لمحات من مصر علي مر العصور.. مصر الرومانية 2

استكمالاً لملامح مصر بالعصر الروماني، فقد ترك الرومان للمصريين الحرية في ممارسة عقيدتهم، ولم يتدخلوا أو يحدوا من حرية المعتقدات، وكانت مصر كغيرها من الولايات الرومية تدين بالدين الوثنى، وظل المصريون ينعمون بهذه الحرية إلى أن نشأت المسيحية في فلسطين، وكانت مصر في طليعة البلاد التي دخلتها الديانة المسيحية في منتصف القرن الأول الميلادى، على يد القديس (مرقس) لقربها من فلسطين.
أخذت المسيحية في الانتشار تحديداً في الإسكندرية والوجه البحرى ثم انتشرت تدريجيا في جميع أنحاء مصر خلال القرن الثاني الميلادي، مما زاد من مخاوف الرومان فبدأت سلسلة تعذيب المسيحيين من المصريين الذين تركوا الوثنية التي كانت الدين الرسمي للدولة.
وأخذ الإضطهاد بالتزايد في عهد الإمبراطور سفروس (193_211م) ثم بلغ ذروته في حكم الإمبراطور دقلديانوس (284-305م) إذ كان يرغب هذا الإمبراطور أن يضعه رعاياه موضع الألوهية، حتى يضمن حياته وملكه، فقاومه المسيحيون في ذلك، مما دفعه إلى تعذيبهم، في حين صمد المصريون في مقاومة هذا الاضطهاد بقوة وعناد ، وقدمت مصر في سبيل عقيدتها أعدادا كبيرة من الشهداء مما حمل الكنيسة القبطية في مصر أن تطلق على عصر هذا الإمبراطور (عصر الشهداء).
"قسطنطين الأول": (306_337م)
خفت حدة هذا الإضطهاد للمسيحيين في عهد الإمبراطور قسطنطين ، و أصبحت المسيحية دينا مسموحا به في الدولة كبقية الأديان الأخرى.
وأصدر الأمير تيودوسيوس الأول (378_395م) في سنة 381م مرسوما ينص علي أن المسيحية هي دين الدولة الرسمي الوحيد في جميع أنحاء الإمبراطوريه.
-أول حاكم لإجيپتوس، (كايوس كورنيليوس كالوس )
وضع الصعيد تحت السيطرة الرومانية بقوة السلاح، وأسس محمية في منطقة الحدود الجنوبية، والتي كانت قد هجرها البطالمة المتأخرين.
-الحاكم الثاني، (إليوس كالوس)
و الذي قام بحملة غير ناحجة لإخضاع بترا العربية ، و لم يخضع ساحل مصر على البحر الأحمر قط للسيطرة الرومانية حتى عهد كلوديوس،
-الحاكم الثالث، (كايوس بتونيوس)
الذي طهر قنوات الري المهمـَلة، مما أنعش الزراعة.
-وبدءاً من عهد (نيرون)
شهدت مصر عصراً من الإزدهار دام قرناً، كانت معظم المشاكل سببها صراعات دينية بين المسيحيين و اليهود ، خصوصاً في الإسكندرية،
- في عهد ( ماركوس أورليوس)
- أدت الضرائب المرهقة إلى عصيان عام ١٣٩، من المواطنين المصريين ، والذي لم يتم إخضاعه إلا بعد عدة سنين من القتال. ، نتج عن هذه الحرب الريفية ضرراً هائلاً بالإقتصاد وسجلت بداية الهبوط الإقتصادي لمصر.
-
- ( أفيدوس كاسيوس)،
-
- الذي قاد القوات الرومانية في الحرب، إذ أعلن نفسه إمبراطوراً، وقد اعترفت به جيوش سوريا وإجيپتوس. إلا أنه، لدى اقتراب ماركوس أورليوس، قد اُزيح عن الحكم وقـُتـِل ورأفة الإمبراطور هي التي استعادت السلم في البلاد مرة أخري .
-منح (كاركالا )
الجنسية الرومانية لجميع المصريين، مساواة لهم بباقي سكان الأقاليم، إلا أن ذلك الإجراء كان في الأساس لفرض المزيد من الضرائب، التي اصبحت تتزايد بشكل مرهق كلما تزايدت حاجة الأباطرة اليائسة للمزيد من الدخل.
