موسم صيد الإخوان.. عمامة أصولية على رأس تمثال الحرية.. أنشطة الإخوان تؤرق «العم سام» ودعاوى تصنيفها كيانا إرهابيا فى ازدياد.. الحزبان الكبيران يلتقيان على اتخاذ موقف من التنظيم ومؤسساته

الكونجرس يقود حملة استفاقة ضد مخاطر الإخوان .. وزير خارجية أمريكا: «الحظر» قيد الإعداد .. تحالف جمهورى ديمقراطى لحصار الجماعة داخل الولايات المتحدة.. وخبراء: خطوة تأخرت كثيراً .. و3 خيارات على طاولة ترامب لقطع ذيول التنظيم
حظر وشيك لجماعة الإخوان الإرهابية فى الولايات المتحدة، وملاحقة جادة تقودها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والكونجرس الأمريكى على حد سواء لنشاط الجماعة المشبوه داخل البلاد ، ظهرت ملامحه خلال الأسابيع القليلة الماضية، فى استكمال للمحاولات التى أقدم عليها ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وخلال مؤتمر صحفى عقد الثلاثاء أكد وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو أن وزارته على وشك تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية فى الولايات المتحدة.
وفقا للموقع الرسمى لوزارة الخارجية الأمريكية، سأل أحد الصحفيين روبيو قائلا: «لماذا لا تصنفون جماعة الإخوان ومؤسسة كير CAIR منظمة إرهابية»، وأضاف الصحفى مهاجما زهران ممدانى المرشح لمنصب عمدة نيويورك، قائلا: «أنا أتابع هذه المنظمات .. مثلا السباق الانتخابى لرئاسة بلدية مدينة نيويورك مع هذا المختل عقليًا، هذا المجنون ممدانى».
وأشار إلى أن الجماعتين تدعمان ممدانى خاصة الإخوان، وتابع الصحفى: «هل تعتقد أننا نستطيع الاعتماد على ذلك، ربما فى المستقبل القريب؟ ربما ليس كير الآن، ولكن بالتأكيد جماعة الإخوان ».
وأجاب روبيو قائلا: «كل هذا قيد الإعداد، من الواضح أن هناك فروعا لجماعة الإخوان، لذا يجب تصنيف كل فرع منها»، ووصف التحديات القانونية التى حالت دون فرض عقوبات إرهابية على الجماعة وقال: «سنطعن فى هذه الأمور أمام المحكمة.. يمكن لأى جماعة أن تقول: حسنًا، أنا لست إرهابيًا حقًا هذه المنظمة ليست إرهابية».

وزير الخارجية الأميركيماركوروبيو
وقال: «عليك أن تثبت جدارتك أمام المحكمة كمسألة حسابية كل ما تحتاجه هو قاض فيدرالى واحد - وهناك الكثيرون - على استعداد لتنفيذ هذه الأوامر القضائية على مستوى البلاد، ومحاولة إدارة البلاد من على منصته، لذا، علينا أن نكون حذرين للغاية».
وأضاف وزير الخارجية الأمريكى: « أجل، كل هذا قيد الإعداد، ومن الواضح أن هناك فروعًا مختلفة لجماعة الإخوان ، لذا يجب تحديد كل فرع منها، لكن دعونى أخبركم أن هناك عملية لم أكن أدركها تمامًا حتى توليت هذه الوظيفة» وأشار الى ان العملية الداخلية لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية معقدة للغاية، وتابع: «ذكرت اسمين، وخاصة جماعة الإخوان، مثيرين للقلق البالغ» فى إشارة الى منظمة كير.
وشهدت الأشهر الأخيرة إحياءً لمحاولات بعض نواب الكونجرس الأمريكى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية فى الولايات المتحدة، بعد مساعٍ سابقة خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس دونالد ترامب، لكنها تبدو اليوم أكثر قوة فى ظل تزايد الأصوات المحذرة من خطورة التنظيم، وأفكاره المتطرفة بين المشرعين الأمريكيين.
