علاقة بناء الأهرامات والطوفان.. ما يقوله المسعودى فى أخبار الزمان

أخبار الزمان
أخبار الزمان
أحمد إبراهيم الشريف

المعرفة ليست مضرة، وليس من الضرورى أن نصدق كل ما نعرفه، لكنه بصورة ما يفيدنا ذلك فى فهم طرق التفكير، لذا أحب العودة لقراءة كتب التراث وتأمل ما فيها، خاصة كتب التاريخ، التى تلقى الضوء على الحياة بداية حياة الإنسان على الأرض، ومن هذا المنطلق نقرأ معا ما كتبه المسعودى فى كتابه أخبار الزمان:

  أول من بنى الاهرام
 

كان سوريد بن فيلمون، وكان ملكا على مصر قبل الطوفان بثلاثمائة سنة فرأى في منامه كأن الأرض قد انقلبت بأهلها، وكأن الناس يهربون على وجوههم وكأن الكواكب تتساقط، ويصدم بعضها بعضا بأصوات هائلة مفزعة فرجف قلبه وأزعجه ذلك وأرعبه ولم يذكره لأحد، وعلم أنه سيحدث في العالم أمر عظيم.

ثم رأى بعد ذلك، كأن الكواكب الثابتة نزلت إلى الأرض في صورة طيور بيض كأنها تخطف الناس، وتلقيهم بين جبلين عظيمين، وكأن الجبلين قد انطبقا عليهم، وكأن الكواكب النيرة مظلمة كاسفة، فانتبه أيضاً مذعورًا فزعًا.

فدخل إلى هيكل الشمس، وجعل يتضرع فيه ويمرغ خديه في التراب، ويبكي، فلما أصبح أمر رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصر، وكانوا مائة وثلاثين، فخلا بهم وحكى لهم جميع ما رآه فأعظموه وأكبروه وتأولوه على أمر عظيم يحدث في العالم.

فقال فيلمون عظيم الكهان، وكان فيلمون إذ ذاك كبيرهم، وكان لا يبرح من حضرة الملك لأنه رأس الكهنة، كهنة أشمون، وهي مدينة مصر الأولى، قال إن في رؤيا الملك عجباً، وأمراً كبيراً، وأحلام أهل الملك لا تجري على محال ولا كذب لعظم أقدارهم، وكبير أخطارهم، وأنا أخبر الملك برؤيا رأيتها منذ سنة لم أذكرها لأحد من الناس.

فقال له الملك: قصها عليّ يا فيلمون، قال: رأيت كأني قاعد  مع الملك على رأس المغار الذي في أشمون، وكأن الفلك قد انحط من موضعه، حتى قارب رؤوسنا وكأن علينا كالقبة المحيطة بنا، وكأن الملك رافع  يديه إلى السماء، وكواكباً قد خالطتنا في صور شتى مختلفة، وكأن الناس يستغيثون بالملك وقد انجفلوا إلى قصره، وكأن الملك رافع  يديه إلى أن يبلغ رأسه، وأمرني أن أفعل مثل فعله، ونحن على وجل شديد إذ رأينا منه موضعاً قد انفتح وخرج منه ضياء يضيء، ثم طلعت علينا منه الشمس فكأنا استغثنا بها فخاطبتنا بأن الفلك سيعود إلى موضعه إذا مضت له ثلاث وستون دورة.

وهبط الفلك حتى كاد يلصق بالأرض ثم عاد إلى موضعه، فانتبهت فزعاً.

فقال لهم الملك: خذوا ارتفاع الكواكب وانظروا هل من حادث، فبلغوا غايتهم في استقصاء ذلك، فأخبروه بأمر الطوفان، وبعده بالنار التي تحرق العالم.

فأمر الملك ببناء الأهرام، فلما تمت على ما دبروا حكمه، نقل إليها ما أحب من عجائبهم وأموالهم وأجساد ملوكهم، وأمر الكهان فزبروا فيها علومهم، وحكمهم وأشرف ولد حام القبط والهند هم الحكماء.
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط شحنة مخدرات بقيمة 350 مليون جنيه قبل ترويجها عبر سيارتى إسعاف

وزارة التعليم ترد على ادعاء البلوجر أم مكة بفصل أبنائها من مدرسة خاصة

ضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات منافية للآداب وبحوزتها حشيش وأفيون.. فيديو

ماذا يفعل الزمالك مع صافرة محمود ناصف قبل مواجهة فاركو الليلة بالدوري ؟

إسرائيليون يغلقون الطرق السريعة فى تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة


أرقام الزمالك وفاركو في الدوري قبل لقاء الليلة.. إنفو جراف

خسارة سيدات الطائرة أمام السويد ببطولة العالم

بعد 30 يوما على سرير المرض.. أنغام تستعيد عافيتها وتعود لمحبيها

تقارير الطب الشرعى فى مواجهة المتهمة بقتل زوجها وأبنائه الستة

محافظ القاهرة يوجه بإزالة السلاسل الحديدية المستخدمة لحجز أماكن انتظار السيارات


ترتيب الدوري الإنجليزي بعد هزيمة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

مصطفى فتحى يواصل الغياب عن بيراميدز أمام الأهلى بالدورى

مرشحة للكونجرس الأمريكى تحرق القرآن وتتعهد بـ"القضاء على الإسلام".. فيديو

عمر مرموش يشعل غضب جماهير مانشستر سيتى بعد قرار جوارديولا الصادم

متاح الآن.. رابط موقع التنسيق الإلكترونى لتسجيل الرغبات لطلاب تنسيق المرحلة الثالثة

مصدر فى الأهلى يكشف حقيقة حسم مصير ريبيرو عقب مباراة بيراميدز

نيوكاسل ضد ليفربول.. صحف إنجلترا تتحدث عن جودة محمد صلاح فى اللحظات الحاسمة

مواعيد مباريات اليوم.. بورنموث مع برينتفورد والزمالك فى مواجهة فاركو

مواجهة نارية بين المغرب ضد السنغال فى نصف نهائى أمم أفريقيا للمحليين

باق 12 يوما على بدء العام الدراسي الجديد.. تعرف على التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى