عن أوهام رئيس وزراء إسرائيل: وعي المصريين وصلابة موقف القيادة السياسية.. ردع كافة سياسات الاحتلال.. مستعدون للمواجهة.. نذكر إسرائيل بالدرس القاسي.. دعم القضية الفلسطينية لا زحزحة عنه

حالة الإفراط في التمني يبدو أنها تحولت لمستوياتها المرضية، من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني؛ حيث بدى الوهم والتطلع تجاه ما وصفه في حديثه المتلفز بإسرائيل الكبرى، وإظهار الأطماع في المنطقة، التي تستهدف التوسع على حساب سيادة الدول المجاورة، وفي خرائطه المزعومة، التي يحاول أن يعزز من خلالها فكرة امتداد الهيمنة الإسرائيلية، وهذا دون مواربة، أثار حفيظة ووجدان الأحرار من مصر، والوطن العربي قاطبة.

الدول المستقرة، التي تحمي مقدراتها بسواعدها، من خلال مؤسساتها العسكرية، وتضحيات شعوبها، لا يضيرها تصريحات جوفاء، خالية من المعنى، تستهدف فقط إثارة الرأي العام؛ فتلك الدول لديها على الأرض مقومات الردع والرد المباشر، حال التجرؤ على أرضها، أو محاولة النيل منها، ومصر من أولى هذه الدول، التي تمتلك الإرادة، والمقدرة، والعزيمة، والمقومات الكاملة، كما تحوز وجدان شعبي، لديه جاهزية تامة لدحر كافة مخططات العدو دون تردد.


سيادة الدول تحميها مؤسساتها الوطنية، ولحمتها القومية، التي تقوم على وعي مفعم بحب تراب الوطن، وعشق مكنونه؛ ومن ثم تعد صلابة مصر ومواقفها النبيلة، تجاه كافة القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدة على المصداقية، وتفتك بأي محاولات، تستهدف الانقضاض على المصالح القومية، وفي القلب من ذلك الدفاع عن المقدرات المادية؛ لذا لا مساحة لعرض مخططات، من شأنها تثير الرأي العام الرافض لها، ولا مجال للتلويح بالتعدي على ثوابت راسخة في الوجدان المصري؛ فمن يحاول أن يحقق أطماعه التوسعية على حساب البلد الأمين؛ لن يجد إلا مواجهة عاتية، من سيف ودرع الوطن، ناهيك عن طوفان شعبي جارف يقضي على الأخضر واليابس.


مصر وقيادتها السياسية داعمة للسلم والسلام والاستقرار، وساعية للنهضة، والتقدم في مجالاتها المختلفة، وتعد دولة محورية مؤثرة على المستوى الدولي، وليس لديها أي تحالفات أو أطماع تذكر؛ ومن ثم لا يستطيع أن يعتدى عليها أحد معنويًا أو ماديًا؛ فشعبها أبي، وجيشها جسور، ومؤسساتها قوية، وقيادتها باسلة، وصورة الصبر والحلم وحكمة القوة، لا تعني التفريط في ذرة رمل من بلادنا، التي تسكن في قلوبنا، ومن يريد أن يختبر الصبر وقوة الحكمة فلن يجد إلا ما يطيح بكل مقدراته ومقوماته وأحلامه الزائفة وتوهماته البالية.


أكدت مصر على السلام من خلال موقفها الداعم للقضية الأم، التي تعد من أولويات الأمن القومي المصري، بل، والعربي أيضًا؛ لذا لا يقبل شعبنا العظيم ولا قيادته الرشيدة ولا مؤسسات الدولة المخلصة، ما يتوهم به لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ ومن ثم يعتبر فحوى حديثه غير المتزن بمثابة أوهام سياسية، لا نقبلها جملة وتفصيلًا، ونؤكد أن مثل هذا الحديث يضير بعملية السلام، التي تحرص عليها مصر منذ عقود، وتبدي النوايا الحسنة تجاه تعزيز هذا الأمر.


