الكتابات الفلكية على الصخور العنكبوتية فى عصر ما قبل التاريخ بالوادى الجديد لغز حير الباحثين.. تنتشر بعدة مواقع أثرية بالخارجة وتنيدة والجلف الكبير.. إحدى أشكال الكتابة الهندسية وتحدد الخسوف والكسوف بدقة.. صور

ما زالت صحراء الوادى الجديد أكبر محافظات مصر من حيث المساحة مليئة بالظواهر الغريبة والنادرة التى لم يتم تفسيرها حتى الآن وخاصة التكوينات الصخرية وأثار إنسان ما قبل التاريخ وأبرزها من عرفت باسم الكتابات الفلكية على الصخور العنكبوتية والتى تنتشر فى عدة مواقع أثرية بالخارجة وتنيدة والجلف الكبير وتعتبر أحد اشكال الكتابة الهندسية وتطابق نظرية ازاحة الزاوية وتحدد موعد خسوف القمر والشمس بدقة وهى عبارة عن مخربشات لعناكب رسمت بطريقة بدائية بسيطة، وكان لهذا الكشف أهميته فى ضرورة إلقاء الضوء على العنكبوت لمعرفة ما إذا كان له أى دور أو دلاله رمزية فى الحضارة المصرية القديمة، ولمعرفة أسباب تواجده ضمن النقوش الصخرية المكتشفة بالواحة الخارجة دون سواها.
وكان المصرى القديم يراقب ما يحيط به فى البيئة من مخلوقات، ويلفت انتباهه سلوك بعض الكائنات أو الحشرات التى رافقته من بينها العنكبوت، فربط بين هذا السلوك وبين صفات بعينها، ورافقت العناكب مسيرة حياة المصرى القديم كغيرها من المخلوقات الأخرى، فربطها بربات النسيج ومنها الالهه "نيت"، ثم ربطها الإغريق بعد ذلك بالربة "أثينا" ربة النسيج لديهم وما زالت مخربشات تلك الحشراتخ موجودة على جانب طريق الداخلة الخارجة أو درب الغبارى حتى اليوم.
ونالت تلك المخربشات تحديدًا أهمية كبيرة تم تصنيفها كأحد اهم الاكتشافات التاريخية العلمية بواحة الخارجة وفقا لما نشره موقع انشانت اورجاينز حيث عثر على لوحه صخرية غير عادية وصفتها عالمة المصريات سليمة إكرام التى شاركت فى أعمال التنقيب بنطاق محافظة الوادى الجديد فى عدة مواقع اثرية بالغة الأهمية، حيث أكدت أن اللوحة كانت تصورًا للعناكب ويُعتقد أنها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، على الأقل 4000 قبل الميلاد أو قبل ذلك وتصور عدد قليل من العناكب كنجمة تصور شبكة، ورسومات تشبه الكوب التى يمكن أن تكون حشرات محاصرة من العناكب، فى حين أن النظرية القائلة بأن اللوحة قد تمثل أقدم رسم معروف للعناكب فى مصر.
ورأى الدكتور ديريك كننغهام، مؤلف كتاب "الرحلة الطويلة: 400000 سنة من علوم العصر الحجري" أن اللوحة هى فرصة لإجراء تحليل على القطعة الفنية لمعرفة ما إذا كانت أنماط المشط الخطى تتطابق مع اقتراحه بأن مثل هذه الأنماط هى فى الواقع شكل قديم من أشكال الكتابة، وأن اللوحة الصخرية تتطابق تمامًا مع نظرية ازاحة الزاوية لـ "الجسم العنكبوتي" وان العديد من الخطوط المرسومة على اللوحة مع القيم الفلكية المتوقعة التى تعتبر أساسية للتنبؤ الدقيق بخسوف القمر والشمس. على سبيل المثال، يتم تدوير جسم العناكب المقترحة بمقدار 13.66 درجة من الوضع الرأسى، وهى عملية حسابية تقابل نصف شهر فلكى، يبدو أن هذا يرتبط بملاحظة أن اللوحة كانت تواجه الشرق، وهو الاتجاه الذى يواجهه علماء الفلك لمراقبة خسوف القمر.
