رعب الكوارث الطبيعية يلاحق سكان الأرض.. عدد ضحايا الفيضانات فى باكستان يتجاوز 320 قتيلاً.. اندلاع حرائق بجنوب لبنان.. مخلفات الحرب بسوريا تزيد جحيم حرائق الغابات.. كندا تواجه أسوأ موسم للحرائق ورفع حالة التأهب

عززت الكوارث الطبيعية مخاوف الإنسان من ملاحقة الموت ، حيث تواجه الأرض موجة من أعنف موجات التغير المناخى التي لم تستثنى أي دولة، وإن اختلفت أشكال ودرجة مخاطر تلك التغيرات من بلد إلى آخر .
وفى هذا الإطار، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الفيضانات في شمال غربي باكستان، إلى أكثر من 320 شخصا، بعد انتشال رجال الإنقاذ 63 جثة أخرى اليوم السبت، حسبما قالت هيئة إدارة الكوارث الإقليمية الباكستانية.
وذكرت الهيئة الإقليمية أن 351 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في حوادث لها صلة بالأمطار هذا الأسبوع، بمختلف أنحاء إقليم خيبر باختونخوا ومنطقة جيلجيت-بالتستان الشمالية. وقال محمد سهيل، المتحدث باسم خدمات الطوارئ، إن المئات من عمال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن ناجين في منطقة بونر الجبلية بإقليم خيبر باختونخوا. وتسببت الأمطار الغزيرة والعواصف القوية في حدوث فيضانات عارمة أمس الجمعة، وجرفت في طريقها كثيراً من المنازل.
وفى هذا السياق أيضاً حثت السلطات اليابانية مؤخرا، أكثر من 3 ملايين مواطن بجنوب غربي البلاد على إخلاء منازلهم، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية.
وذكرت شبكة صحيفة (جابان تايمز) اليابانية، أن مياه الفيضانات جرفت العديد من المركبات وألحقت أضرارا بالطرق بمحافظة كوماموتو، فيما تم الإبلاغ عن فقدان أربعة أشخاص ، وقد أدى الطقس السيئ في تعطل حركة النقل، وتوقف خدمات القطارات السريعة بين منطقتي هاكاتا وكاجوشيما تشو، كما تم إغلاق أجزاء متعددة من الطرق السريعة في جزيرة كيوشو.
حرائق لبنان..
ومن جهة ثانية ، اندلع حريق كبير في جنوب لبنان وتحديدا في المنطقة الواقعة بين جزين ونيحا - في محلة عين بونجم، (بين قضاءي الشوف وجزين) حيث قضى على أشجار حرشية.
وبسبب سرعة الرياح، اتجهت النار نحو خراج بلدة نيحا الشوفية، فيما تدخل جهاز الإطفاء في الدفاع المدني محاولاً السيطرة عليها والحؤول دون تمدّد ها. وفق "النهار" اللبنانية .
وتمكنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني من إخماد النار التي امتدت من خراج بلدة بشعلة في جرود البترون إلى حدود بلدة دوما في أعاليها، في أعقاب جهود امتدت لساعات .
وتراجعت مخاطر الحرائق التي ضربت العديد من المناطق في عكار شمال لبنان، ولا سيما منها الجبلية، خلال الساعات الـ٤٨ ساعة الماضية.
ونجحت فرق إطفاء الدفاع المدني والجيش ومتطوعون من جمعية "درب عكار" و"فريق المستجيب الأول" في اتحاد بلديات جرد القيطع وفريق جمعية "تدبير"-عندقت والبلديات والأهالي، مبمؤازرة طوافات الجيش اللبناني، في كبح جماح النار والسيطرة عليها، مع استمرار عمليات المراقبة ليلاً خصوصاً في أعالي القبيات وعكار العتيقة والقموعة.
ومع انحسار موجة الحر غير المسبوقة التي ضربت لبنان، تنفست فرق الإطفاء الصعداء.
وطالب الأهالي الجهات الرسمية المعنية بفتح تحقيقات جديدة في المسببات الفعلية لهذه الحرائق التي تزامن اندلاعها في أكثر من منطقة.
حرائق الغابات في سوريا..
وتمتد حرائق الغابات إلى سوريا؛ حيث تواصل فرق الدفاع المدني السورى وأفواج الإطفاء في اللاذقية وحماة، والطائرات المروحية التابعة لوزارة الطوارئ السورية ووزارة الدفاع، جهودها لإخماد حرائق الغابات السورية المندلعة في عدة مواقع حراجية وزراعية، وسط ظروف جوية وميدانية صعبة.