ما يتفوه به الساسة في إسرائيل، دلالة على فشل سياسي، يتضح من خلاله أطماع مقيتة، لا تزيد الساحة إلا اشتعالًا وفتن لا تنتهي، كما يقوض كل مسارات السلام من جيل تلو أخر، ويزيد من الأحقاد الأغلال بين الشعوب، ويسهم في معدلات الرفض لهذا الكيان الغاصب صاحب الممارسات اللاإنسانية، ويؤجج الكراهية في القلوب بشكل مستدام؛ ومن ثم لا استقرار، ولا سلام، ولا تنمية، ولا نهضة تراها الأوطان، في ظل تعضيد لسياسات مقيتة غير محسوبة، من الكيان الإسرائيلي، التي تفصح عنها ألسنة لا تتذوق المعني قبل المغزى والمأرب.


أرى أن وعي المصريين، وصلابة موقف القيادة السياسية الحكيمة، تعد بمثابة ردع لكافة سياسات الاحتلال، وأنه لا مجال عن سبيل الحوار كحل للقضايا الشائكة والتوصل لنقاط اتفاق لصورة الصراع القائم؛ فالقضية الفلسطينية بالنسبة لنا كمصريين، من مقومات أمننا القومي، ونزع فتيل الأزمات لم تتوان عنه مصر وقيادتها السياسية؛ فالجهود تلو الأخرى لم تتوقف، ومحاولات إيقاف الحرب الدائرة وإمداد القطاع بالمساعدات الإنسانية، تتم على قدم وساق، وما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي لا تقبله الإنسانية جمعاء.


تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة، له تداعيات كونها تدل على نوايا خبيثة، مبيت لها بليل؛ ومن ثم نؤكد على أننا مستعدون للمواجهة؛ فلا مجال لمشروع صهيوني يدشن على حساب الأرض المصرية، مهما بلغت الذرى، ولا أغراض مقيتة يتم تحقيقها في المنطقة العربية بأسرها، وفي هذا المقام نثمن جهود القيادة السياسية الرشيدة في دعمه لمستويات الجاهزية، لقوى الردع المصرية، التي تزود عن مقدرات الوطن وتدحر مآرب العدو.


نحذر كل من يدعم تلك الدعوات الاستيطانية، والاعتداء السافر على مقدرات الأوطان، سواءً كان هذا الدعم بالتطبيع، أو بالتبرير، أو بالتعزيز السياسي، أو غير ذلك، مما يحفز ويشجع الكيان الصهيوني تجاه القيام بممارسات غير محسوبة، قد يتوهم أنها تحقق حلمه التوسعي، وتسهم في إذعان مخططاته، التي بات يعلنها علانية عبر المنابر الدولية، دون استحياء، أو وجل، ونؤكد أن مصر وشعبها لا يتورع في تلقين إسرائيل درسًا على شاكلة ما سابقه.


ستظل مصر قيادة وشعبًا داعمة للقضية الفلسطينية، وسوف يسجل التاريخ الموقف البطولي للدولة المصرية تجاه القضية الأم، وسندافع عن مقدراتنا بصدورنا، وسنصطف خلف الوطن والقيادة أبد الدهر، لنهزم كل مخططات تحاك بهذا الوطن العظيم، وستظل إسرائيل في موقف النبذ، وعدم التقبل من جيل لآخر، ما دامت قيادتها تنادي بمثل تلك المخططات القميئة؛ فمصر له سيادة يحميها شعبها ومؤسساتها، وقيادتها السياسية الحكيمة.. حفظ الله بلادنا من كل معتد أثيم.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأهل الدنمارك والسويد لنصف نهائي مونديال اليد للناشئين

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49


رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

تووليت فى حفل ختام مهرجان العلمين بدورته الثالثة مع كايروكى

تنسيق الجامعات 2025.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تشمل 12 سكرتيرا عاما ومساعدا


كولومبوس الأمريكى يخطر الأهلى بموعد إرسال القسط الأول من صفقة وسام أبو على

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى