فاينانشيال تايمز: زيلينسكى يواجه أكبر تحدٍ له فى الحكم مع لقاء ترامب وبوتين

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى يواجه لحظة الضغوط القصوى، مضيفة أنه فى ظل حالة الضعف التى يواجهها فى الداخل، عليه ان يحاول تشكيل محادثات ألاسكا بين ترامب وبوتين، المقررة اليوم، من بعيد مع تزايد الخسائر فى ساحة المعركة.
ووصفت الصحيفة قمة ألاسكا المرتقبة مساء الجمعة بين الرئيسين الأمريكى والروسى بأنها تعد التحدى الدبلوماسى الأكبر لسنوات زيلينسكى الست التى قضاها فى الحكم. حيث سيكون خارج المناقشات حول مصير أوكرانيا، والتى يمكن أن يحسمها رجلان؛ أحدها قام بغزو بلاده، والثانى تعرض لمساءلة فى الكونجرس بشأن تعاملاته معها.
وسيواجه زيلينسكى هذا فى وقت تضرر فيه بشدة وضعه الداخلى، وفى الوقت الذى تعانى فيه خطوط الدفاع الأوكرانية المنهكة بشدة لمنع أى اختراق للقوات الروسية من التحول إلى إنجاز كارثى بالنسبة لهم.
ويقول بالاز جاريك، الدبلوماسيى السابق فى الاتحاد الأوروبى، إن هذه لحظة ضغط قصوى، ويعتقد أن الأمريكيين يدركون أن هذه لحظة ضعف لزيلينسكى، وأنهم يستغلونها عندما يكونون فى أمس الحاجة إليها.
وذهبت الصحيفة إلى القول بان تراجع زيلينسكى داخل أوكرانيا أمر يتحمل مسئوليته إلى حد كبير. حيث بدأت الأزمة أواخر يونيو الماضى عندما اتخذ قراراً مصيرياً. فوزيره المسئول عن تعزيز الوحدة الوطنية وإقناع الأوكرانيين الذين هربوا خارج البلاد بالعودة إلى الوطن كان هو نفسه فى الخارج للقيام بأعمال حكومية، وفقا لثلاثة مسئولين مقربين من الرئيس، ورفض العودة.
حيث تم إبلاغ أوليكسى تشيرنيشوف، نائب رئيس الوزراء السابق والحليف المقرب لزيلينسكى، من قبل المكتب الوطنى لمكافحة الفساد فى أوكرانيا (نابو) بأنه على وشك أن مواجهة اتهامات بإساءة استخدام منصبه وتلقى رشوة بمئات الآلاف فى تحقيق موسع مرتبط بمشروع لتطوير الأراضى.
ووفقًا لثلاثة مسئولين أوكرانيين مطلعين على الحادثة، حث زيلينسكى الوزير على العودة إلى كييف على الفور. لكن اثنين من المسئولين يقولان إن الرئيس تعهد أيضًا بحماية تشيرنيشوف من الملاحقة القضائية، حتى أنه وعد بمرافقة أمنية من الحدود إلى العاصمة.
فيما قال مسئولان آخران إن زيلينسكى وعد بأنه سيلاحق نابو". وتم طرح مشروه قانون لوضعها تحت السلطة الرئاسية، لكن بعد احتجاجات، تراجع زيلينسكى، وقدم تشريع جديد لإعادة استقلاليتها ليتم تمريره بأغلبية ساحقة.
لكن الضرر كان وقع بالفعل، وقوضت الأحداث دعاوى الإصلاح الذى يقوم به زيلينسكى، وألقت شكوكاً حول التزامه بمكافحة الفساد.
ونقلت فاينانشيال تايمز عن فولوديمير فيسينكو، المحلل السياسى المقيم فى كييف، قوله إنه بعد خطأ زيلينسكى فى مكافحة الفساد، من المستبعد أن يحظى بدعم مماثل لما حدث بعد خلافه مع ترامب فى البيت الأبيض، إذا وجد نفسه مهمشاً فى محادثات ألاسكا.

Trending Plus