هل تُنهى البكالوريا آلام الثانوية واغتراب التعليم إلى تكافؤ الفرص؟

يدخل نظام البكالوريا إلى التعليم بعد إقرار القانون الجديد، وهو نظام يتوازى مع النظام التقليدى للثانوية العامة، ويتضمن تقاطعا وتداخلا بين الأنظمة المعتمدة مع إضافات تحقق مطالب على مدى سنوات لتطوير التعليم بحيث تصبح الثانوية العامة مرحلة من مراحل التعليم وليست عقدة، ونعرف أننا بجانب التعليم بحاجة إلى سياقات ومسارات تساعد آلاف الشباب على تحديد اختياراتهم من الثانوية، ليضمنوا مكانا فى الجامعة يوصلهم إلى الحياة والاستقرار والعمل، والتعرف على المهارات التى يمكنها أن تساعدهم فى الحصول على فرصة تحقق لهم ذاتهم ماديا ومعنويا، حتى لا يتكدس الشباب فى واقع محبط يتوهون فيه وتضيع سنوات عمرهم بحثا عن مكان تحت الشمس.
قد تكون أول خطوة أن يكون هناك نظام للتعليم فيه مشتركات أساسية، من اللغات والعلوم والثقافة، والعلوم الاجتماعية والفلسفة، وإنهاء الفصل الذى يزحم العقول، وأن تكون المناهج للفهم وتوسيع المدارك، وليس حسب الهوى، وتغيير نظام الامتحانات بشكل يلغى الحفظ والمذاكرة من أجل الامتحان، وأن يصبح قائما على الفهم وليس على الحفظ، وأن يعبر عن المستوى الحقيقى للطالب، توحيد التعليم ليس «قولبة»، لكنه تحديد للمشتركات فى اللغة والثقافة والأساسيات، والعلوم والتاريخ، بحيث يشترك التلاميذ والطلاب فى حد أدنى من المعارف والقيم وإنهاء اغتراب الطلاب عن بعضهم من خلال تعدد التعليم، لدينا أنواع بين التعليم العادى الحكومى والتجريبى والمعاهد القومية، والخاص فيه اللغات والعربى، وهناك أنظمة أمريكية وبريطانية وألمانية وأزهرية، وداخل كل نوع هناك أنواع وفئات، وهو تعدد ينتج تلاميذ مغتربين عن بعضهم ومجتمعهم ويفترض أن يكون التعليم الاساسى مشتملا على مشتركات وأسس بعيدا عن المستوى الاجتماعى والاقتصادى، وبما يضمن تكافؤ الفرص وأيضا يخلق مجتمعا طبيعيا وليس منفصلا إلى أحياء وكومباوندات.
والحقيقة أن هناك بعض الطلاب لا يحوزون قيما وتعاملا إنسانيا وثقافيا، وهو ما يفرض ربط التعليم بالتربية، وأن تكون هناك مشتركات بين الأجيال المتقاربة، وأن يكون التعليم طريقا للترقى والصعود الاجتماعى.
لدينا نقاش يدور على مدى عقود بالمجتمع، وفرض نفسه على الحوار الوطنى فى محوره المجتمعى، وتتضمن تفاصيل متشابكة وكثيرة، والأمر لا يتعلق بالتعليم فقط، لكن بالمجتمع، وبالاقتصاد والتمويل، الفصول والمعلمين والثقافة.
مع تنوع التعليم فى كل دول العالم، هناك قانون ونظام واحد للتعليم، بحيث لا تكون هناك أنظمة تعليمية مختلفة ومتعددة، من أنظمة التعليم.
الأمر الآخر، التعريف بالتخصصات ومدى الحاجة إليها، وربط التعليم الجامعى والفنى بالاستعداد والقدرات، بجانب المجموع، والتخصصات الجديدة فى الجامعات والمعاهد، وتقديم فرص ومنح للتعليم والتدريب وإعادة التأهيل.
وحسب تقرير الزميل محمود طه حسين، مسؤول ملف التعليم بـ«اليوم السابع» حددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، كليات مسار الطب وعلوم الحياة بشهادة البكالوريا، وتوزيع المواد المشتركة والتى تجعل هناك فروقا بين مسار الثانوية العامة والبكالوريا، ويكون لكل من الثانوية العامة والبكالوريا تنسيق خاص به مختلف وليس تنسيقا موحدا، حيث ينص القانون على ان يُراعى فى تنسيق قبول الطلاب فى الجامعات أعداد الطلاب المتقدمين بكل نظام بالتعليم الثانوى بما يضمن تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بينهم وعلى الأخص نسبة الطلاب الملتحقين بنظامى الثانوية والعامة والبكالوريا، ويرجع اختلاف التنسيق بين النظامين إلى وجود اختلافات بينهما فى عدد المواد بين الثانوية العامة «5 مواد فقط» والبكالوريا «6 مواد»، واختلاف فى طبيعة المواد: مثلا فى الثانوية العامة توجد مواد مثل «الكيمياء، والفيزياء، والأحياء» فى المستوى العادى واللغة الاجنبية الثانية خارج المجموع، بينما فى البكالوريا توجد مواد الكيمياء والفيزياء والأحياء فى المستوى الرفيع، ومادة علم النفس ضمن شهادة البكالوريا، وهى غير موجودة ضمن شهادة الثانوية العامة، كذلك توجد مادة البرمجة وعلوم الحاسب فى البكالوريا، وليست فى الثانوية العامة، فضلا عن وجود اللغة الأجنبية الثانية خارج المجموع.
فى الثانوية العامة توجد ثلاث شعب هى «علمى علوم» و«علمى رياضة» و«أدبى»، فى حين توجد فى البكالوريا أربعة مسارات غير مطابقة تماما لشعب الثانوية العامة، وهى «الطب وعلوم الحياة»، و«الهندسة وعلوم الحاسب»، و«الأعمال»، و«الآداب والفنون»، وهو ما ينعكس على الكليات المتاحة لكل مسار، فى البكالوريا تعتبر كلية التجارة غير متاحة لطلاب مسار الآداب والفنون، بينما هى متاحة لطلاب شعبة الأدبى فى الثانوية العامة، أيضا تعتبر كلية الألسن متاحة لطلاب كل الشعب فى الثانوية العامة، بينما تقتصر فقط على طلاب مسار الآداب والفنون فى البكالوريا، ممن درسوا اللغة الأجنبية الثانية فقط، فضلا عن عدم إتاحة كلية الحاسبات والمعلومات لطلاب مسار الطب وعلوم الحياة، فى حين أنها متاحة لطلاب علمى علوم.
وبناء على كل هذه الاختلافات فإن هذا النظام يحتاج إلى شرح وتفهُّم، خاصة أن نظام البكالوريا قد يكون أطول عمرا ومسارا للعمل، وينهى الفصل بين الشعب والتخصصات.
المهم هو الخروج من آلام الثانوية، إلى براح الخيارات وتكافؤ الفرص.


البكالوريا
الثانوية العامة
وزارة التربية والتعليم
محمد عبد اللطيف
تطوير المناهج
التعليم الحكومى
التعليم اللتجريبى
المعاهد القومية
التعليم الخاص
النظام الأمريكى للتعليم
النظام البريطانى
التعليم الأزهرى
التعليم الأساسى
التعليم الجامعى
التعليم الفنى
مسار الطب وعلوم الحياة
الهندسة وعلوم الحاسب
مسار الأعمال
مسار الآداب والفنون
علمى علوم
علمى رياضة
شعبة الأدبى
Trending Plus