هل كل ارتفاع في سكر الدم مرض؟.. كيف تفرق؟

في مجال الصحة غالبًا ما تُستخدم الكلمات بالتبادل، مما يُسبب ارتباكًا، وأحيانًا سوء فهمٍ بالغ، ومن الكلمات التي يُخلط بينها كثيرًا ارتفاع سكر الدم ومرض السكر، ورغم ارتباطهما الوثيق، إلا أنهما لا يتشابهان وفهم معانيهما المختلفة أمرٌ بالغ الأهمية لإدارة الصحة والوقاية منها على نحوٍ سليم.
وفقا لتقرير موقع onlymyhealth تصاب جميع حالات السكر بارتفاع سكر الدم، ولكن جميع حالات ارتفاع سكر الدم لا تعني بالضرورة الإصابة بالسكر.
أهم الاختلافات وكيفية تحديدها
ارتفاع سكر الدم
ببساطة، ارتفاع سكر الدم هو ببساطة ارتفاع مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم، و الجلوكوز هو وقود أجسامنا، ويتم التحكم بمستوياته بدقة بواسطة الأنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس، في حال اختلال هذا التوازن الحيوي، قد ترتفع مستويات السكر في الدم فوق المستويات الطبيعية، ويمكن أن يحدث ارتفاع سكر الدم بشكل متقطع لأسباب عديدة، منها:
الأخطاء الغذائية : تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات يمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم مؤقتًا، وخاصة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في التمثيل الغذائي.
الإجهاد : قد تؤدي الأحداث المرهقة أو الإجهاد البدني إلى إطلاق هرمونات تزيد من نسبة الجلوكوز في الدم.
المرض أو العدوى : قد يؤدي رد فعل الجسم للمرض إلى مقاومة مؤقتة للأنسولين وإنتاج زائد للجلوكوز.
بعض الأدوية : قد تؤدي بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، إلى ارتفاع مؤقت في نسبة السكر في الدم.
ظاهرة الفجر : هناك زيادة طبيعية في الهرمونات خلال ساعات الصباح الباكر مما قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في نسبة السكر في الدم لدى بعض الأشخاص.
في هذه الحالات، بمجرد إزالة العامل المسبب، تعود مستويات السكر في الدم عادةً إلى طبيعتها، مع أن ارتفاع سكر الدم المتكرر أو المستمر ليس مرضًا بحد ذاته، إلا أنه حتى لو لم يُشخَّص على أنه داء سكري، قد يكون ضارًا بالجسم على المدى الطويل.
مرض السكر
من ناحية أخرى، يُعدّ مرض السكر مرضًا أيضيًا مزمنًا، وينتج تحديدًا عن نقص إنتاج الأنسولين، ويتميز بارتفاع مستمر في مستويات الجلوكوز في الدم (فرط سكر الدم المزمن)، ويعود هذا الارتفاع المستمر إلى أحد الأسباب التالية:
لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الأنسولين في مرض السكر من النوع الأول؛ فهو حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين داخل البنكرياس ويدمرها.
فشل الجسم في استخدام الأنسولين الذي ينتجه بشكل صحيح (مقاومة الأنسولين - مرض السكر من النوع 2): مع هذا النوع الأكثر انتشارًا، تصبح الخلايا أقل استجابة للأنسولين مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم.
أو حتى في بعض الأحيان، مزيج من الاثنين.
على عكس نوبات ارتفاع سكر الدم المؤقتة، يجب السيطرة على مرض السكر باستمرار لتجنب عواقب وخيمة، إذا لم يُسيطر عليه، فقد يُحفز ارتفاع سكر الدم المزمن سلسلة من المضاعفات التي تُصيب القلب والكلى والعينين والأعصاب، وغيرها.
الفروق الرئيسية بين مرض السكر وارتفاع سكر الدم
الفرق الأهم يكمن في طبيعتها ومدتها، ارتفاع سكر الدم حالة عابرة أو مؤقتة يرتفع فيها مستوى السكر في الدم، يشبه هذا العرض أو الخلل، وعادةً ما يحدث نتيجة أحداث معينة، مثل تناول وجبة دسمة، أو التوتر، أو المرض، أو تناول بعض الأدوية، بعد انقضاء هذه الفترة، يعود مستوى السكر في الدم عادةً إلى مستواه الطبيعي.
على النقيض من ذلك، يُعدّ داء السكر مرضًا مزمنًا، وهو اضطراب أيضي مزمن طويل الأمد، يتميز بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل مستمر.

Trending Plus