نشبت سلسلة من العصيانات، عسكرية ومدنية، طوال القرن الثالث.
- وفي عهد (دقيوس)،
- عانى المسيحيون مرة أخرى من الإضطهاد، إلا أن ديانتهم استمرت في الانتشار.
-(زنوبيا ) ملكة تدمر ،
استولت على مصر من الرومان في ٢٦٩ ، معلنة نفسها ملكة عليها،
إذ أعلنت هذه الملكة المقاتلة أن مصر هي موطن أجدادها من خلال رابطة عائلية بكليوباترا السابعة ، ولقبت نفسها وابنها الشاب لقبين ملكيين هما "أوكستا" و "أوكستس". وقد كانت جيدة التعليم ومطلعة على ثقافة مصر، وديانتها، ولغتها. إلا أنها فقدت مصر لاحقاً عندما قطع الامبراطور الروماني، أورليان ، علاقات الصداقة بين البلدين واستعاد إجيپتوس في ٢٧٤ بعد حصار غير ناجح دام أربعة أشهر لدفاعات زنوبيا القوية ، لكن كانت هزيمتها لنضوب إمداداتها من الغذاء.
" مظاهر الحضارة الرومانية في مصر "
يُعتبر فنُّ العمارة الرومانية حصيلةً لمزيج الفنون والحضارات السابقة لها، وأهمها الحضارة الإغريقية؛ إلا أن العمارة الرومانية تميَّزت بطابعٍ خاصٍ ومختلفٍ عمّا سبقها من حضارات،
و تعد أهم هذه الفنون المعمارية:
"حصن بابليون "
يقع حصن بابليون في القاهرة في حي مصر القديمة عند محطة مار جرجس لمترو الأنفاق وكان الإمبراطور تراجان قد أمر ببنائه في القرن الثاني الميلادي في عهد الاحتلال الروماني لمصر وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع حسب رأي العلامة القبطي مرقص سميكة باشا.
"المسرح الروماني"
يوجد هذا المسرح في مدينة كوم الدكه، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع للميلاد، وهو يشبه في شكله العام شكل حدوة الحصان أو الحرف (U) بالإنجليزيّة،
"مقبرة كوم الشقافة"
تُعرف هذه المقبرة بأنّها أكبر المقابر الرومانيّة الموجودة في الاسكندريّة، و تعود للقرن الثاني للميلاد، وتقع على الحدود الجنوبيّة الغربيّة للإسكندريّة القديمة، وقد اُكتشفت هذه المقبرة عن طريق الصدفة في عام 1892م، وتم الكشف عنها نهائياً في عام 1900م،
"عمود السواري"
و هو أحد أشهر الآثار الرومانيّة الموجودة في الاسكندريّة، إضافةً لكونه آخر الآثار المتبقية من معبد السيرابيوم؛ الذي تم تأسيسه على يد الملك بطلميوس الثالث، ويقع عمود السواري بين منطقة مدافن المسلمين الحالية المعروفة باسم مدافن العمود وهضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 متراً، وهو مصنوعٌ من حجر الجرانيت الوردي.
"معبد القيصرون"
بدأت الملكة كليوباترا السابعة ببناء هذا المعبد بهدف تكريم ماركوس أنطونيوس؛ ولكنها توفيت قبل أن تنتهي من بنائه؛ فقام الامبراطور أغسطس بإتمام بنائه ثم خصّصه لعبادته، وقد تدمّر المعبد بالكامل لاحقاً ولم يبقَ منه سوى مسلتين عُرفتا باسم إبر كليوباترا، وقد نقلت المسلة الأولى عام 1877م إلى لندن؛ حيث وُضِعت على ضفاف نهر التايمز، أما المسلة الثانية فقد نقلت عام 1879م إلي الولايات المتحدة ووُضِعت في حديقة سنترال بارك.
"معبد الراس السوداء"
بُني هذا المعبد في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي على يد القائد الروماني إيزادورس؛ كشكرٍ وتقديرٍ للإلهة إيزيس، وقد تم اكتشافه في عام 1936م أثناء رفع الرمال من منطقة الراس السوداء، وهو المعبد الوحيد الذي وُجد في الإسكندرية.
للحديث بقية..

Trending Plus