وفى 10 يونيو، قدمت النائبة الجمهورية عن ولاية كارولينا الجنوبية نانسى مايس تشريعًا لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، ودعا التشريع وزير الخارجية إلى إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية، وقال مكتب النائبة مايس إن التشريع سيمكن من فرض عقوبات مالية وتجميد أصول وحظر سفر وإنفاذ قانون مستهدف لتفكيك عمليات الجماعة فى الولايات المتحدة وفى الخارج، واستندت مايس إلى أن «الإخوان» لا تدعم فقط الإرهاب، وإنما مصدر إلهام له، ووصفتها بالتهديد للأمن العالمى، وقالت إنهم يستحقون وصفهم بالإرهابيين منذ زمن بعيد.
وتزامنًا مع هذا، طرح السيناتور الجمهورى تيد كروز مشروع قانون يصنف جماعة الإخوان رسميًا منظمة إرهابية.
وحمل التشريع عنوان «قانون تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية لعام 2025»، ويتبنى ما وصفه فريق كروز بـ«استراتيجية حديثة» ترتكز على استهداف الفروع التابعة للجماعة بدلاً من التركيز على بنيتها العالمية غير المحددة.
ويجادل السيناتور كروز، الذى قدم مشاريع قوانين مماثلة منذ عام 2015، بأن الإخوان بمثابة «حاضنة أيديولوجية للإرهاب»، وأن تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية «ليس مجرد رمز، بل ضرورة استراتيجية».
وإلى جانب محاولات كروز، قدم السيناتور الجمهورى ماريو دياز-بالارت والسيناتور الديمقراطى جاريد موسكوفيتز مشروع قانون مشتركًا من الحزبين فى منتصف يوليو لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو أمر نادر الحدوث أن يتفق الحزبان على قانون واحد.

السيناتور الجمهورى تيد كروز
وتعليقًا على ذلك، قال معهد الكابيتول، وهو مركز بحثى مقره واشنطن، إن هذا الإجماع النادر بين الحزبين يعكس إدراكًا متزايدًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية بأن جماعة الإخوان، رغم صورتها المصاغة بعناية كحركة سياسية، تعمل بمثابة الأم الأيديولوجية لشبكة واسعة من الجهات الإرهابية الفاعلة العنيفة، من حماس إلى فروع تنظيم القاعدة.
وأعربت مؤسسات سياسية مؤثرة، مثل مؤسسة التراث، والتحالف الأمريكى للشرق الأوسط من أجل الديمقراطية، عن دعمهما لمشروع القانون، وسلطت هذه المنظمات الضوء باستمرار على الاستراتيجية المزدوجة لجماعة الإخوان، التى تتضمن إظهار وجه عصرى فى العلن، فى حين تقوم فى الوقت نفسه بتمويل ودعم وإلهام العنف المتطرف من خلال وكلائها.
خيارات حظر الجماعة فى أمريكا
وتطرق العديد من خبراء مراكز الأبحاث الأمريكية إلى السبل التى يمكن بها مواجهة خطر الإخوان داخل الولايات المتحدة، من بينهم جوناثان شانزر، المدير التنفيذى لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حيث قال شانزر فى تقرير له الشهر الماضى إن خيارات حظر الجماعة متوفرة، وحث إدارة ترامب على التعامل مع المشكلة بحزم، مشيرًا إلى أن بعض فروع جماعة الإخوان تستوفى معايير واضحة لتصنيفها إرهابية، ووصف أيديولوجيتها بأنها مفعمة بالكراهية وتوفر مساحة آمنة لكراهية الغرب.
وأضاف شانزر، وهو محلل سابق لشؤون تمويل الإرهاب فى وزارة الخزانة الأمريكية، أن العديد من القادة الإرهابيين فى الشرق الأوسط بدأوا مسيرتهم بتبنى فكر الإخوان.
وأشار شانزر فى تقريره أيضًا إلى أن جماعة الإخوان أصبحت أكثر حذرًا على مر السنين، بعد تعرض قيادتها لدرجات متفاوتة من ضغوط من حكومات الشرق الأوسط، حيث أعلنت بعض هذه الحكومات، مثل مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن، جماعة الإخوان منظمة إرهابية غير قانونية، ونتيجة لذلك، لم يكن أمام فروع الجماعة خيار سوى كبح جماح حماسها الأيديولوجى، ومنع أعضائها من الانخراط فى أعمال عنف.
كيف تعامل أوباما وترامب مع الإخوان؟
تحدث المدير التنفيذى لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عن تراخى إدارة أوباما فى التعامل مع الإخوان، وقال إنها لم تكن لديها أى رغبة فى ملاحقة الجماعة، بل إنها خلال احتجاجات الربيع العربى، وفى خضم تصاعد نشاط الإخوان من ليبيا ومصر إلى اليمن وسوريا، حاولت استمالة الحركة لتوجيه الفوضى نحو الاستقرار، وأضاف أن أوباما تسامح بشكل عام مع الحركة، حتى مع استمرارها فى زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط.
وأضاف قائلًا إنه عندما تولت إدارة ترامب السلطة عام 2017، كانت هناك رغبة واضحة فى معالجة هذه القضية، وعقد الكونجرس جلسات استماع، وعقدت مناقشات على مستويات رفيعة فى الإدارة، لكن لم توضع استراتيجية لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. وأغرقت النقاشات الداخلية القضية فى الإجراءات البيروقراطية، ثم ضمنت جائحة عام 2020 بقاء القضية فى أسفل قائمة الأولويات حتى نهاية ولاية ترامب الأولى.
الخيارات المطروحة اليوم
فى حين تجاهلت إدارة بايدن الجماعة لمدة أربع سنوات، عادت مسألة تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية للنقاش بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى.
يضع شانزر أمام إدارة ترامب ثلاثة خيارات قابلة للتطبيق على الأقل لمواجهة خطر الإخوان، أسهلها وأكثرها صراحةً هو إصدار أمر تنفيذى، قد يجرم جماعة الإخوان بأكملها، أى مجموع أجزائها المتفرقة، كجماعة خارجة عن القانون.
وهناك نهج آخر يتمثل فى إصدار تصنيف منظمة إرهابية أجنبية من خلال وزارة الخارجية، بإضافة جماعة الإخوان إلى القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية. وقد تكون هذه استراتيجية قابلة للتطبيق بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو.
وهناك نهج ثالث يتمثل فى العمل من خلال وزارة الخزانة لإصدار عقوبات خاصة بالتصنيف العالمى للإرهاب (SDGT) تستهدف فروعًا فردية من جماعة الإخوان مع تراكم الأدلة ضدها.
وبمرور الوقت، قد تتيح عملية وزارة الخزانة الفرصة لتصنيف جماعة الإخوان بأكملها، وعندما تشير الأدلة إلى قيام فروع معينة أو أفراد من فروع الإخوان المتفرقة بتقديم دعم مالى أو فنى أو مادى لجماعات خاضعة بالفعل للعقوبات، فإنهم يصبحون هم أنفسهم أهدافًا للتصنيف.
ويؤكد شانزر أنه فى ضوء العنف الذى قادته جماعة الإخوان فى عدة دول فى السنوات الأخيرة، يعتقد الكثيرون أن التدابير السياسية الأمريكية ضد الجماعة قد طال انتظارها، والكرة الآن فى ملعب ترامب.
التصنيف الإرهابى يكبح نفوذ الجماعة
فى صحيفة «سبكتاتور»، كتب جيم هانسون مقالًا الشهر الماضى قال فيه: «تمثل جماعة الإخوان خطرًا على العالم المتحضر، وتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية سيساعد فى كبح نفوذها، ويتجلى دليل على صحة هذه الخطوة فى تصرفات مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، فجميع هذه الدول تعرف الإخوان جيدًا، وقد صنفتهم كل منها جماعة إرهابية».
وفى ظل غياب الوضوح حول ما إذا كانت محاولات الكونجرس لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية ستنجح، أوصى بعض الخبراء بضرورة اتباع مزيد من الحزم فى مواجهة الحركة، من بين هؤلاء لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، الذى قال فى مقال له بصحيفة نيويورك بوست الأمريكية إنه ينبغى على وكالات إنفاذ القانون المحلية فى أمريكا استخدام الأدوات القانونية الموجودة لملاحقة شبكة الإخوان فى الولايات المتحدة، وسواء بالتصنيف الإرهابى أم لا، فإن وجود سياسة ماهرة ومتماسكة للتعامل مع الإخوان سيكون ابتعادًا عن عقود من المواقف المائعة، وخطوة للأمام لتقويض أحد أعداء أمريكا التاريخيين.
ملف اليوم السابع عن الإخوان حول العالم

Trending Plus