وأكدت وزارة الطوارئ السورية أن التحديات الميدانية كبيرة، بسبب سرعة الرياح والحرارة المرتفعة وصعوبة وصول آليات الإطفاء إلى مناطق جبلية وعرة، إضافة إلى الأخطار المترتبة على وجود مخلفات حرب، مشيرة إلى أن عمليات إخماد حرائق اللاذقية وحماة ستستمر حتى السيطرة الكاملة عليها.
وقالت وزارة الطوارئ، في بيان لها السبت، إن أكثر من 70 فريق عمل، من بينهم 50 فريق إطفاء و20 فريق إطفاء حراجي، إضافة إلى فرق هندسية مزودة بسيارات إطفاء وصهاريج مياه وآليات ثقيلة، يشاركون في عمليات الإخماد وفتح الطرق وخطوط النار لوقف تمدد النيران، خصوصا في مناطق جبل الأكراد وأحراج كفرتة.
ووصلت تعزيزات إضافية من محافظات حمص وحلب وإدلب ودمشق وريف دمشق ودرعا، لدعم الدفاع المدني السوري في مهمته، فيما تم تسجيل أضرار مادية في منازل المدنيين في مدينة شطحة وقرى عناب وأبو كليفون ومرداش بريف حماة.
ويعد حريق باب جنة – صلنفة في ريف اللاذقية الأكثر تعقيدا حاليا، لغياب الطرق المؤدية إلى بؤره واتساع النيران بفعل الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة، بينما تجددت النيران في دير ماما قرب الحفة بعد احتوائها أكثر من مرة. كما تعمل فرق الإطفاء على منع تمدد الحرائق في بروما جبل الأكراد وأحراج كفرتة، رغم المخاطر الناتجة عن وجود الألغام ومخلفات الحرب.
وفي ريف حماة، امتدت النيران من قرية عناب إلى أحراج شطحة ووصلت إلى بعض المنازل، بينما تم إيقاف انتشار النيران في عين الكروم وطاحونة الحلاوة وأبو كليفون بمساندة الأهالي، مع بقاء بعض البؤر المشتعلة في التضاريس الجبلية الوعرة. كما تمكنت الفرق من احتواء النيران في فقرو والتمازة وطريق بيت ياشوط، حيث تعمل فرق الإطفاء على عزل البؤر النشطة.
موسم الحرائق في كندا..
وعلى صعيد موازٍ، تواجه كندا الموسم الأسوأ من حرائق الغابات؛ حيث تجتاح حرائق الغابات نيوفاوندلاند ولابرادور خلال أسوأ موسم حرائق غابات في البلاد، ويخضع آلاف السكان في شرق كندا لأوامر إخلاء إلزامية، مع وضع آلاف آخرين في حالة تأهب قصوى.
وأفاد المركز الكندي المشترك بين الوكالات لحرائق الغابات بوجود أكثر من 700 حريق نشط في جميع أنحاء البلاد، العديد منها في مناطق نادرًا ما تشهد حرائق واسعة النطاق، ووصلت حصيلة هذا العام بالفعل إلى 18.5 مليون فدان من الغابات المُدمرة – وهي ثاني أكبر حصيلة بعد موسم 2023 الكارثي، عندما احترق أكثر من 42 مليون فدان بنهاية العام.
وقد أدى استمرار الحر والجفاف وتراجع كثافة الثلوج الشتوية إلى تهيئة ظروف مثالية لاندلاع حرائق الغابات. وقد جفّ الغطاء النباتي في معظم أنحاء البلاد، مما أدى إلى تفاقم حرائق الغابات.
وشهدت المقاطعات الغربية، وخاصة ساسكاتشوان ومانيتوبا، أشد الحرائق هذا العام. وكان أكبرها حريق “شو” في ساسكاتشوان، والذي اندلع منذ 7 مايو، ويغطي الآن 1.4 مليون فدان – أي ما يعادل مساحة منتزه جراند كانيون الوطني في أريزونا.
وساهمت الأمطار الأخيرة وبرودة الطقس في تخفيف حدة الحرائق في الغرب، مما أدى إلى إبطاء انتشارها ومنع اندلاع حرائق جديدة. ولكن مع استراحة غرب كندا، تواجه نيوفاوندلاند ولابرادور أحد أكثر مواسمها نشاطًا.
وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وفرضت حظرًا على حرق الأخشاب في الهواء الطلق، إلى جانب قيود جديدة على استخدام المركبات على الطرق الوعرة في المناطق الحرجية، وحذر رئيس الوزراء جون هوجان قائلاً: “إذا خالفتم هذا، فسنُلاحقكم ونُغرّمكم”، مُشيرًا إلى “الحذر الشديد”.
كما يشهد جنوب كولومبيا البريطانية تزايدًا في نشاط حرائق الغابات، لا سيما في جزيرة فانكوفر التي تعاني من الجفاف.

Trending Plus