مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى..تحذيرات من مخطط صهيوني لتغيير خرائط المنطقة.. سياسيون: أطماع مرفوضة تكشف الهدف من حرب غزة.. مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. ويدعون إلى تعزيز الاصطفاف الوطني

أثارت تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما أسماه بـ"إسرائيل الكبرى" موجة غضب وإدانة واسعة في الأوساط السياسية والحزبية المصرية، حيث اعتبرتها القوى الوطنية إنذارًا خطيرًا يكشف بوضوح عن أطماع توسعية قديمة متجددة تستهدف سيادة دول عربية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد سياسيون أن هذه التصريحات ليست مجرد كلام عابر، ولكنها تعبير عن مشروع صهيوني ممتد يسعى لتغيير خرائط المنطقة، داعين إلى اصطفاف عربي ودولي لمواجهته، وإلى دعم ثابت للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للأمن القومي المصري والعربي.
السفير محمد العرابي: "إسرائيل الكبرى" أوهام سياسية وسياسات الاحتلال الحالية غير مقبولة إقليميًا
وفي هذا السياق أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن ما يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" مجرد أوهام سياسية لن تجد فرصة للتحقق، مشددًا على أن إسرائيل بسياساتها الحالية غير مقبولة في الإقليم، وغير مؤهلة على الإطلاق لتحقيق هذه الأوهام، وعليها أن تعمل وفق محددات الإقليم المتمثلة في السلام والاستقرار والتنمية.
وأضاف العرابي في تصريح لـ"اليوم السابع " أن القضية الفلسطينية تُعد مكونًا رئيسيًا في السياسة الخارجية المصرية وفى الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الأمن القومي، منوها بأن مصر تبذل كل ما بوسعها لتحقيق الأمن والاستقرار فى محيطها الإقليمى، ولا تدخر جهداً فى المساعدة على نزع فتيل التوتر و إعلاء لغة الحوار.
ولفت إلى أن الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية لا تتوقف، سواء على المستوى الرئاسي أو على مستوى وزير الخارجية، حيث تمثل مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية.
وأوضح العرابي أنه لا يمكن لأحد أن يشكك في الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية تحت أي ظرف، وهو ما يحظى باعتراف وإشادة إقليمية وفلسطينية ودولية.
حزب الجيل : تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" إعلان حرب على الأمة العربية
فيما أصدر حزب الجيل الديمقراطي بيانًا حذر فيه من خطورة تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة التي تحدث فيها عن تمسكه برؤية ما يسميه "إسرائيل الكبرى"، والتي تشمل أراضي من فلسطين والأردن ومصر، معتبرًا أن هذه التصريحات ليست زلة لسان ولا حديثًا عابرًا، بل هي إعلان صريح عن جوهر المشروع الصهيوني الممتد منذ هرتزل وحتى اليوم.
وأكد الحزب أن توقيت هذه التصريحات يثير علامات استفهام كبرى: لماذا الآن؟ هل هي رسالة تحدٍ للعرب بعد موجات التطبيع؟ أم تمهيد لخطط ضم وتهويد جديدة، وربما إعادة رسم خرائط المنطقة؟
وشدد البيان على أن هذه الجرأة الإسرائيلية ما كانت لتحدث لولا الدعم الكامل الذي يقدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنتنياهو، والذي وفر له غطاءً سياسيًا غير مسبوق، إضافة إلى الهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال، وهو ما شجع حكومة العدو على الإعلان العلني عن أحلامها التوسعية ومخططاتها الصهيونية أمام العالم.
وأضاف البيان أن السؤال الأخطر: هل يمتلك نتنياهو القدرة الفعلية لتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"؟، مشيرًا إلى أن ما قاله في مقابلة إعلامية وتم بثه للعالم هو برنامج عمل سياسي وعسكري يُنفذ على الأرض خطوة خطوة.
ووجه الحزب أسئلة مباشرة إلى الدول الخليجية والمغرب التي تربطها علاقات مع الاحتلال: كيف يمكن الاستمرار في هذه العلاقات بينما يعلن نتنياهو مشروعًا توسعيًا يمس سيادة دول عربية ويمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة؟ أليست هذه الرؤية موجهة ضدكم كما هي ضد فلسطين؟
كما تساءل الحزب: إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتًا أمام هذا الاستخفاف بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة؟ وإلى متى ستبقى قضايا العرب عرضة للاستهانة في ظل غياب رد فعلي عربي ودولي حقيقي؟
وفي ختام البيان، أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن ما قاله نتنياهو إنذار جديد، وعلى العرب جميعًا أن يدركوا أن عدوهم لا يخفي أطماعه، وأن مشروعه واضح: ابتلاع الأرض، تصفية القضية الفلسطينية، وتغيير خرائط المنطقة.
