الأقباط يستعدون للاحتفال بعيد التجلى 19 أغسطس.. طقوس مميزة واحتفالات روحية بالكنائس.. يحيى ذكرى حدث مقدس على جبل طابور.. ظهر فيه المسيح برفقة موسى وإيليا أمام تلاميذه..ومكانة للجبل كموقع مقدس فى التاريخ المسيحى

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 19 أغسطس الجاري، للاحتفال بـعيد التجلي المجيد، الذي يُعد أحد الأعياد السيدية الصغرى، ويحيي ذكرى تجلي السيد المسيح على جبل طابور أمام ثلاثة من تلاميذه.
ويُعد عيد التجلي من الأعياد العريقة في الكنيسة، ويُقام خلاله طقس مميز يشمل القداسات والإبصاليات والتسابيح، حيث تتزين الكنائس بالألحان الروحية والترانيم التي تعبر عن قداسة هذا الحدث.
ماذا حدث في عيد التجلي؟
بحسب ما ورد في الأناجيل الثلاثة (متى، مرقس، لوقا)، أخذ السيد المسيح تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا الحبيب وصعد بهم إلى جبل عالٍ – يُعرف بجبل طابور – وهناك تجلى أمامهم، فأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وظهر معه موسى النبي وإيليا النبي يتحاوران معه، في مشهد يؤكد اتصال المسيح بالعهدين القديم والجديد.
هذا الحدث جاء ليؤكد عدة معانٍ روحية، أبرزها تشجيع التلاميذ في مواجهة الآلام والاضطهاد، عبر رؤية مجده الذي يفوق كل ألم.
شخصيات حضرت التجلي:
ظهر مع السيد يسوع:
- من العهد القديم: موسى (رمز الناموس) وإيليا (رمز الأنبياء).
- من العهد الجديد: بطرس ويوحنا ويعقوب، أبرز تلاميذه المقربين، والذين مثلوا الكنيسة المجاهدة.
ويشير لقاء العهدين في هذا المشهد إلى وحدة الكنيسة المنتصرة والمجاهدة، ويظهر الجبل كمكان إعلان وتجلٍ دائم في تاريخ الخلاص.
المعاني الروحية العميقة للتجلي:
يعبر عيد التجلي أن الصلاة العميقة والانفصال عن ضوضاء العالم يمكن أن يقود الإنسان إلى اختبار حقيقي. فالصعود إلى الجبل يشير إلى الارتفاع الروحي، والتجلي يذكر بأن المسيح هو النور الحقيقي، وبأن الكنيسة مدعوة لأن تعكس هذا النور.
كما يبرز الحدث أهمية الصمت، والخلوة، والتأمل، وهي صفات مارسها الآباء الرهبان الذين اختاروا الجبال والبراري، من أجل التفرغ الكامل لله.
أين حدث التجلي؟
وقع الحدث على جبل طابور، المعروف أيضًا بـ"جبل الطور"، ويقع شمال فلسطين ويصل ارتفاعه إلى نحو 588 مترًا فوق سطح البحر. ويُعد من الأماكن المقدسة التي ارتبطت بعدد من الأحداث، ويصنف ضمن الجبال الرمزية في الكتاب المقدس.
التقويم القبطي جزء أصيل من التراث القبطي
يعتبر عيد التجلي أخر الأعياد السيدية الصغرى في النتيجة القبطية، إذ تُعد جزءًا أصيلًا من التراث القبطي في مصر، فهي ليست مجرد تقويم زمني، بل هي سجل روحي يتضمن الأعياد والمناسبات الدينية التي تُعبر عن عقيدة الإيمان المسيحي بالنسبة للأقباط.
وتعتمد النتيجة القبطية على التقويم القبطي، ويتكون 12 شهرًا كل منها يتألف من 30 يومًا تقريبا، بالإضافة إلى شهر صغير يُسمى "نسيء" مكون من 5 أو 6 أيام حسب السنة الكبيسة. كما تُستخدم النتيجة القبطية لتحديد مواعيد الأعياد والمناسبات الدينية.

Trending Plus