مبادرة خفض أسعار السلع.. هل تنعش الأسواق مع انطلاق الأوكازيون؟

شهدت الأسواق المصرية خلال الأيام الأخيرة موجة من التخفيضات الواسعة على مختلف السلع والخدمات، مع بدء الأوكازيون الصيفي في 4 أغسطس الجاري، بالتزامن مع إطلاق مبادرة من اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات لخفض الأسعار بصورة اختيارية من جانب القطاع الخاص، بهدف تخفيف الأعباء عن المستهلكين وتحفيز النشاط التجاري.

المبادرة، التي جاءت ثمرة حوار مستمر بين الحكومة ومجتمع الأعمال، تقوم على تقليص هوامش الربح دون أي تدخل حكومي في تحديد الأسعار، وهو ما وصفه أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، بأنه "خطوة تكاتف" في مرحلة اقتصادية تتطلب تضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص.

بداية هذه الثمار هو الخصومات الواسعة في الاوكازيون الصيفي، الذي بدأ بالتعاون بين وزارة التموين والغرف التجارية، والذي يشهد مشاركة 1600 محل تجاري، ويقدم تخفيضات تبدأ من 10% وتصل إلى 50%، على أن يستمر حتى موسم المدارس لضمان توافر المستلزمات المدرسية من ملابس ومصنوعات جلدية بنفس نسب الخصم.

وزارة التموين بدورها بدأت تطبيق المبادرة عبر منافذ الشركة القابضة، حيث تعرض نحو 640 سلعة بخصومات بين 5% و18% تشمل 15 سلعة أساسية، كما انضمت سلاسل تجارية كبرى لطرح خصومات بين 5% و20% على سلع غذائية وسلع هندسية وكهربائية ومنزلية، مع وصول الخصم في بعض الماركات إلى 35%.

انخفاضات في السيارات ومواد البناء

الأسواق شهدت تراجعاً ملحوظاً في أسعار السيارات، سواء المصنعة محلياً أو المستوردة، بنسب تتراوح بين 10% و25%، كما انخفضت أسعار الخضر والفاكهة بنسبة 10% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بالإضافة إلي الأجهزة المنزلية والكهربائية بنسبة 8%.

وفي قطاع مواد البناء، تراجع سعر طن الأسمنت من أكثر من 5000 جنيه إلى أقل من 4000 جنيه، بانخفاض يقارب 20%، وأعلنت شركات الحديد عن خفض إضافي قدره 2200 جنيه للطن (نحو 6%)، فيما قدمت شركات مواد البناء الأخرى خصومات بين 15% و25%.

المبادرة شملت كذلك التوسع في "أسواق اليوم الواحد" التي تنظمها وزارة التموين بالتعاون مع التنمية المحلية والغرف التجارية، حيث وصل عددها إلى أكثر من 110 أسواق في مختلف المحافظات، توفر سلعاً بخصومات بين 15% و20%.

كما يجري التوسع في "أسواق المزارعين" بعد نجاح التجربة في الإسكندرية، بالتعاون مع المعونة الإيطالية واتحاد المزارعين الإيطالي.

وتشارك منافذ الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع، ومنافذ "أمان" التابعة لوزارة الداخلية، إضافة إلى منافذ وزارتي الزراعة والتنمية المحلية، في توفير السلع بخصومات تصل إلى 20% عن أسعار السوق.

آفاق استمرار تراجع الأسعار

وفقاً للدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، ينضم نحو 500 مُنتج يومياً للمبادرة، ما يعزز فرص انتشارها جغرافياً وتوسيع قاعدة السلع المخفضة.

وأشار إلى أن الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت انخفاضاً متواصلاً في أسعار الجملة للسلع الأساسية، بما في ذلك البروتينات مثل الدواجن البيضاء وبيض المائدة، مؤكداً أن مختلف احتياجات الأسرة المصرية تشهد حالياً تراجعاً ملحوظاً في أسعارها.

ويؤكد عز على المبادرة أن نجاحها يعتمد على الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، الذي يمثل نحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي وحجم التوظيف في مصر، ما يجعل دوره محورياً في استقرار الأسواق ودعم المستهلكين.