أدوات حجرية عمرها 2.6 مليون عام تكشف عن التخطيط للمستقبل.. اعرف الحكاية

أفاد باحثون بأن أقارب البشر القدماء نقلوا أحجاراً متنوعة لمسافات كبيرة، الأمر الذي يكشف عن درجة عالية من التخطيط المسبق بشكل مدهش قبل 600 ألف عام مما كان يعتقد الخبراء في السابق أنه ممكن، وفقا لما نشره موقع"livescience".
أدوات حجرية
في دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" ، قام فريق من الباحثين بفحص 401 أداة حجرية من موقع نيايانغا الأثري في كينيا، يعود تاريخها إلى ما بين 3 ملايين و2.6 مليون سنة. صُنعت هذه الأدوات وفق أقدم أسلوب معروف يُسمى "أولدوان"، والذي يتضمن تقطيع رقائق من حجر باستخدام حجر آخر لصنع أداة أساسية، لكن أنواع الصخور المستخدمة كانت مثيرة للدهشة، فمعظمها جاء من مواقع تبعد أكثر من (9.7 كيلومترات).
يؤكد الاكتشاف الجديد أن أقارب البشر كانوا قادرين على نقل الأدوات لمسافات أطول، مما يشير إلى قدرة أفضل على التخطيط المسبق.
تاريخ أقدم الأدوات الحجرية
قال ريك بوتس ، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الأنثروبولوجيا القديمة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بواشنطن العاصمة، في بيان: "غالبًا ما يركز الناس على الأدوات نفسها، لكن الابتكار الحقيقي لحضارة أولدوان قد يكمن في نقل الموارد من مكان إلى آخر".
وأضاف : "يبدو أن المعرفة والنية لنقل المواد الحجرية إلى مصادر الغذاء الغنية كانت جزءًا لا يتجزأ من سلوك صناعة الأدوات في بداية حضارة أولدوان".
يعود تاريخ أقدم الأدوات الحجرية إلى حوالي 3.3 مليون سنة ، أي قبل مليون سنة تقريبًا من اعتقاد الخبراء بنشأة جنسنا البشري، يُرجَّح أن أسلافًا بشريةً مثل الأسترالوبيثكس لوسي صنعوا هذه الأدوات،إلا أن هذه الأدوات المبكرة صُنعت من مواد محلية أو من مسافة قريبة - حوالي 3 كيلومترات على الأكثر.
منذ حوالي مليوني عام، شهد أسلاف البشر، مثل الإنسان المنتصب ، تغيرات كبيرة : فقد ازداد حجم أدمغتهم وأجسامهم، وهاجر بعضهم من أفريقيا، وبدأ بعضهم الآخر بطهي اللحوم وتناولها.
أدلة تؤكد التخطيط المسبق
كما تشير أدلة إلى أن هؤلاء الأسلاف الأوائل بدأوا بالتخطيط المسبق، فأصبحوا أكثر انتقائية في اختيار الصخور التي يستخدمونها لصنع الأدوات، وكانوا يحصلون عليها من مسافات بعيدة.
لكن الأدوات الحجرية من نيايانغا أقدم بـ 600 ألف عام من أقدم الأدلة على أن أقارب البشر كانوا يختارون الصخور وينقلونها لمسافات بعيدة، ومن المرجح أيضًا أنها تسبق ظهور جنس الإنسان، هذا يعني أن هذه المجموعات كانت تكتشف ما تحتاجه لمعالجة الطعام وكيفية رسم خريطة ذهنية لبيئتها، وفقًا لبوتس.

Trending Plus