وأضاف الشهابي بأسف شديد أن مواقف بعض الدول الخليجية والمغرب، التي تستمر في علاقاتها مع الاحتلال رغم هذه التصريحات الخطيرة، تمثل تقصيرًا مؤلمًا في حق الأمة، وتفتح الباب أمام العدو للمضي في مخططاته دون خوف أو رادع
رئيس حزب الوعي: أحلام "إسرائيل الكبرى" مخططات توسعية مرفوضة وأطماع قديمة
وبدوره أكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، أن ما تسعى إليه إسرائيل من توسع في المنطقة، تحت ما يسمى بـ"حلم إسرائيل الكبرى"، ليس إلا أوهامًا وأطماعًا قديمة عفا عليها الزمن، مشيرًا إلى أن وجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية جاء كجسم غريب بفعل وعد بلفور، الأمر الذي فتح المجال لأحلام غير مشروعة تطارد قادته من أجل التوسع على حساب دول المنطقة وأصحاب الحق التاريخي والجغرافي.
وشدد عادل في تصريح لـ"اليوم السابع " على إدانته القاطعة لأحلام إسرائيل التوسعية، ورفضه ل"حرب الإبادة القذرة" ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واستمرار سياسات الاحتلال والتوسع في غزة ودفع الفلسطينيين للنزوح نحو معبر رفح.وأكد رئيس حزب الوعي دعمه الكامل للرئيس عبد الفتاح السيسي في سياساته الصلبة لمواجهة الكيان المحتل والتصدي لكافة أشكال الجرائم الإسرائيلية، داعيًا المجتمع الدولي إلى استعادة أدوات العدالة الناجزة، وردع إسرائيل التوسعية، وإجبارها على احترام الحدود الدولية وسيادة الدول، والتوقف عن الأحلام الاستعمارية.
"المستقلين الجدد" يرفض تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" ويدعو للاصطفاف الوطني
وفي ذات الصدد، أكد حزب "المستقلين الجدد" رفضه لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما وصفه بـ"حلمه برؤية إسرائيل الكبرى" التي تقوم على اقتطاع أجزاء من مصر والأردن.
وأكد الدكتور هشام عناني رئيس الحزب، أن هذه التصريحات تكشف عزم إسرائيل على تنفيذ أطماعها التوسعية دون احترام لأي قوانين أو اتفاقيات، مشيرًا إلى أنها تكشف كذلك الهدف الأساسي من استمرار الحرب على غزة، وهو الأمر الذي نوه عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة.
وأضاف عناني أن هذه التصريحات تقوض أي جهود لاستعادة الهدوء في المنطقة، وأن فكرة استباحة الدول لتحقيق أحلام إسرائيلية أمر يجب التصدي له على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار الحزب إلى أن مثل هذه التصريحات ما كانت لتصدر إلا بعد إطلاق الولايات المتحدة يد إسرائيل في المنطقة "بصورة مخزية"، مؤكدًا ضرورة الاصطفاف الوطني حول القيادة السياسية للحفاظ على أمن مصر وسيادتها.
مصر القومي يدين مصطلح إسرائيل الكبرى ويؤكد: القاهرة ثابتة في رؤيتها لحل القضية الفلسطينية
ومن ناحيته أدان المستشار مايكل روفائيل، رئيس حزب مصر القومي، ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما يسمى بمصطلح "إسرائيل الكبرى"، معتبرًا أن مثل هذه الطروحات تكشف بوضوح عن نزعة توسعية تتنافى مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
وأكد روفائيل، في بيان له، أن هذه المفاهيم لا يمكن أن تجد طريقها إلى الواقع في ظل صمود الشعب الفلسطيني، والموقف العربي الراسخ الرافض لأي انتهاك لحقوقه التاريخية.
وشدد روفائيل، على أن القاهرة ثابتة في رؤيتها لحل القضية الفلسطينية، ولن تحيد عن موقفها المبدئي الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الحل العادل والشامل القادر على إنهاء عقود من الصراع والمعاناة.
وتابع: هذا الموقف ليس موقفًا سياسيًا مرحليًا، بل التزام استراتيجي يعكس ثوابت السياسة المصرية في نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفاً أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تؤكد على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، هي المرجعية الوحيدة لأي عملية سلام حقيقية، في حين تواصل إسرائيل التنصل من التزاماتها الدولية، ما يعرقل أي تقدم نحو تسوية عادلة.
وأضاف روفائيل، أن استمرار التعنت الإسرائيلي وطرح مفاهيم توسعية كـ"إسرائيل الكبرى" يزيد من حدة التوتر ويقوض فرص السلام، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي ووقف سياسات الاحتلال والاستيطان.

Trending Plus