خيارات صعبة أمام ترامب بعد انتصار بوتين فى قمة ألاسكا.. CNN: لقاؤه بالرئيس الروسى أضر بصورة "صانع السلام" بقوة شخصيته.. دونالد قد يعود إلى الضغط على أوكرانيا وربما يلتزم برؤية موسكو لاتفاق السلام النهائى

لا تزال أصداء قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين تتردد بعد يومين من انعقادها، فى انتظار ما سيسفر عن اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الاثنين فى البيت الأبيض، بمشاركة قادة أوروبيين.
وواصلت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية انتقاد أداء ترامب فى هذه القمة، وقالت شبكة سى إن إن إن انتصار بوتين، بعد قمة ألاسكا، قد ترك نظيره ترامب أمام خيارات صعبة.
وذكرت الشبكة أن الرئيس الروسى حصل على كل شيء كان يأمله فى ألاسكا. بينما لم يحصل ترامب إلا على القليل، استناداً إلى ما حدده هو نفسه قبلها.
والسؤال الآن هو ما إذا كان ترامب قد حصل على أي مكاسب متواضعة أو زرع بذور مستقبل أمن أوكرانيا لو أن هناك اتفاق سلام نهائي مع روسيا، وهو أمر لم يتضح بعد قمة الجمعة.
وترك هذا العديد من الأسئلة الاستراتيجية مطروحة. فرغم أن ترامب زعم أنه أحرز الكثير من التقدم، وأن القمة كانت 10 من 10، فإن كل الإشارات تشير إلى فوز هائل للرئيس الروسى.
فقد كان هناك استقبال حافل من قبل ترامب لبويتن يوم الجمعة بخروج متزامن من الطائرات الرئاسية وفرش السجادة الحمراء. وفى نهاية الاجتماع، عرض ترامب تنازلات هائلة بتبنى الموقف الروسى بأن السلام ينبغى أن يتركز على اتفاق نهائي، والذى سيستغرق على الأرجح أشهر وربما سنوات للتفاوض، بدلا من اتفاق لوقف إطلاق النار الآن. وهو ما ترى "سى إن إن" أنه يمنح روسيا مزيداً من الوقت لدك أوكرانيا.
والأكثر أهمية، أن ترامب تراجع حتى الآن عن تهديدات فرض عقوبات جديدة على روسيا وتوسيع العقوبات الثانية على البلاد التى تشترى النفط الروسى، ومن ثم تساعد فى تمويل الحرب. وكان ترامب قد هدد بهذه الإجراءات بموعد نهائي حدده الأسبوع الماضى فى ظل إحباط من بوتين واعتقاد متزايد أنه يتلاعب به.
وذهبت الشبكة إلى القول بأن حماس ترامب للعمل من أجل السلام في أوكرانيا جدير بالثناء، حتى وإن أثارت طلباته العلنية المتكررة لجائزة نوبل للسلام تساؤلات حول دوافعه الحقيقية. ومن إيجابيات القمة عودة المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا - الدولتين اللتين تمتلكان أكبر ترسانتين نوويتين.
لكن الفرضية الأساسية وراء جهود ترامب لصنع السلام هي أن قوة شخصيته ومكانته الفريدة المزعومة كأعظم صانع صفقات في العالم قادرة على إنهاء الحروب. وتبدو هذه الأسطورة مهترئة للغاية بعد رحلته الطويلة من ألاسكا إلى واشنطن، وفقاً للشبكة.
وبتقصيره عن تحقيق توقعاته في قمة ألاسكا، ترك ترامب نفسه أمام حسابات صعبة حول ما يجب فعله تاليًا.
هل يعود إلى محاولاته السابقة للضغط على أوكرانيا بحثًا عن سلام مفروض من شأنه أن يُبرر غزو روسياغير الشرعي، ويضى شرعية على فكرة أن الدول قادرة على إعادة رسم الحدود الدولية، وبالتالي قلب أسس حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟. أم أنه مع انقشاع الغبار، وسعى ترامب لإصلاح ما لحق بهيبته، هل يلجأ إلى الضغط والعقوبات الأمريكية لإعادة حسابات روسيا؟ على الأقل، ترك الباب مفتوحًا أمام خيار الترهيب بدلًا من الترغيب في مقابلته مع قناة فوكس نيوز، قائلًا: "قد أضطر للتفكير في الأمر خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن".
وربما يلتزم ترامب بالرؤية الروسية للمحادثات حول اتفاق سلام نهائي. يُظهر التاريخ أن هذا لن يكون سريعًا ولن يُحترم من قبل الروس على المدى الطويل. يأمل ترامب في عقد قمة ثلاثية بين بوتين وزيلينسكي ونفسه. من شأن ذلك أن يُشبع رغبته في الاستعراض والفعاليات التلفزيونية الضخمة. لكن بعد ما ثبت يوم الجمعة من عدم رغبة روسيا في إنهاء الحرب، من الصعب تصور كيف سيُحقق ذلك إنجازاً.
هناك احتمال آخر، وهو أن ترامب يشعر ببساطة بالإحباط أو الملل من تفاصيل ومشقة عملية السلام الطويلة الأمد التى تفتقر إلى انتصارات كبيرة وسريعة يستطيع الاحتفال بها مع أنصاره.

Trending Plus