موسم صيد الإخوان.. اللى حضر العفريت.. بريطانيا تنقلب على التنظيـم الدولى.. الإخوان منبوذون بالمملكة المتحدة والخطاب المضاد للجماعة يتصاعد فى صحافتها.. لندن رعت الفكرة فى تأسيسها عام 1928 وتجنى حصادها المر اليوم

كاتب بتليجراف: لا مكان للإخوان فى مجتمعنا.. ولا تمثل المسلمين البريطانيين وتستغل هويتهم لخدمة أجندة عنصرية.. أبراهامز: مشروع سياسى عابر للحدود متعمد ومنظم يظهر الاعتدال فى العلن وبارع فى إخفاء التطرف
تعود الأزمة إلى العام 1928، عندما تأسست جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، برعاية لا يُمكن إنكارها من جانب الاحتلال وقتها، ما يعنى أن المملكة المتحدة كانت شريكا فى الفكرة، وأنها ربما تكون ضمن المعرضين لمخاطرها اليوم، على ما يتكشّف عن أنشطة التنظيم الدولى بالخارج، والأصوات المتعالية ضد نشاطه المشبوه فى لندن وبقية أنحاء أوروبا.
مع اكتساب دعوات حظر جماعة الإخوان فى أوروبا زخما خلال الآونة الأخيرة، زادت الأصوات التى تحذر من تهديدها فى المملكة المتحدة ليس فقط ككيان سياسى وإنما كقوة أيديولوجية «تظهر الاعتدال فى العلن وبارعة فى إخفاء التطرف»، مثلما قال ديفيد مارتن أبراهامز، نائب الرئيس السابق للمعهد الملكى للأمن، فى مقال حديث نشر على صفحات صحيفة «تليجراف» البريطانية.
وتحت عنوان «لا مكان للإخوان فى المجتمع البريطانى»، ألقى ديفيد مارتن أبراهامز، نائب الرئيس السابق للمعهد الملكى للأمن، الضوء على رفض وجود أفكار جماعة الإخوان داخل المجتمع البريطاني، وقال إن الإخوان لا يُمثّلون المسلمين البريطانيين، بل يستغلّون هويتهم لخدمة أجندة عنصرية.
وأضاف أن جماعة الإخوان تعد مشروعا سياسيا عابر للحدود مُتعمّد ومُنظّم جيدًا يستخدم العملية الديمقراطية لتقويض المعايير الديمقراطية، مشيرا إلى أن «الجماعة تُظهر الاعتدال فى العلن بينما تُنادى بالجمود الأيديولوجى خلف الأبواب المغلقة، عملاؤها مُحنَّكون، فصيحون، وبارعون فى إخفاء التطرف وراء لغة حقوق الإنسان.

ليام فوكس - وزير الدفاع الأسبق
واعتبر الكاتب أن المسلمين البريطانيين اليوم عالقون بين فكى كماشة: من جهة، مستهدفون بالتعصب ضد المسلمين، ومن جهة أخرى، يخنقهم حراس الإسلام الذين يعتبرون المعارضين خائنون. وأكد أن الجماعة خلقت بيئة سياسية تُعرّف فيها الهوية الإسلامية ليس بالإيمان، بل بالولاء لقضية ما، غالبًا ما يكون أشد معارضيها من المسلمين أنفسهم، لكن مقاومتهم تُرفض باعتبارها زائفة أو يتم تجاهلها.
وأضاف الكاتب أن هذا الخلط بين الإسلام والإسلاموية ليس غير دقيق فحسب، بل هو خطير أيضًا، فهو يُرسّخ خرافة أن كونك مسلمًا فى بريطانيا يعنى دعمًا لأيديولوجية رجعية، ويؤجج الانقسام بدفعه المسلمين المعتدلين إلى الهامش.
قوانين ضد «الانقلاب الفكرى» يبدو أن أبراهامز ليس الكاتب الأول الذى يحذر من تنامى تهديد الجماعة داخل المجتمع البريطانى، ففى مقال لجوناثان هول المراجع المستقل لتشريعات مكافحة الإرهاب فى الحكومة، فى مايو الماضى، أشار إلى ضرورة اعتماد قوانين ضدّ «الانقلاب الفكرى» لمواجهة التهديدات المتجددة من جماعات مثل جماعة الإخوان، من خلال أطر قانونية أكثر صرامة، مع التأكيد على ضرورة حفظ الحقوق الديمقراطية لردع من يحاولون زعزعة استقرار بريطانيا.
وقال هول فى مقال بصحيفة «التايمز» البريطانية تحت عنوان « بريطانيا بحاجة إلى قوانين لمكافحة التخريب لإنقاذ الديمقراطية من نفسها»، إن تشريعًا جديدًا يُعدّ من بين التدابير التى قد تكون ضرورية لمكافحة من استغلوا «حرية وانفتاح» المملكة المتحدة، مستخدمين إياها لزرع الفرقة.
وأضاف إن التدابير القانونية التى أثبتت جدواها فى التعامل مع الجماعات الإرهابية المحلية قد تحتاج إلى تعديل لتتناسب مع الجماعات المتورطة فى تهديدات الدولة، وذلك لمنعها من الترويج لنفسها وطلب الدعم عبر الإنترنت وخارجه.
ديناميكيات التشريع ضدّ الإخوان
هذه اللهجة الرافضة لجماعة الإخوان لم تقتصر فقط على المعلقين والكتاب فى الصحف البريطانية، بل امتدت إلى مسؤولين كذلك، مثل ليام فوكس، وزير الدفاع الأسبق، وانتقد فوكس الغرب معتبرا أنه لا يأخذ التهديد الذى تُشكّله جماعة الإخوان على محمل الجد.
وقال فوكس، وزير الدفاع فى عهد ديفيد كاميرون، لصحيفة «جويش كرونيكال» اليهودية البريطانية : «لا يزال هناك الكثير من الرضا فى الغرب الديمقراطى، بما فى ذلك بريطانيا، إزاء الخطر الذى تُشكّله جماعة الإخوان».

ديفيد
وأضاف فوكس أن الجماعة تمثل تهديدا مباشرا ومع ذلك ليست محظورة فى المملكة المتحدة، رغم حظرها فى العديد من الدول.
مراجعة الحكومة للإخوان فى 2015
يشار إلى أن مراجعة الحكومة البريطانية لجماعة الإخوان لعام 2015، والتى كُلِّف بها رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون، خلصت إلى أن الجماعة سرية وتعمل بخطاب مزدوج - معتدلة فى العلن، ومتطرفة فى السر، وحذَّرت من أن أيديولوجية الإخوان وشبكتهم تُشكِّلان تهديدًا مُحتملًا للقيم الديمقراطية، ومع ذلك، وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزمان، لا يزال هذا التقرير طى الكتمان، بينما تواصل الجماعة ترسيخ وجودها فى المجتمع المدنى.
ملف اليوم السابع عن الإخوان حول العالم

Trending Plus