من الحرائق إلى البراكين.. الطبيعة تكشر عن أنيابها لكوكب الأرض.. النيران تلتهم الاف الهكتارات فى أوروبا بسبب الحرارة.. ثوران براكين فى اليابان وروسيا.. وسيول عنيفة تلغى رحلات جوية وتغلق محطات المترو فى المكسيك

فى مشهد يختصر غضب الطبيعة فى شتى بقاع الأرض، تتساقط الأمطار الغزيرة كالسيل الجارف فى قلب المكسيك، بينما تشتعل أوروبا بحرارة غير مسبوقة تلهب الغابات والسهول، وتنفجر البراكين من إيطاليا إلى اليابان وروسيا فى استعراض هائل لقوة باطن الأرض. سيول وفيضانات، حرائق وموجات حر قاتلة، وفوهات تنفث الحمم والرماد، أحداث متزامنة تعكس حجم التحديات المناخية والجيولوجية التى يواجهها العالم فى أيام معدودة.
المكسيك
ضربت عاصفة تاريخية وسط مدينة مكسيكو، المكسيكية، ونظرًا للأمطار الغزيرة والبرد، أصدرت السلطات إنذارًا باللون البنفسجى، وهو الأعلى على مقياس من أربعة، مع تجاوز منسوب الأمطار 70 ملم، حيث أدت لـ سيول عنيفة تسببت فى فوضى عارمة فى محطات المترو والمطارات حيث تم الغاء عدد من الرحلات.
وكانت المنطقة الأكثر تضررًا هى وسط المدينة، وكذلك شرقها، حيث يقع مطار مدينة مكسيكو الدولى، أكبر مطارات البلاد.
وشهدت مدينة مكسيكو مساء الأحد هطول الأمطار الأكثر غزارة منذ بداية عام 2025، وهو عام طبعته الفيضانات المتكررة.
أما فى شبكة مترو العاصمة، فتسبب ماس كهربائى فى خط 2 بانفجار وانقطاع الخدمة لأكثر من 90 دقيقة. وأُغلقت ست محطات فى الخط 5 ومحطتان فى الخط 3، فيما سجلت خطوط 4 و5 و6 للمتروباص تأخيرات وانقطاعات فى الخدمة.
أوروبا تحترق
تشهد القارة الأوروبية هذا الأسبوع موجة حر غير مسبوقة، دفعت فرنسا وإسبانيا إلى رفع مستوى التحذيرات الجوية إلى الدرجة القصوى، وإعلان حالة الطوارئ مع توقعات بتسجيل درجات حرارة قياسية، وفقًا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
فى إسبانيا، توقعت الأرصاد الجوية أن تصل الحرارة فى إشبيلية، اليوم الثلاثاء، إلى 44 درجة مئوية، بينما قد تسجل فرنسا 40 درجة فى مدينتى ليون ومونتيليمار. أما المملكة المتحدة فتستعد لموجة حر رابعة هذا الصيف، مع احتمال بلوغ الحرارة 32 درجة فى لندن.
وأصدرت السلطات الصحية الإسبانية أصدرت تحذيرات شملت مناطق واسعة شمال وغرب البلاد، محذرة من مخاطر الجفاف وحروق الشمس والإجهاد الحرارى، وصولًا إلى حالات فقدان الوعى أو الغيبوبة، خصوصًا بين الرضع وكبار السن. وفى فرنسا، شملت حالة التأهب الحمراء جنوب غرب البلاد، وسط دعوة المواطنين إلى “أقصى درجات الحذر”، مؤكدة أن الخطر يهدد حتى الأصحاء. ومن المقرر أن تمتد التحذيرات إلى مناطق شرقية مثل أرديش والرون، فيما تبقى غالبية المناطق فى حالة تأهب برتقالية.
تزامن ذلك مع تصاعد أزمة حرائق الغابات فى شمال إسبانيا والبرتغال وتركيا؛ ففى منطقة قشتالة وليون الإسبانية اندلعت 13 بؤرة حريق أجبرت نحو 700 شخص على إخلاء منازلهم، وسط رياح قوية ساعدت على انتشار النيران.
