قصة كفاح حقيقية.. "الشيخ عصام" يثبت أن الحلم لا يموت.. أكبر خريج بجامعة الزقازيق بتقدير جيدا جدا.. تطوع لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.. والتحق بكلية التربية بعد 20 عاما من حصوله على دبلوم تجارة.. فيديو

من قلب عزبة أسعد التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، خرجت حكاية ملهمة بطلها الشيخ عصام حمودة الشبراوي 44 عاما، الذي أثبت أن الإصرار على التعلم لا يعرف عمرا معينا، متحديا ظروفه الاقتصادية ونظرة المجتمع متسلحا بمقولة أمير الشعراء "أحمد شوقى" أن "العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم".
التقى "اليوم السابع" بأكبر خريج جامعي في عام 2025 بمحافظة الشرقية، داخل منزله بمركز أولاد صقر، حيث يعيش الشيخ "عصام حمودة الشبراوى" فى مسكن بسيط يشبه منازل البسطاء فترة الثمانينات مبنى من الطوب اللبن مكون من طابق واحد، مع زوجته ونجلته الوحيدة "شوق" صاحبة الـ 14 عاما، ويعرفه الأهالى فى المنطقة بالشيخ "عصام حمودة" لكونه محفظ قرآن ومعلم تأسيس للأطفال ومغسل الموتى متطوعاً لوجه الله.
سرد "الشيخ عصام حمودة "حكايته قائلا: بعد حصولي على دبلوم التجارة، سافرت إلى دولة الأردن وهناك حفظت القرآن الكريم كاملًا، ثم عدت إلى مصر في الثلاثين من عمرى وتزوجت، ورزقت بابنة وحيدة تبلغ الآن 14 عامًا، وعملت في قريتي محفظًا للقرآن للأطفال ومعلم تأسيس خاص".
وأكد أنه يشعر بالحرج لأنه حاصل على مؤهل متوسط، وفي عمر الأربعين، قرر أن يكسر هذا الحاجز فالتحق بكلية التربية قسم الطفولة بجامعة الزقازيق، متحديًا مشقة الدراسة والعمل معًا، ورحلة المواصلات اليومية الشاقة من أولاد صقر إلى الزقازيق التى تتعدى أكثر من 5 ساعات يوميا ذهابا واياباً.
وأردف " عصام " : " على مدار أربع سنوات من دراستى، لم أخبر أحد من أقاربي وأصدقائي بأمر دراستى، خشية التعرض للإحباط أو نظرات الشك في قدرتي على النجاح، وخوفا من أن يفشل، وظل الأمر سرا بيني وبين زوجته ونجلته، حتى يوم حفلة التخرج، حيث كانت المفاجأة مدوية للجميع عندما انتشر فيديو مؤثر لي من الحفل، أثناء بكائي وتقبيل يد عميد الكلية الدكتور شحتة حسني، تقديرًا لفضله ودعمه المعنوي لي ف مسيرتي التعلمية.
وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الشيخ " عصام حمودة" مصدر إلهام لكل من ظن أن التعليم حلم انتهى عمره، حيث حصل على تقدير جيد جدًا، ليصبح مثالًا حقيقاً على أن الإرادة قادرة على كسر أي قيود، ولم يكن نجاحه مجرد شهادة جامعية، بل رسالة قوية لكل من يعتقد أن الوقت قد فات لتحقيق أحلامه، ولم تتوقف مسيرته عند التعليم، وإلى جانب عمله، حفظ عليه يد العديد من الاطفال القران الكريم، وتخرج من بين يديه اطباء وصيادلة ومهندسين، كما يقوم الشيخ " عصام" بعمل خيري تطوعي في تغسيل الموتى بقريته والقرى المجاورة مجانًا، ليجمع بين العلم وخدمة الناس في رحلة حياة عنوانها العطاء والإرادة.
واختتم حديثه لـ"اليوم السابع" بحث الآخرين على طلب العلم والتزود منه فالعلم مستشهدا بمقولة أمير الشعراء " أحمد شوقى "يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم "ويطمح فى مستقبل مشرق له ونجلته بوظيفة فى القطاع الحكومى تكون عواض له عن جهده طوال الأعوام الماضية.

Trending Plus