الإخوان وتوابعهم.. قوافل ومظاهرات «المرتزقة» والتمويل فى خدمة المحتل والتهجير!

لم يظهر تنظيم الإخوان هكذا فجأة، أو بسبب تحولات واجهها، لكن الإخوان طوال عمرهم كانوا هكذا مستعدين للارتماء فى أحضان المستعمر، والعمل فى خدمة أى جهاز مخابرات، خارجى وليس وطنيا، لأنهم فى الأغلب الأعم وحقا هم يرتبطون بالحركة الصهيونية ارتباطا عضويا لا انفصام له، ولهذا فإن تظاهرات الإخوان لصالح إسرائيل أمام سفارات مصر ومن بينها فى تل أبيب، هى تأكيد لواقع معروف، وسواء كان المسمى رائد صلاح أو توابعه وأمثاله وأنواعه وأشكاله، هم ينتمون إلى تنظيم الإخوان بشكل عضوى، والدليل أن أمثالهم ثم الدافع يكشف الجرائم، والإخوان دافعهم تخفيف الضغط عن الاحتلال الصهيونى وإطالة أمد الحرب التى تمثل مصادر أرباح وتجارة لأعداد مختلفة وليس للاحتلال وحده.
هناك أطراف تعمل لصالح الاحتلال، وأطراف تعمل بتعليمات من دول إقليمية، وتنفذ أجندات، ولا تتفاوض من أجل غزة، بل من أجل مساندة مفاوضات نووية هنا، أو مكاسب قاعدية هناك، والأمر ليس فيه أى التباسات، لأن التنظيم طوال 12 عاما يعمل وينشط ويهدأ بتعليمات، قنواته تعمل بمواسم، وتعمل بنظرية الكلب الذى يخدم صاحبه، وهم فى الحقيقة ليسوا فى وفاء الكلاب، لأن الكلب لا يعض وطنه ولا يخون صاحبه بوجبة أو قطعة لحم، لكن الإخوان يفعلون، ويتظاهرون بتصريح من الاحتلال ووزراء متطرفين يعلنون رغبتهم فى قتل العرب والفلسطينيين ويحصلون على التصريح لمهاجمة مصر.
والواقع أن حقيقة الإخوان تظهر أكثر بعد أن غادروا السلطة، وبانت خستهم وتهافتهم وخيانتهم، وكونهم فى خدمة من يدفع، خاصة المخابرات التى صنعتهم وتوابعها، بريطانيا، حيث تضمن لعناصرهم الإقامة والجنسيات وجوازات السفر المتنوعة بأسماء مستعارة، وهى خدمات تقدم من الدول لعملائها، وفى الواقع الأمر لا يحتاج إلى شرح وتوضيح لأنه واضح جدا، بل إن تنظيم الإخوان ومعه من هم ليسوا إخوان لكن يتزوجون مبادئهم من فلول يسار أو يمين، خاصة هؤلاء النوعيات من اليسار البرمائى الذى ظهر مؤخرا نتاج تزاوج الإخوان مع بعض الأمريكان وبعض الحقوقيين المتمولين، والتمويل هو الرابط المشترك بين كل هؤلاء.
والولايات المتحدة التى كانت تنفق المليارات لمواجهة التحركات والتنظيمات الثورية، انقلبت فجأة لمساعدة ومعاونة ودعم المتحورين، من يسار التفاوت، وهنا يمكن مقاربة أو تذكر أن من تظاهروا فى مصر يوما ما أو على سلالم نقابة الصحفيين رددوا نفس ما يردده الإخوان، بوعى أو من دون، وإذا افترضنا حسن النية فإنهم لا يعرفون أو يجهلون، أما إذا افترضنا حسن التمويل، فنحن أمام غسيل مظاهرات، حيث من بينهم نوعيات برمائية تردد ما يردده الإخوان، وبالتالى ربما عليهم إن كانوا صادقين أن يتبرأوا من الهراء الذى تركوه على سلالم النقابة، ويعتذروا عن غبائهم وسوء فهمهم، وإلا فإنهم فى الواقع ضمن معادلة دعم التهجير، تماما مثل القافلة المشمومة إياها حاملة العدوى، والتى ضمت الصيع وأنصار الهجص والهيصة والفوضى، ووجدت القافلة دعما وتصفيقا من أمثال «المرتزقى» وأشباهه من المرتزقين وفاقدى الأهلية ومحترفى التمويل.
بعض هؤلاء من مدعى التظاهر وحلفاء الإخوان والمحتل تظهر عليهم نعمة التمويل، ولا يبالى الواحد منهم بسداد عشرات الآلاف، عدة مرات، وهو أمر لا يمكن التعامل معه باعتباره نضالا، ولكن غسيل مواقف، وتمويل من قبل جهات تعمل ضد غزة والقضية، وبالتالى ضد مصر، وتريد التشويش على نتائج جهد مصر فى رفض التهجير، وإنزال المساعدات وإدخالها، بالمعابر والطيران، وهو أمر يحاول بعض المنتمين للحية والحيات المحسوبة على المقاومة ترديده وهم من أنصار الاحتلال، هناك تشكيك فى دخول المساعدات وتحذيرات وشكاوى من خطر إسقاطها، ربما لأنها لم تصل إلى سماسرة المساعدات الذين كانوا يسرقونها لأنفسهم أو للاحتلال، ولأنها تصل إلى أهالى غزة فهى تصبح خطرا، على تجار الحرب والاتجار بالقضية والسلاح والمظلوميات. المظاهرات والاتهامات كلها لصالح العدو الذى يغضبه نجاح مصر فى تغيير وجهات نظر الدول الكبرى بأن تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو أمر يغضب الاحتلال ولا يمكن أن يغضب من غير الاحتلال سوى الخونة وتجار القضية تحت أى ذرائع.

مقال أكرم القصاص

Trending Plus