وفى العاصمة مدريد، توفى رجل خمسينى متأثرًا بحروق أصيب بها فى حريق ضخم بمنطقة تريس كانتوس، حيث التهمت النيران نحو 1000 هكتار خلال ساعات قليلة. كما أُصيب مسن يبلغ 83 عامًا بآلام فى الصدر. رئيس الحكومة بيدرو سانشيز قدم تعازيه لأسر الضحايا وشكر فرق الإطفاء، مؤكدًا أن الوضع بالغ الخطورة، فيما أعلنت وزارة الداخلية تفعيل المرحلة الأولى من خطة الطوارئ الوطنية.
عمليات الإخماد شهدت تعبئة كبيرة بمشاركة 33 وحدة إطفاء و26 مضخة و3 شاحنات صهريج و3 حفارات وطائرات مسيرة، بالإضافة إلى الدعم الجوى وقوات الطوارئ العسكرية والحماية المدنية. وفى إقليم جاليسيا، أعلنت حالة الطوارئ من الدرجة الثانية فى تشاندركسا دى كويكسا وماكيدا، مع تسجيل ثمانية حرائق نشطة فى المقاطعة، فضلًا عن حرائق فى لوغو وبونتيفيدرا ولا كورونيا.
البراكين تجتاح الأرض..فوهة جديدة لإتنا
أعلن المعهد الوطنى للجيوفيزياء وعلم البراكين (INGV) فى إيطاليا عن اكتشاف فوهة بركانية جديدة على الجانب الجنوبى لبركان إتنا، الذى يواصل ثورانه منذ 2 يونيو الماضي. وتندفع الحمم البركانية جنوبًا من هذه الفوهة، الواقعة على ارتفاع نحو 3000 متر، بينما يجرى خبراء المعهد مراقبة ميدانية دقيقة لمتابعة التطورات وضمان سلامة المناطق المحيطة.
ورغم عدم رصد هزات زلزالية أو انبعاثات رماد كثيفة قد تعيق الطيران، أعلنت السلطات رفع مستوى التأهب إلى اللون البرتقالى فى مطارات المنطقة، ومن بينها مطار كاتانيا، الذى يواصل عمله بشكل طبيعي. ويطمئن العلماء السكان والسياح بأن الوضع الحالى مستقر نسبيًا، مع استمرار المراقبة المستمرة لأى تغيرات مفاجئة.
بركان شينمويداكى فى اليابان
شهد بركان شينمويداكى، الواقع فى سلسلة جبال كيريشيما على حدود محافظتى كاجوشيما وميازاكى، ثورانًا مفاجئًا، أطلق خلاله عمودًا من الرماد البركانى بارتفاع تجاوز 3000 متر.
بركان ميرابى فى إندونيسيا
اندلع بركان جبل ميرابى، أحد أكثر البراكين نشاطًا فى إندونيسيا، مطلقًا عمودًا من الرماد ارتفع 1600 متر فوق قمته. واستمر الثوران نحو 34 ثانية، ورُصد على أجهزة قياس الزلازل بقوة بلغت 30.4 ملم.
أبقى مركز أبحاث الكوارث الجيولوجية وتطوير التكنولوجيا فى إندونيسيا مستوى التحذير عند ثانى أعلى درجة، نظرًا لنشاط البركان المتكرر منذ عام 2018. ويذكر أن ثوران ميرابى فى عام 2010 أودى بحياة أكثر من 340 شخصًا.
بركان كراشينينيكوف الروسى يثور لأول مرة منذ أكثر من 600 عام
شهدت شبه جزيرة كامتشاتكا فى أقصى الشرق الروسى ثوران بركان كراشينينيكوف للمرة الأولى منذ ستة قرون، بعد أيام من زلزال قوى ضرب المنطقة. وارتفع عمود الرماد إلى نحو 6 كيلومترات، متجهًا شرقًا نحو المحيط الهادئ، من دون تسجيل تأثيرات على المناطق السكنية أو المجموعات السياحية حتى الآن.

Trending Plus