الصراع والفقر ينشران الكوليرا.. الصحة العالمية: 390 ألف إصابة و4300 وفاة فى 31 بلد منها السودان واليمن.. الصراعات تفاقم الأوضاع الصحية.. واليونيسف تحذر: 80 ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في موسم الأمطار

تدهورت الأوضاع الصحية في الدول التي تعاني من الصراع والفقر مع انتشار واسع النطاق للكوليرا وسط نقص في المواد الأولية والأدوية وإمكانيه الوصول لمراكز العلاج، ومن وسط 31 دولة تشهد كلا من السودان واليمن تفاقم الأوضاع الصحية.
وأجبرت الأوضاع الصحية مئات الآلاف من الناس للفرار، ففي شمال دارفور، تضاعف عدد النازحين بمعدل أربع مرات من 200 ألف إلى 800 ألف، ما يضع ضغطا هائلا على أنظمة المياه والصرف الصحي. ويحصل الأشخاص على ما لا يزيد عن 3 لترات من الماء يوميا في المتوسط - للشرب، والطهي، والغسيل، والتنظيف.
من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع العالمي لمرض الكوليرا مستمر في التدهور، مدفوعا بالصراعات والفقر. هذا العام، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 390 ألف إصابة بالكوليرا وأكثر من 4,300 وفاة في 31 بلدا من بينها السودان واليمن.
وقالت كاثرين ألبيرتي المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية لشؤون الكوليرا إن الأرقام التي تم رصدها تعتبر تقديرات أقل من الواقع، "لكنها تعكس فشلا جماعيا: فالكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، ومع ذلك لا يزال يحصد الأرواح".
وأعربت المسؤولة الأممية عن قلقها بشكل خاص بشأن الكوليرا في السودان، وتشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، واليمن. ففي كل هذه البلدان، تغذي الصراعات تفشي الكوليرا.
ولفتت المسؤولة الأمميه من أنه في السودان خلال عام واحد من بدء تفشي المرض في السودان، وصلت الكوليرا إلى كل ولاية. وأن هذا العام وحده، تم الإبلاغ عما يقرب من 50 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة، مع معدل وفيات مرتفع يبلغ 2.2%، وهو ما يتجاوز عتبة 1% التي تشير إلى فعالية العلاج.
وفي تشاد المجاورة، حيث تم الإبلاغ عن الحالة الأولى قبل ما يزيد قليلا عن شهر واحد، تم تسجيل ما يزيد قليلا عن 500 حالة و30 وفاة في كل من المخيمات والمجتمعات المضيفة في محافظة ودّاي الحدودية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن السودان ليس البلد الوحيد الذي يثير القلق. في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم الإبلاغ عن أكثر من 44,521 حالة و1,238 وفاة هذا العام، معظمها في المناطق الشرقية المتأثرة بالصراع وفي جنوب السودان، تم الإبلاغ عما يقرب من 70,310 حالة وأكثر من 1,158 وفاة وفي اليمن، أكثر من 60,794 حالة و164 وفاة.
وذكرت المنظمة أن هذه الأرقام تشترك في أمرين: الأول، أنها مرتفعة جدا، وقد تضرر عدد كبير جدا من الناس، والثاني، أنها مدفوعة بالصراع.
فالصراع يجبر الناس على الفرار، غالبا إلى مخيمات مكتظة حيث تضعف فيها مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة. وتتعرقل الاستجابة الإجمالية بسبب الموارد البشرية المستنفدة، والفجوات في البيانات، والنقص الخطير في التمويل.
وحثت منظمة الصحة العالمية الحكومات والمجتمع الدولي على تعبئة التمويل العاجل ودعم النشر السريع للقاحات والإمدادات، وتأمين وصول آمن لعمال الإغاثة الاستثمار في الوقاية على المدى الطويل من خلال توفير المياه والصرف الصحي، وأنظمة مراقبة أقوى.
ولفتت المنظمه إلى أنه في السودان تم بالفعل تخصيص أكثر من 40 مليون جرعة هذا العام، مقارنة بـ 35 مليون جرعة تم تخصيصها في عام 2024 بأكمله. أكثر من 85% من الجرعات التي تمت الموافقة عليها هذا العام هي للبلدان التي تواجه أزمات إنسانية، حيث تذهب الحصة الأكبر إلى السودان.
ومن جانبها حذرت منظمة اليونيسف من أن أكثر من 80 ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا، مع بدء موسم هطول الأمطار في جميع أنحاء غرب ووسط أفريقيا. ويعود تزايد خطر انتشار الكوليرا، وفقا لليونيسف، إلى تفشي الأوبئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا، الأمر الذي يفاقم خطر انتقال العدوى عبر الحدود إلى البلدان المجاورة.
وتعاني تشاد وجمهورية الكونغو وغانا وكوت ديفوار وتوجو أيضا من استمرار الأوبئة، بينما تظل النيجر وليبيريا وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون تحت المراقبة الدقيقة بسبب هشاشة الوضع فيها.
وأكدت منظمة اليونيسف الحاجة الملحة لجهود مكثفة وواسعة النطاق لمنع مزيد من الانتشار واحتواء المرض في جميع أنحاء المنطقة.
وقال جيل فانيو، المدير الإقليمي لليونيسف لغرب ووسط أفريقيا: "الأمطار الغزيرة والفيضانات واسعة النطاق والمستوى المرتفع للنزوح كلها عوامل تغذي خطر انتقال الكوليرا وتعرض حياة الأطفال للخطر".

Trending Plus