وأضاف الدكتور كننغهام أن كتابة هذه اللوحه تسبق الكتابة الهندسية أو الانضغاطية وهى الكتابة الهيروغليفية إلى حد كبير، وهى على عكس الكتابة المسمارية الأولية، التى احتفظت بأساس هندسى وفلكى، ولقد تطورت الكتابة الهيروغليفية المصرية فى النص المبكر مباشرة إلى شكل تصويرى تجنب استخدام المصفوفات الفلكية الزاويّة، وهو ما يؤكد أن كتابات واحة الخارجة التى يبلغ عمرها حوالى 6000 عام تُظهر أن الكتابة الهندسية والضغطية كانت موجودة فى مصر ما قبل الأسرات، وأن بنية الكتابة مشابهة لتلك الموجودة فى النص الموجود فى مناطق أخرى.
وتظهر تلك المخربشات فى عدة مناطق فى محافظة الوادى الجديد أبرزها صور كهوف محمية الجلف الكبير ومخربشات درب الغبارى والذى يشتهر بطريق الخارجة الداخلة بعد رصفه وادخاله الخدمة كطريق رئيسى يربط المركزين ببعضهما البعض، حيث تظهر فى عدة مواقع نماذج لتلك المخربشات بصورة شديدة الوضوح وأهمها فى نقطة التكوينات الصخرية بما يعرف صخور الجمل الرابض وفى محيط منطقة قرية الشيخ مفتاح.
وتعتبر تلك الرسوم والمخربشات متحفا مفتوحا لآثار الإنسان البدائى حيث كشفت الدراسات التى أجريت بالمنطقة عن وجود مجتمع رعوى قديم خلال فترة العصر الحجرى الحديث قرابة الحد الأقصى للغمر الجليدى الأخير قبل حوالى 21 ألف سنة، حيث كانت الصحراء الكبرى تمتد على مساحة تعادل ضعف المساحة الحالية، إلا أنه قبل حوالى 11700 سنة حدثت تغيرات مناخية ومع بداية عصر الهولوسين حيث تحول المناخ إلى رطب وممطر وتكونت غابات السافانا فى المنطقة انتشرت فيها البحيرات والوديان المائية وذلك بسبب تحرك الحزام الموسمى جهة الشمال حيث استوطنت مجموعة من البشر منطقة الجلف الكبير ونطاق مركز الداخلة وبلاط حيث جرى اكتشاف الديناصورات والزواحف البحرية فى تلك المنطقة مؤخرا.
وتؤكد الأبحاث المتخصصة فى تاريخ البشرية وتطور الإنسان أن ما دلت عليه نقوش ورسوم إنسان ما قبل التاريح، حيث يوجد بها عدد من المناطق ذات الأهمية الاقتصادية والسياحة مثل منطقة السليكا الزجاجية التى تكونت من 28 مليون سنة، وكهف المستكاوى الذى يحوى أكثر من 2000 صورة من النقوش ورسوم الإنسان الأول وكهوف أخرى كثيرة، حيث وقع تحول تاريخى منذ 7000 سنة وحتى 5300 سنة قبل الميلاد، إلى مجتمعات رعوية تعتمد على تربية الماشية وخلفت وراءها لوحات فنية غاية فى الروعة تزيد عن 2000 صورة مرسومة على جدران الكهوف التى كانوا يسكنوها آنذاك، وفى عام 1930 اكتشف العالم رالف باجنولد دائرة عجيبة تؤكد على أن هؤلاء البشر كانت لديهم معرفة علمية بالوقت وحسابات الزمن، والتى اكتشف شبيها لها فى منطقة النبطة على بعد حوالى 100 كيلو غرب مدينة أبو سمبل.

الرسوم الهندسية على الصخور بالوادى الجديد

الصخرة العنكبوتية بالوادي الجديد

الصخور العنكبوتية بالوادى الجديد

النقوش الضغوطية لانسان ما قبل التاريخ

جانب من الكتابات الهندسية

جانب من مخربشات الوادى الجديد

رسوم عمرها ملايبن السنين

صخور ومخربشات الشيخ مفتاح بالداخلة

نقوش إنسان ما قبل التاريخ

Trending Plus