اكتشاف 40 ألف قطعة أثرية سلتية ومحارب برونزى غامض فى ألمانيا

اكتشف علماء الآثار في ألمانيا، أكثر من 40 ألف قطعة أثرية سلتيكية خلال أعمال حفر استمرت ثلاث سنوات في أوبيدوم مانشينج، بما في ذلك تمثال محارب برونزي نادر ومصنوع بدقة أثار اهتمام المجتمع الأثري، وفقا لما نشره موقع صحيفة" greekreporter".

ومن بين آلاف القطع الأثرية، أصبح التمثال البرونزي الصغير للمحارب محور الاهتمام بسبب تصميمه غير المعتاد وأهميته الطقسية المحتملة.

ترسم مجموعة التحف السلتية والمحارب البرونزي الغامض معًا صورة حية لمجتمع غني بالحرف اليدوية والاحتفالات والتخطيط الحضري.

حل ألغاز تماثيل المحاربين غير العادية

تمثال المحارب، الذي يبلغ طوله 7.5 سنتيمترات فقط ووزنه 55 جرامًا، يُصوّر جنديًا سلتيًا يرتدي درعًا صدريًا، ويبقى عاريًا من الخصر إلى الأسفل، وقد أثار هذا التمثيل غير المعتاد جدلًا بين المؤرخين وعلماء الآثار حول معناه الرمزي.

ويشير بعض العلماء إلى تصويرات مماثلة وجدت في الفن اليوناني القديم ، حيث ارتبط العري بالشجاعة والرجولة، وهي السمات التي كانت موضع إعجاب بين المحاربين السلتيين الذين خدموا في بعض الأحيان كمرتزقة في الجيوش اليونانية .

اكتشف علماء الآثار التمثال في خندق داخل المستوطنة القديمة، تشير حلقة أعلى رأس التمثال إلى أنه ربما كان يُلبس كقلادة، لا يزال الخبراء غير متأكدين مما إذا كان له دور زخرفي أو احتفالي أو روحي ومع ذلك، فإن مستوى تفاصيله العالي ودرجة حفظه يشيران إلى أنه كان ذا قيمة عالية.

صناعة الحرف اليدوية مهارة السلتيك

تم إنتاج القطعة باستخدام طريقة صب الشمع المفقود، وهي عملية تتضمن تشكيل نموذج من الشمع، وتغطيته بالطين، واستبدال الشمع بالبرونز المنصهر.

ووصف توماس شتوكل، وهو مرمم من مكتب ولاية بافاريا للحفاظ على الآثار، القطعة بأنها معقدة ومصنوعة بخبرة، مشددا على تقنيات العمل المعدني المتقدمة التي يمارسها الحرفيون السلتيون.
تأسست مدينة أوبيدوم في مانشينج في القرن الثالث قبل الميلاد وتم التخلي عنها في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، وكانت بمثابة مركز سياسي واقتصادي في أوروبا الوسطى.

أدلة على النظام الغذائي والطقوس

بالإضافة إلى الأدوات المنزلية والسيراميك والقطع المعدنية، تشير بقايا الأسماك والماشية والحبوب إلى نظام غذائي متنوع. كما يضم الموقع أدلة على إعادة التدوير والإنتاج الحرفي المنظم، مما يعكس مجتمعًا يتمتع بمهارات تقنية وخبرة واسعة.

من أبرز الاكتشافات بئر طقسي يحتوي على عظام بشرية وحيوانية، و32 قطعة معدنية، وأكثر من 50 إناءً خزفيًا، يعتقد الباحثون أن المحارب البرونزي ربما كان يحمل أهمية روحية مماثلة لأشياء أخرى عُثر عليها في سياقات طقسية.

واقترح ماثياس فايل، أمين الحفظ العام لمكتب ولاية بافاريا، أن التمثال ربما كان جزءًا من الممارسات الطقسية السلتية، والتي غالبًا ما تنطوي على تمثيلات رمزية أو غير عادية.